الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نجيب محفوظ.. فارس الرواية العربية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم نجيب محفوظ نفسه عبر تاريخ ممتد من المثابرة والعمل الدءوب، تميز بالبساطة والإنسانية، وأتاح حبه للناس البسطاء أن يبادلوه الحب نفسه، ولا تحتاج نصوصه إلى تعريف فقد عَرفها، بل حفظها القاصى والدانى محليًا وإقليميًا وعالميًا؛ عرفها رجل الشارع عبر شخصيات رآها على الشاشة، وقد تماست معه تمامًا واستطاع «أديب نوبل» عبر أكثر من ستين عامًا أن يخط قواعد الكتابة السردية العربية التى أضحت مجالًا لإخراج معظم الكتاب العرب من عباءة محفوظ، وذلك لأن نصوصه من نوع القصص الاجتماعى الذى تتجلى فيها أبرز الطرائق السردية من خلال عناصر متعددة منها؛ اللغة وتدفق الأحداث، فيشعر القارئ منذ كلمات النص الأولى أنه أمام وصف دقيق تتجسد فيه مرحلة طويلة من العمر، تحمل خبرة محفوظ المترامية فى الكتابة الإبداعية عبر بنية سردية مميزة.
وتحتفى «البوابة» بذكرى رحيل أمير الرواية العربية، الذى رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس من العام 2006، تاركًا وراءه أعمالًا أدبية تركت بصمتها على الشخصية المصرية والعربية والعالم أيضًا.

الدكتورة عفاف عبدالمعطى ناقدة ومترجمة، نالت درجة الدكتوراه فى الأدب الأمريكى المقارن من جامعة القاهرة، كما أنها تناولت الكثير من كتابات أديب نوبل فى العديد من الدراسات والأبحاث.
وفى حوارها مع «البوابة»، كشفت الدكتورة عفاف عبدالمعطى فى ذكرى رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ الذى يوافق 30 أغسطس، كشفت العديد من أسراره وحكاياته، إلى جانب كيفية تناول الغرب قصة وسيرة الأديب الراحل.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تعرف القارئ الغربى على أدب محفوظ؟
- مع بداية عام ١٩٧٠ نشرت جريدة «دى تسايت» أهم صحف ألمانيا الغربية وأوسعها انتشارًا، دراسة جادة عن الأديب الكبير نجيب محفوظ، كما قدمت الجريدة قصته القصيرة «عنبر لولو» كنموذج فريد لأدبه الواقعي، وقد احتلت الدراسة والقصة أربع صفحات كاملة، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يحتل فيها كاتب مصرى بل عربى هذه المساحة الكبيرة فى صحف ألمانيا الغربية، كما قرر كاتب المقال أن نجيب محفوظ قد نال شهرة عظيمة ومكانة فريدة فى قلوب القراء العرب، ويعتبر نجيب محفوظ مصدرًا من المصادر الرئيسية لدراسة مصر وفهمها خلال هذه المرحلة وتعبيرا عن مشاكلها الاجتماعية والنفسية».
■ هل ترين أن هناك سرا جاذبا فى أدب نجيب محفوظ؟ ولماذا يعتبرونه أكبر الروائيين العرب رغم وجود مواهب روائية؟
- سر انتشار أدب نجيب محفوظ، أنه فنان ذى عقلية روائية صحيحة وأصيلة يجمع بين شمولية الرؤية والحس المرهف بالزمن، إلى جانب قدرته على المزج ما بين التاريخ الأسطورى واليوم الحاضر، القضايا الخالدة والمتطلبات المعاصرة، يتكلم عن الأمور الشاغلة لبال الإنسان منذ أقدم الزمان ولكنه يتكلم عنها من موقف إنسان عصرنا الذى يحس نبض العصر ويعبر عما يقلق الناس فى بلده، وقد اتضحت عقلية نجيب محفوظ الروائية فى رواياته الثلاث الأولى من المرحلة المسماة بـ «الفرعونية»، حيث استخلص من الأساطير القديمة المعنى العصرى وطرح الأسئلة التى شغلت بال المصريين فى أعوام الثلاثينيات، وهى أسئلة عن طبيعة النظام الملكى والعلاقة بين الملك والشعب.
