الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمود صلاح يكتب: مأساة امرأة كانت ملكة (8 - 12)

الكاتب الصحفى محمود
الكاتب الصحفى محمود صلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الملك فاروق يضرب ناريمان "علقة سخنة" 
"فاروق" يترك ناريمان وحدها مرتين للجلوس فى أحضان غانية أو لاصطحاب أرتست
نزوات الملك تثير جنون زوجته فى روما يسعى للتخلص من حيدر باشا.. وإلغاء منصب قائد عام القوات المسلحة 
«أصيلة هانم» تحمل رسائل ناريمان إلى المسئولين وتطلب التصريح لها بالسفر إلى إيطاليا لإنقاذ ابنتها
فى هذه الحلقات يكتب الكاتب الصحفى محمود صلاح حكايات مهمة عن حياة الملكة ناريمان، ابنة حسين صادق ووالدتها أصيلة هانم، والتى جاءت بعدما أصيبت والدتها «بالإجهاض» تسع مرات، قبل أن تنجب المولودة ناريمان فى النهاية. وأصبحت ناريمان فتاة جذابة، وبدت مثل وردة جميلة بين زميلاتها فى مدرسة الليسيه الفرنسية، وسرعان ما كان من الطبيعى أن يجذب هذا الجمال العرسان وراغبى الزواج، كما كان هناك رغبة من والدتها بزواجها من الدكتور الشاب زكى هاشم، إلا أن اليوزباشى صلاح الشعراوى ابن اللواء الشعراوى قائد سلاح الطيران دخل على الخط. إلا أن البحث عن خاتم مناسب لخطوبة ناريمان، كان هو الطريق الذى ساقها بالمصادفة للزواج من الملك فاروق لأن تكون آخر ملكات مصر.

فى هذا الجزء من المذكرات يروى مصطفى صادق عم الملكة ناريمان، كيف خضع الملك فاروق فى أيامه الأخيرة تماما لعناصر الفساد من أفراد حاشيته. الذين سيطروا عليه تماما، وبدأوا يتدخلون فى شئون الدولة بشكل سافر!
وقال عم الملكة إن الفريق حيدر وزير الحربية استدعاه ذات يوم، وأبلغه أن خادم الملك محمد حسن، وراء محاولات تعيين حسين فريد رئيسا لأركان الجيش المصري. وطلب منه إبلاغ الملك.
وقال إن الفريق حيدر كان ثائرا وغاضبا..
- وقال له: اعمل معروف عاوزك تقول للملك كلمتين اتنين.. قول له إنى ما أقدرش أتعاون مع حسين فريد، ومستعد أتعاون مع أى واحد من العناصر المتحررة فى الجيش.. وإذا أصر الملك على تعيين حسين فريد فسوف استقيل!
وذهب عم الملكة ناريمان إلى الملك فاروق..
ونقل إليه رسالة الفريق حيدر..
■ رد عليه الملك فاروق قائلا: يا سيدى إذا كان عاوز يستقيل يتفضل!.
- قال له عم ناريمان: بس يا أفندم مين يحل فى منصبه كقائد عام للقوات المسلحة.
■ رد عليه فاروق قائلا: المنصب ده هألغيه ومش حاأحط حد فيه خالص!
لم يعرف مصطفى صادق ماذا يفعل بعد أن أدرك بوضوح أن الملك يريد التخلص من حيدر باشا، وشعر بالحرج من أن يعود له ويبلغه برغبة الملك فى استقالته!
واختار الحل الوسط.. الدبلوماسى!
- فاتصل بالفريق حيدر وقال له: لقد تأثر الملك لتصميمك على الاستقالة.. وقال لى «أعمل إيه إذا كان عاوز يسيبنى فى الوقت الحرج ده».. والملك كان زى اللى حيبكى لما سمع إنك عاوز تستقيل.. وقال لى أقولك إنه مش هيحط حد فى منصبك إكراما لخاطرك!.
لكن مصطفى صادق يقول إنه استطاع فى النهاية إقناع حيدر باشا بأن يبقى فى منصبه لفترة مؤقتة، وأن يقبل تعيين حسين فريد رئيسًا لأركان الجيش! وكان قد ذهب إلى الملك بعد مقابلته لحيدر باشا، ونقل إليه كلامه محرفا.
- وقال للملك: تصور يا أفندم حيدر باشا زعل قد إيه لما عرف إنك زعلت. وقال إنه مكانش عاوز المسألة تتطور إلى هذا الحد، بمعنى أنه يستقيل!.
