مصر تعيّد مع أبنائها من المسلمين والمسيحيين، حيث يحتفل الأقباط بعيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك.
مصر تعيّد وتفرح وتبتهج، أعياد كريمة وسعيدة، نتمنى أن تعود على شعبنا بالخير والتقدم والازدهار.
ما استوقفني في هذه المناسبات ليس فقط تزامنها ولكن شيء آخر، معنى هذه الاعياد. فكلمة عيد تعنى الاحتفال بذكرى عزيزة ودينية مهمة، فبماذا نحتفل، وماذا نتذكر هذه الأيام؟
بينما تحتفل الكنيسة بعيد انتقال العذراء مريم، بالنفس والجسد الى السماء، وجسدها لم ير الفساد كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "كان لابد لتلك التي استقبلت في أحشائها الكلمة، أن يتم انتقالها إلى السماء"، تعلنُ الكنيسة الرجاء لنا ولكل إنسان: السماءُ مفتوحة، والموت منهزم.
تعلن لنا: هذه الأرض ليست وطنكم الدائم، فارفعوا أعينكم وانظروا إلى السماء، هذا المجد المعد لمحبي الله. الكنيسة تحتفل بالمجد المنتظر والذي تحقق بالفعل. فعلا عيد المجد.
يحتفل أيضا الشعب الإسلامي بعيد الأضحى المبارك والذي هو افتداء ابن من ابناء سيدنا ابراهيم، عندما رأى رؤية أمره فيها الله بالتضحية بابنه، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه. هذا العيد يقول: الله افتدى ابن ابراهيم بأضحية، الله يفتدي الإنسان، الله يحب ويوفر الإنسان له ويضحي هو. عيد الأضحى هو عيد لفداء الإنسان.
فعلا مصر تحتفل، بمجد وفداء، مصر تحتفل وتعيد بالإنسان الذي أعد الله له كل شيء: فداء ومجد.
أيام وأعياد مباركة.
الأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر.