■ وكيف ترين وصف محفوظ بالـ«جبان» من جانب إحدى الناقدات الكبيرات خلال الأيام الماضية؟
رواية مثل ثرثرة فوق النيل مثلًا تنتقد بشدة تجربة الحكم الناصري، وقد صدرت فى الستينيات أثناء هذا الحكم، فكيف يكون محفوظ جبانا حتى فى الكتابة الإبداعية؟!
■ وماذا عن مذكرات «دينيس جونسون ديفيز» التى تحدث فيها عن كيفية ترجمة نصوص محفوظ؟
- قدّم محفوظ مذكرات ينيس جونسون التى صدرت عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية ٢٠٠٦ ذاكرا أنه من دواعى سرور الكاتب أن تكون نصوصه مترجمة، وعليه تُقرأ داخل الوطن وخارجه، وإنه لشىء يستحق التقدير أننى تعرفت على دينيس جونسون ديفيز منذ ١٩٤٥ وأعجبت به منذئذ وهو أول من ترجم نصوصي، لذلك فأنا مدين له بدين استثنائى، فضلا عن امتنانى. لقد فعل –حقا- أكثر مما فعله أى مترجم فى ترجمة السرد العربى الحديث للإنجليزية، وكذلك المساعدة فى إخراج الترجمة إلى الواقع.
إن أهم ما فى مذكرات دينيس ما يخص واقعة حصول محفوظ على نوبل والموثقة داخل المذكرات، وكذلك ما فعله محفوظ إبان تحريض الأزهر على مصادرة رواية أولاد حارتنا ومنع نشرها مسلسلة فى جريدة الأهرام عام ١٩٥٩، حيث حرصت زوجة السفير السويدى فى تونس على لقاء دينيس وهى فى القاهرة وبادرته بأن لجنة جائزة نوبل تتطلع إلى إمكانية منح جائزة نوبل إلى كاتب عربى وأنها اقتنت قائمة بأسماء الكُتّاب المرشحين متضمنة الشاعر أدونيس وكاتب القصة القصيرة المصرى يوسف إدريس والكاتب السودانى الطيب صالح ونجيب محفوظ.
سألته أولا: هل هناك كاتب عربى آخر يستحق الترشيح وقد تجاوزته القائمة؟ ثم تناقشا طويلا عن المميزات الكثيرة لكل هؤلاء المرشحين المحتملين.
الجزء الثالث المهم فى مذكرات دينيس متعلق برواية «أولاد حارتنا» عندما كانت تنشر مسلسلة فى جريدة الأهرام فى جريدة الأهرام، وقد قوبل ذلك بإلحاح على الجريدة كى توقف نشر بقية الرواية لأن السلطة الدينية –آنذاك – ادّعت تضمُّنها ما يحضُّ على الكُفر.
■ وكيف يرى المترجمون فى الغرب محفوظ؟ وكيف تمّت قراءته فى أوروبا وأمريكا؟
- سوف أذكر بعضا مما ظهر فى «سلسلة تاريخ كمبردج لأدب العربى» على لسان المستشرقين والمترجمين والنقاد الغربيين أنفسهم.
أولا فإن المستشرق الألمانى مارت بن:«..أنتم تعرفون نجيب محفوظ.. هذه حقيقة؛ ولكن لا تعرفون أدب نجيب محفوظ وعمقه وهذه حقيقة أيضًا..».
ثانيا المستشرق الفرنسى الأب جاك جومييه: «لثلاثية نجيب محفوظ خصائصها الفنية الكفيلة بإثارة انتباه القارئ الأجنبى لا القارئ العربى فقط، وإحدى سمات العالمية فيها أنها تحمل قيمًا إنسانية عامة».