■ رد عليه فاروق: طيب يا سيدى.. خليه قاعد!.
وصدر مرسوم تعيين حسين فريد رئيسا للأركان فى مارس ١٩٥٢. بعد أن تعطل عشرة أيام بسبب الاتصالات التى قام بها مصطفى صادق، وواجه خلالها عناصر الفساد فى الحاشية، والذين دبروا مؤامرة ضد الفريق حيدر.

ويقفز عم الملكة ناريمان وبسرعة فى الجزء التالى من المذكرات فوق أحداث أيام قيام ثورة ٢٣ يوليو، ويتوقف بالتحديد عند ليلة ٢٦ يوليو ١٩٥٢ وهى الليلة التى تنازل فيها فاروق عن عرش مصر.
ويقول مصطفى صادق إنه عندما حاصر الجيش قصر رأس التين، قرر أن يبيت الليلة فى القصر، كان الملك فاروق طلب منه ألا يبقى فى القصر.
وعندما صعد فاروق وناريمان إلى ظهر الباخرة «المحروسة» التى غادرت به البلاد إلى غير رجعة..
- قالت له ناريمان: يا خسارة.. مش لو كنت خليت عمى يستنى، مش كان جه معانا، وكان على الأقل حد من أهلى هايعيش معانا؟
■ رد عليها فاروق قائلا: هو أنا عارف إن كنا هنقدر نصرف على نفسنا. لما عاوزانى كمان أصرف عليه!.
ويؤكد مصطفى صادق عم الملكة ناريمان على أن فاروق قام بتهريب جانب كبير من ثروته إلى خارج مصر.
ويقول إن ناريمان منذ وصلت إلى كابرى فى إيطاليا مع الملك، أصبحت تتصل كل يوم تليفونيا بأمها «أصيلة هانم».. وبعد أسابيع قليلة بدأت المشاحنات والمشاكل بينها وبين الملك فاروق، وعندما انتقل الاثنان إلى روما اتصلت ناريمان بأمها.
■ وقالت لها وهى تبكى: الحقينى يا ماما.. أنا بأموت.. فاروق هيقتلنى!
ثم أرسلت لها رسالة تقول لها فيها إنها لم تعد تطيق البقاء معه دقيقة واحدة. وأن يده امتدت عليها. وأن تصرفاته أصبحت لا تحتمل. وأنه كان يدعوها للسهر معه فى أحد المطاعم. ثم تركها وحدها وذهب ليجلس مع «أرتيست» كانت تجلس على الطاولة المقابلة! ومرة أخرى تركها فى كازينو وزعم أنه لن يغيب أكثر من خمس دقائق. وبقيت وحدها لمدة ساعة دون أن يظهر. وعندما قامت لتذهب إلى دورة المياه، وجدته جالسا فى البار يحتضن غانية إيطالية، فسقطت على الأرض مغشيا عليها!.
***
ويقول عم ناريمان فى مذكراته إن «أصيلة هانم» حملت رسائل ناريمان إلى المسئولين وطلبت التصريح لها بالسفر إلى إيطاليا لتنقذ ابنتها، وقالت إن فاروق سوف يقتل ناريمان!.
ووافق المسئولون..
وسافرت أصيلة هانم إلى إيطاليا..
وصدمت عندما شاهدت ابنتها ناريمان. وكانت فى حالة يرثى لها. شاحبة هزيلة فقدت حوالى عشرة كيلوجرامات فى شهرين فقط!.
وأمسكت «أصيلة هانم» بخناق فاروق..
وشتمت الملك السابق وزوج ابنتها بأفظع الشتائم.
- وقالت له: أنا عاوزة بنتى معايا!.
■ قال لها فاروق: مفيش مانع.. بس اسكتى وبلاش فضائح!.
ووافق فاروق على طلاق ناريمان.
ولكن بشروط!.
■ وبكت ناريمان عندما قال لها فاروق: روحى أنت وأمك فى داهية!.
كان مستلقيا على فراشه وهو يقول ذلك..
لكن عندما انتهت ناريمان من إعداد حقائبها. 
■ قال لها فاروق: مش هتخرجى من هنا.. فاهمة؟
- هبت «أصيلة هانم» لتقول له: يعنى إيه الكلام ده؟
■ قال لها فاروق: عشان تمشى لازم تنسى إنها كانت مراتى فى يوم من الأيام. وتنسى كمان إن لها ابن منى. ده مش ابنها!.
- وبكت ناريمان وهى تقول لفاروق: يعنى مش عاوزنى أشوفه قبل ما أسافر؟
■ رد عليها فاروق: ولا ده كمان.. تمشى من غير ما تشوفيه!.
