إذا أردت الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة على شاطئ النيل، واستعادة ذكريات تاريخنا القديم، فيمكنك ذلك من خلال قيامك برحلة نيلية فى «عروس الصعيد» المنيا، التى تعد بما تمتلكه بمثابة متحف يحتوى على العديد من الآثار التى تنتمى إلى عصور تاريخية مختلفة، «فرعونية، رومانية، يونانية، قبطية، وإسلامية».
البداية حينما تستأجر مركبًا شراعيًا وتبحر به فى النيل، حيث ستطالعك طوال رحلتك أماكن أثرية عدة، منها قرية «بنى حسن الشروق»، ويوجد بها مقابر أثرية تعرف باسم «مقابر النبلاء»، وتضم ٣٩ مقبرة منحوتة فى الصخر لأشراف وحكام مدينة «حبنو» فى الدولة الفرعونية الوسطى، منها مقابر «أمنمحات، امينى، خنوم حتب، باكت، خيتى» وعلى جدرانها رسمت مناظر تمثل بعض الرياضات المختلفة، كما أنها تعد بمثابة سجل كامل للحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى.
وتحتوى تلك المنطقة أيضا على معبد «أرتميس»، ويطلق عليه العامة اسم «إسطبل عنتر»، الذى شيدته الملكة حتشبسوت واستكمله تحتمس الثالث، وهو مبنى تحت الأرض ويتميز بنقوشه التى تروى ما قامت به حتشبسوت من ترميم ما دمره الهكسوس خلال احتلالهم لمصر. بعد ذلك يمكنك مشاهدة «تل العمارنة»، التى اختارها إخناتون وزوجته نفرتيتى، لتشييد عاصمته المسماة «أخت أتون» من أجل عبادة الإله الواحد «أتون»، الذى رمز إليه بقرص الشمس، بعدها يمكنك مشاهدة «تونا الجبل» التى تعرف باسم «أرض البركة المقدسة»، وتضم العديد من المعالم الأثرية الهامة، منها مقبرة «بيتوزيرس» كبير الكهنة فى العصر اليونانى الرومانى، ومومياء «ايزادورا» شهيدة الحب الطاهر، وسراديب الإله «تحوت»، والساقية الرومانية، إضافة إلى الآثار المكتشفة حديثا، ومنها ٨ مقابر لكبار الكهنة ونبلاء من العصر البطلمى، تضم مومياوات وتماثيل وجواهر وتوابيت.
الآثار التى تراها خلال رحلتك ليست مقصورة فقط على الفرعونية، بل يمكنك أيضا مشاهدة بعض الأديرة المسيحية مثل «دير السيدة العذراء» بجبل الطير، حيث ترى المغارة التى يقال إن السيدة مريم اختفت فيها مع السيد المسيح أثناء رحلتهما المقدسة إلى مصر، وسترى علامة «الكف» التى يقال إنها للمسيح، إضافة إلى ذلك يمكنك رؤية كنائس وأديرة أخرى، منها «العائلة المقدسة، ودير الأنبا صموئيل».
إضافة إلى الآثار المسيحية، هناك أيضا الآثار الإسلامية، ومنها مساجد «اللمطى، والعمروى، والمصرى والفولى، وبعض مقابر الصحابة».