ثالثا المستشرقة السوفيتية فاليريا كيربتشنكو: «سر جاذبية أدب نجيب محفوظ تحدى الادعاءات التى قالت إنه انتهى فى الفترة من ١٩٦٧-١٩٧٥ فخرج محفوظ من مرحلته السوداء برائعة جديدة هى ملحمة الحرافيش».
كما إننى أدعو كل كاتب أو باحث يقوم بالهجوم على محفوظ وهم كثيرون فى كل البلدان العربية أن يقرأوا محفوظ جيدا ويتبصروا فلسفته فى الكتابة وأن يتمثلوه فى إخلاصه للكتابة الروائية دون الانشغال بالحط من شأنه أو شأن أى كاتب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«الحجرة رقم 12».. قصة تحدثت عن زواج السلطة بالمال
فى قصة «الحجرة رقم ١٢» والتى نشرت ضمن المجموعة القصصية «الجريمة» والصادرة عام ١٩٧٣، يتناول نجيب محفوظ قضية تزاوج المال مع السلطة، وقدرة الرأسمالية على التوحش ولا سيما عندما ترتكز الثروة فى يد قلة تتوارثه وتلاعب بالسلطة منتجة كما هائلا من الفساد والأزمات، بالإضافة لتراجع فرص نجاح الديمقراطية.
لقد تعرضت كتابات محفوظ للقراءات النقدية المتعددة، وكان من بينها المتناقض، ويبدو أيضا أن الكثير من النقاد أرادوا أن يروا محفوظ بمنظورهم الذاتى لا بمنظوره هو ورؤيته الخاصة، لكن محفوظ أكبر من ذلك، أكبر من أن يتم ضغطه داخل قالب واحد، لذلك تجده من الطبيعى أن يشير إلى فساد الرأسمالية الحرة ولا يعنى هذا مدحه للاشتراكية أو الشيوعية.
ولقد كانت كتابات محفوظ تعبيرا واضحا وشاملا لكل أبعاد الحياة، فنجد مثلا الطالب الثورى والاشتراكى وجيل الستينيات الذى عاش حلم الخلاص من براثن الاستعمار، وعندما تحطمت آمال المصريين فى أعقاب نكسة ٦٧ لاقى ذلك الجيل المهزوم صدى إحباطه وسط كتاباته أيضا، ومع صعود التيارات الإسلامية المتطرفة على الساحة بدعم سياسى واسع إبان حكم السادات، كان ذلك واضحا أيضا فى أعماله.
وخلال قصته القصيرة «الحجرة رقم ١٢» يناقش مسألة شديدة الأهمية وتعتبر مفصلية وحاسمة فى حياة وطننا، وهى تزاوج المال والسلطة، وتوحش الرأسمالية وعدم قدرة الطبقات الفقيرة على اللحاق بالركب أو تحمل عبئهم وأزماتهم وفسادهم.
وفى شكل خيالى رائع يتحدث محفوظ عن السيدة بهيجة الذهبى التى استأجرت غرفة فى أحد الفنادق وكانت مثيرة للدهشة والاستغراب، وعند أول مرة تلتقى فيها بمدير الفندق تثير ذهنه، فيستدعى الفراش الذى حمل حقائبها ويسأله عن أفعالها، فيخبره أنها أمرته بإخلاء السرير من غرفتها فهى لا تأمن النوم على سرير يسمح بمساحة خالية تحته ويمكن لشخص أن يختبئ فيها، ربما كان تخوف المرأة هو نفسه الخوف الذى يستشعره المال فهو كما يصفونه جبان، يخشى المواجهة، ويستسلم للأمن، وعندما أغلقت السيدة غرفتها ظلت تتحدث إلى نفسها بصوت يسمعه المارة من أمام الباب ثم تطلب وجبة شهية تكفى لإطعام ستة أشخاص فتقضى عليها تماما، حتى اتهمها المدير بأنها مصابة بالخوف والنهم.