أخذت ناريمان تتوسل لفاروق أن ترى ابنها الصغير أحمد فؤاد ولو للحظة واحدة. 
- وتوسلت له وهى تبكى قائلة: عاوزه أبوسه بوسة واحدة.. اعمل معروف!.
■ لكن فاروق رفض قائلا: أنا قلت كلمة واحدة.. مدام هتسافرى مستحيل تشوفيه!.
ولم تجد ناريمان سوى صورة صغيرة لابنها فأخذتها وهى تقبلها ودستها بين حقائبها دون أن يشعر فاروق.
كما أخذت قطعة صغيرة من ملابس طفلها.. وظلت لسنوات بعد ذلك تحتفظ بها فى حقيبة يدها!.
لكن معاناة ناريمان مع فاروق فى إيطاليا. هذه المعاناة التى وصلت إلى حد اعتداء فاروق عليها بالضرب. سجلها بالتفاصيل أمين فهيم فى مذكراته، وقد كان أمين فهيم سكرتيرا لفاروق بعد نفيه خارج مصر. كما كان سكرتيرا لناريمان أيضا.
وهنا لابد قبل أن نستعرض أهم ما جاء فى مذكرات أمين فهيم. أن نسجل التحفظ الذى أعلنه أكرم النقيب ابن ناريمان من أدهم النقيب. والذى أكد فيه أن أمين فهيم كان واحدا من مجموعة أشخاص أحاطوا بناريمان وكانت تحاول الإساءة إليها!.

وفى هذا الجزء من مذكراته يروى أمين فهيم سكرتير الملك فاروق. كيف ضرب فاروق ناريمان علقة ساخنة ويقول:
« دق باب غرفة نومى بعنف..»
وقفزت من الفراش لأفتح الباب. وأرى خادمة ناريمان بملابس النوم. ترتعش وترتجف. 
- وراحت تقوللى فى فزع: دكتور.. دكتور.. الحقنا بدكتور!.
■ قلت لها وأنا أرتدى الروب دى شامبر: ماذا حدث؟
- قالت الخادمة: الملك ضرب الملكة علقة!.
■ سألتها: ولماذا نستدعى الطبيب؟
- قالت: الملكة فاقدة الوعى.. الملك ضربها بقبضة يده فسقطت على الأرض بلا حراك!.
■ سألتها: هل ماتت؟
- قالت الخادمة: لا.. لقد وضعت رأسى على قلبها ولا يزال النبض موجودا، ولكنها بلا حراك، وعندما هز الملك يدها سقطت يدها إلى جوارها!.
ويقول أمين فهيم إنه أسرع إلى التليفون يطلب طبيب قرية فرسكانى حيث كان يوجد قصر الملك فاروق، يوقظه من النوم، لأن الساعة كانت الرابعة بعد منتصف الليل، ووقف ينتظر حضور الطبيب، عندما انفتح باب غرفة فاروق الذى خرج يرتدى عباءة رومانية على اللحم، وكان يبدو مضطربا، وظن أنه قتل ناريمان!.
ولم يكن فاروق آسفا على موت ناريمان بقدر ما كان يخشى الفضيحة!.
■ وقال فاروق لأمين فهيم بلهفة: هل اتصلت بالطبيب.. وهل قال إنه سيحضر، وكم المسافة بين بيت الطبيب والقصر؟
- سأله أمين فهيم: هل بدأت تتكلم؟
■ قال فاروق: لا
- سأله: هل قلبها ينبض
■ رد فاروق: شوية!
وجاء الطبيب ودخل معه فاروق إلى مخدع ناريمان، وبعد نصف ساعة انفتح الباب وخرج فاروق مع الطبيب وكأنه رجل آخر، رجل نجا من حبل المشنقة بتهمة قتل زوجته.
■ وقال فاروق للطبيب: أظن يا دكتور أنك لست فى حاجة إلى أن أنبهك إلى ما يفرضه عليك واجب المهنة وسريتها؟
- رد الطبيب بوجه متجهم: لو كان الشخص الذى قال لى هذه الملاحظة شخصا آخر غير جلالة الملك. لكنت رددت عليه بطريقة أخرى!.
واكتسى وجه فاروق بحمرة الخجل 
وكأن الطبيب صفعه قلما على وجهه بهذه الكلمات. 
■ وتدخل أمين فهيم وسأل الطبيب الذى انصرف فى طريقه: خير؟
- قال له الطبيب: «خير» على ألا تتكرر!.
