الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

11 سبتمبر.. رمزية قدرية تؤكد وحدة المصريين الوطنية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتضن العام الميلادي الحالي ٢٠١٨ توافقا زمنيا لبداية عامي١٤٤٠ الهجري الجديد مع عام ١٧٣٤ القبطي الجديد في نفس اليوم "يوم ١١ سبتمبر المقبل"، في رمزية قدرية تؤكد وحدة المصريين الوطنية، تلك الحالة الاجتماعية والسياسية التي تعبر عن وحدة الشعب بمختلف شرائحه ومنابته على هدف واحد مشترك دون النظر إلى اعتبارات اختلاف المنابت والتنوع، مما يؤكد أن المسلمين والمسيحيين في مصر أيد واحدة حتى في احتفالهم ببداية تقويمهما.
أيام قليلة ويدق عام ١٤٤٠ الهجري الجديد الباب بما له من أهمية خاصة في حياة المسلمين في جميع بقاع الأرض، بعباداتهم ومناسباتهم الدينية وهو مناسبة دينية توافق ذكرى هجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والتي تم اتخاذها بداية للتقويم الهجري، ويأتينا العام الهجري الجديد ومازال المسلمون يعيشون نفحات أجواء مناسك الحج المبارك، حيث يكون حجاج بيت الله الحرام قد أتموا حجهم وعادوا لديارهم.
وفي ذات اليوم يبدأ العام القبطي الجديد، يعتبر التقويم القبطي هو التاريخ الرسمي لطائفة الأقباط في مصر حتى يومنا هذا، ويرجع أصلها إلى اعتبار تاريخ ولاية الإمبراطور الروماني دقلديانوس حكم مصر بداية للتقويم القبطي وتخليدا لشهداء الأقباط الذين نكل بهم ذلك الإمبراطور الوثني لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، وتخليدا لهذا العهد الدموي الرهيب فقد أطلق عليه "عصر الشهداء" وعرف التقويم القبطي بتقويم الشهداء٠
وتحدد بداية التقويم القبطي بعد عدة تصحيحات في التقويم الميلادي تم إجراؤها منتصف القرن السادس عشر، وبموجبها صار يوم ١١ سبتمبر هو بداية السنة القبطية، واحتفظ التقويم القبطي بأسماء الشهور القديمة التي عرف بها التقويم الفرعوني منذ الأسرة الـ٢٥ في عهد الاحتلال الفارسي، وهذه الشهور هي توت بابه هاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسرى.
وكشفت الحسابات الفلكية التي أجراها علماء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أن شهر ذي الحجة الحالي سيكون تامًا، أي أن عدته ستكون هذا العام ٣٠ يوما، وأن آخر الشهر فلكيا سيكون يوم الاثنين الموافق ١٠ سبتمبر المقبل، ويمكن الاستفادة من وجود بعض الكواكب بجوار الهلال الجديد للاستدلال عليه على صفحة السماء في يوم الرؤية.
ووفقًا لتلك الحسابات فإن يوم ١١من سبتمبر المقبل سيكون غرة شهر المحرم لعام ١٤٤٠ هجريا وبالتالى بداية العام الهجرى الجديد، وشرعا يفصل المسلمين عن بداية السنة الهجرية رؤية هلال شهر المحرم، وعلى الأرجح تتوافق الرؤية الشرعية واستطلاع الهلال في كل شهر عربي مع الحسابات الفلكية، ويعود ذلك إلى دقة الأجهزة الفلكية الحديثة وتطورها، والتي غالبًا ما تكون حساباتها صحيحة إذا ما قورنت لاستطلاع هلال الشهر الجديد في الليلة السابقة له.
والتقويم الهجري هو أحد التقاويم التي اتخذتها الشعوب، والتي تختلف في خصائصها الدقيقة عن بعضها البعض إلا أنه يمكن إجمالها في نوعين رئيسيين أحدهما شمسي أساسه دوران الأرض حول الشمس والآخر قمري وأساسه دوران القمر حول الأرض وثالث مختلط يجمع بين التقويميين الشمسي والقمري، ويعتمد التقويم الهجري على رؤية الأهلة ومتابعة ورصد حركة النجوم الثابتة المستقرة في حركتها مثل الشمس والكواكب والأقمار ومن خلال هذه المتابعة ورصد حركة هذه الأجرام وحساباتها، وقد تم تقسيم السنة الهجرية إلى 12 شهرًا يحتوي كل منها على 29 أو 30 يومًا وفقًا لدورة القمر الشهرية حول الأرض، وبحسب التقويم القمري للمسلمين فإن السنة الهجرية الأولى وافقت بالحساب الميلادي الخميس ١٥ يوليو عام ٦٢٢ يوليانية٠
وكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة ترتبط بأحداث مهمة وجمعيها مبنى على حركة القمر الشهرية، فقد كانوا يؤرخون الحوادث بالنسبة للعام الذي بنيت فيه الكعبة عام ١٨٥٥ قبل الميلاد، ولما أصبح هذا التاريخ موغلا في القدم أخذوا يؤرخون بحادث إنهيار سد مأرب باليمن (عام ١٢٠ قبل الميلاد)، ثم بدأوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل ٥٧١ ميلادية، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة أخذوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة ٦٠٥ ميلادية٠
وبعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة بدأ المسلمون الأوائل يؤرخون حوادثهم بشكل آخر فقد سموا السنة الأولى للهجرة بـ"سنة الإذن" بالهجرة، والثانية "بسنة الأمر" بالقتال، والثالثة التمحيص، والرابعة الترفئة والخامسة الزلزال والسادسة الاستئناس والسابعة بالاستقلاب والثامنة بالاستواء والتاسعة البراءة والعاشرة بالوداع أى سنة حجة الوداع الأخيرة٠
واشتهر بني كنانة في مسألة النسئ أو كبس الشهور لكى تتوافق السنة القمرية مع السنة الشمسية ليكفلوا التوافق بين الشهور والفصول لتكون مواسمهم في الفصول المناسبة لإقامتها، أما أسماء الأشهر العربية المتداولة بالتسمية الحالية، فهي نفس الأسماء التي كان يستعملها العرب في العصر الجاهلي، وهي محرم صفر ربيع أول وربيع ثاني جمادي الأولى وجماد الآخر رجب سعبان رمضان شوال ذي القعدة وذي الحجة، وقد سمى العرب الشهور الهجرية بالتسمية الحالية في عهد "كلاب بن مرة " الجد الخامس لنبي الإسلام أي حوالي عام ٤١٢ ميلادية٠
وبنزول قوله تعالى "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض"، تم تحريم موضوع الكبس أو النسئ في السنة القمرية، واعتبرت السنة الهجرية منذ ذلك الوقت ١٢ شهرًا، وتم اتخاذ شهر محرم الحرام ليكون بداية السنة القمرية، وللتقويم الهجري عدة إيجابيات عن التقاويم الأخرى، ومنها أنه إذا أخطأ في أي شهر فإنه يصحح نفسه في الشهر التالي، وعدم ثبوت مواعيد الأعياد والمواسم الدينية والعبادات المهمة نتيجة اختلاف طول الشهر الهجري يكسر رتابة التكرار في نفس الموعد من كل عام٠