كانت الليلة ماطرة جدا ومرعدة وقد بدأت السيدة بهيجة فى استقبال زوارها الذين جاءوا تباعا فلقد زارها، رجل وامرة من الصفوة، أربع نساء وأربعة رجال، طبيبة ولادة، مقاول، صاحب معرض أثاث، بقال، قصاب، صاحب محل عطور وأدوات زينة، موظف كبير بمصلحة الضرائب، رئيس مؤسسة، صحفى معروف، تاجر جملة، سمسار شقق مفروشة، وكيل شخصية عربية من أصحاب الملايين، جماعة من الرجال والنساء يرتدون المعاطف مندوبى جمعية إحياء التراث بلغ عددهم عشرة أشخاص، نفر من أساتذة الجامعة ورجال الدين ورجل غامض، ضابط ومخبر.
هل تكفى الحجرة لاستقبال كل هؤلاء فى وقت واحد؟! إن سلوك السيدة بهيجة المريب ونهمها الواضح ومناصب ومكانة هؤلاء الذين يزورونها يثير الكثير من الأسئلة فى ذهن القارئ، ليدرك أن حجرة صغيرة لا تكفى لكل هذا العدد، ويدرك أن مناصبهم ووجاهاتهم تقف عائقا أمام اتخاذ ما يلزم من الإجراءات، فقد ازدحمت الحجرة بعدد مهول من الشخصيات الكبيرة والقوية، وكان من الصعب جدا أن يتحمل المدير مسئولية ذلك، ولا ضجيجهم الذى أزعج الكل، حتى بات من العسير فتح الباب.
هكذا كانت الحجرة التى استقبلت كل هذا العدد واستمروا فى الأكل والشرب والغناء، حتى سمع البعض قولهم: «الدنيا كاس وسيجارة» معبرا عن حالة اللامبالاة التى استسلموا لها.
يعرف مدير الفندق أنه لا بد يأتى وقت ويصطدم بهذه الفئة لكنه كان يؤجل كل هذا خوفا من مكانتهم ومناصبهم، لقد تراجع منتظر الوقت الذى ينفجر فيه البركان، تلك الأحداث الغريبة التى استخدمها محفوظ للدلالة على سوء تصرف أهل المال والسلطة، فقد تعاونوا على الفساد وإزعاج الآخرين.
ويجدر بنا أن نتساءل عن بقية الشعب: أين هم من حجرة السيدة المثيرة والغريبة بهيجة الذهبي؟ لقد زارها جمع من عامة الشعب وحانوتى لكنها أمرت أن ينتظروها فى الاستراحة عند مدير الفندق بينما استمرت فى الإذن للوجهاء والصفوة أن يصعدوا مباشرة لحجرتها، ويواجه الفندق مطرا كبيرا مثل السيل لم يسقط منذ سنين وبدأ الماء يتسرب للحجرات من خلال ثغرات فى سطح الفندق، كانت تلك هى اللحظة التى حتمت على الكل المواجهة، وكان على المدير أن يتصرف بحكمة وسط هذا الطوفان المتلاطم فى قلب الليل، فيأمر الفراشين بسد الثغور فوق السطح بأكياس الرمال.
وفوجئ المدير بقيام عامة الشعب الذين ينتظرون فى الاستراحة بمشاركة الفراشين فى سد الثغرات وحماية الفندق من هجمات المطر القوية فأحس المدير من مشاركتهم ارتياحا كبيرا، وازداد ارتياحه عندما أعطى أوامره بإهمال الغرفة ١٢ ليواجهوا وحدهم الزوبعة التى راحت تزلزل المكان، فكان كأنه قد تخلص من عبء ثقيل واسترد الثقة وصفاء الذهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثقفون: روايات نجيب محفوظ لخصت مراحل حياته
حظى الأديب العالمى نجيب محفوظ، بتقدير كبير على المستويين المحلى والعالمي، ونالت أعماله الأدبية تقديرا كبيرا من مختلف الكتابات النقدية، ولقد اهتم كثير من المثقفين بتسجيل بعض أجزاء من حياته فى كتب مثل جمال الغيطانى الذى أصدر العديد من الكتب عن محفوظ أبرزها «نجيب محفوظ يتذكر» وأيضا كتاب «المجالس المحفوظية»، وسجل الأستاذ رجاء النقاش الكثير من سيرته فى كتابه «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ»، لكننا لم نجد عملا كاملا يوثق حياة محفوظ، ويعتبر بحق سيرة ذاتية مكتملة، وربما كان ذلك لأنه قد سجل أطوار حياته المختلفة فى معظم رواياته وبث روحه وذاته داخل مختلف شخصياته.
قال الكاتب والروائى يوسف القعيد: إن كتاب رجاء النقاش «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» يكفى كى يوضح لنا السيرة الذاتية لمحفوظ حيث تمكن فيها من الحديث عن كل جوانب حياته، كما عَبر محفوظ عن نفسه بشدة فى الثلاثية ومَثَل كمال أحمد عبدالجواد فيها دور نجيب محفوظ.
وأضاف القعيد، أنه يوجد تقصير من وزارة التربية والتعليم حيث إنها لم تتحدث عن محفوظ بصورة تليق به وليس نجيب محفوظ فقط بل هناك الكثيرون من الكتاب الذين لم تلتفت لهم الوزارة لتتحدث عنهم، وإذا تحدثت عنهم لم تتحدث بشكل يليق بهم، ولقد فقدت سيرة طه حسين روحها ونهجها عندما اختصرتها الوزارة.
ومن جانبه قال الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة: إن نجيب محفوظ لم يكتب سيرته الذاتية بشكل واضح ولا بمعنى تقليدي، ولكنه قدم سيرته الذاتية بأشكال متعددة خلال الحوارات التى أجريت معه، وتكلم فيها عن تفاصيل كثيرة فى حياته كلها، وعن أساتذته وأصدقائه وتجاربه وانشغالاته.
وأضاف، أن هناك عملين تكلم فيهما نجيب محفوظ وكتب عن سيرته الذاتية بشكلين مختلفين؛ العمل الأول الكتاب الحوارى الذى كتبه رجاء النقاش، وكان نتاجا لساعات طويلة جدًا وتحدث فيها نجيب عن أغلب تفاصيل حياته، سجلها رجاء النقاش ثم صاغها على هيئة موضوعات تتصل بالتجارب الكبرى الأساسية فى حياة نجيب محفوظ، والعمل الآخر القريب من سيرة محفوظ «أصداء السيرة الذاتية»، وهو شكل جميل وجديد للكتابة، أقرب أن يكون قصصا قصيرة جدا، فيها السرد وروح الحكمة.
وتابع أنه على وزارة التربية والتعليم أن تزيد الاهتمام بنجيب محفوظ فى مراحل التعليم وليس هو فقط بل الكثير من الكتاب التى لم تُلتفت إليهم الوزارة لتدرس مناهجهم ولا بد من وجود سيرة ذاتية لتتحدث عن نجيب محفوظ، وكيف يُدرس الأدب دون أن تحتل سيرة محفوظ مكانته فيه، وهو الذى أضاف للأدب بصورة كبيرة.
وعبر الكاتب والروائى عبدالوهاب الأسوانى عن رأيه قائلا: إن نجيب محفوظ لا يحتاج أبدًا إلى سيرة ذاتية لتُكتب عنه، حيث عبر نجيب عن نفسه فى الكثير من أعماله وخاصة فى ثلاثيته والتى مثل فيها بيته بالمعنى الحرفى للكلمة، وأدى كمال أحمد عبدالجواد فيها دور نجيب من الطفولة إلى المراهقة والشباب ثم الرشد.
وأضاف، أن مقالات محفوظ الكثيرة والتى كان يتحدث فيها عن نفسه وعن حياته بالكثير من التفاصيل، أظهرت جزءا من سيرته، وخصوصًا كتاب «صفحات من مذاكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته» الذى كتبه الناقد رجاء النقاش حيث تحدث فيه نجيب محفوظ عن حياته كلها وبالتفاصيل.