***
ويقول أمين فهيم إنه بعد أن ودع الطبيب، عاد ليجد فاروق ينظر إلى قبضة يده فى ابتهاج وإعجاب..
■ وقال: لعلها تستفيد من هذه العلقة، لقد أردت أن أعطيها درسا وأظن أن هذه الضربة سوف تؤدبها، ولن تفتح فمها بعد الآن.. أحسن طريقة لمعاملة الزوجة أن تضربها علقة. ألا تعرف أن أولاد البلد يضربون زوجاتهم ليلة الزفاف بغير سبب، لإشعار العروس بأنها خادمة الزوج؟!
وأخذ فاروق يستعيد ذكرياته مع النساء.
■ فقال لسكرتيره: تعرف يا أمين لو كنت ضربت فريدة علقة يوم الزفاف. لما حدث الطلاق ولكانت زوجتى حتى الآن، ولو ضربت ناريمان علقة ليلة الزفاف لمشت مثل الكلبة، لكنى غلطت إنى عاملت فريدة وناريمان كملكات. فشعرت كل واحدة منهما أنها مثلى تماما.
- رد عليه أمين فهيم: الدنيا تغيرت.. ولم تعد أى زوجة تقبل أن يعاملها زوجها بطريقة الضرب!.
هز فاروق كتفيه..
■ وقال لسكرتيره: أنت ماتفهمش حاجة!.

وروى أمين فهيم فى مذكراته سر العلقة التى أعطاها فاروق لناريمان!
فقال إنه فى تلك الليلة كان قد خرج مع فاروق وناريمان للسهر فى ملهى «جيكى كلوب». الذى يقع فى أحد سراديب روما القديمة. وجلسوا على مائدة بجوار حلقة الرقص، وبدأت الموسيقى تعزف وظهرت مجموعة راقصات بملابسهن الشفافة العارية، فأخذ فاروق يتابعهن بعينيه وكأنه يلتهمهن.
وكانت ناريمان تحدثه فلا يسمع!
- فقالت له: بلاش الحاجات دى وأنا معاك.. الناس تنظر إلينا!
لم يهتم فاروق.. بل إنه بدأ يشير إلى الراقصات. وعندما حاولت ناريمان الاعتراض.
■ قال لها: هس!.
وظلت ناريمان صامتة طوال السهرة..
وعندما انصرفوا فى ساعة متأخرة من الليل فى سيارة فاروق. أخذ الهواء البارد يلفح ناريمان..
- فقالت لفاروق: أرجوك تقفل الشباك.
■ رد عليها فاروق وهو يضحك بهستيريا: يعنى راح تموتى من البرد؟.. مالك كنتى مبوزة طول السهرة.. ده كباريه مش جنازة!.
- ردت ناريمان: كنت تعبانة.. عندى صداع!.
■ قال لها فاروق ساخرا: صداع ؟ صداع الغيرة.. كنت غيرانة!
- ردت عليه ناريمان: أبدا.. مش غيرة.. هى كرامتك اللى بأحرص عليها!.
لم يرد فاروق لكنه فتح نافذة السيارة ليدخل تيار الهواء الثلجى.. وتصرخ ناريمان لأنه كان يقود السيارة بسرعة جنونية.
- وتقول له: أرجوك.. هدئ السرعة.
لكن فاروق يضحك ويزيد من سرعة السيارة..
■ ويقول لناريمان: خايفة تموتى من البرد.. ولا من انقلاب العربية!.
وهنا يتدخل أمين فهيم ليهدئ من الموقف..
- ويقول لفاروق: الموت من البرد يا أفندم أحسن من الموت بالاصطدام!.
لكن فاروق يضغط على فرامل السيارة فجأة وهى تسير بأقصى سرعة. فأوشك رأس ناريمان على الاصطدام بالزجاج الأمامى!.
وأخيرا يصل الجميع إلى القصر..
وما إن تدخل ناريمان حجرتها حتى تثور فى وجه فاروق..
- وتقول له فى انفعال: أنت كنت عاوز تموتنى.. عاوز تقتلنى.. مش كفاية إنك هزأتنى قدام الناس. مش كفاية إنك بهدلتنى قدام الراقصات!.
هكذا تفجر الموقف..
الذى أنهاه فاروق بأن وجه لطمة هائلة بقبضة يده. أسقطت ناريمان على الأرض فاقدة الوعى!.
***
بعد ساعتين..
أفاقت ناريمان من إغمائها..
ودخل عليها أمين فهيم حجرتها.. كانت تبكى.. وما إن شاهدته حتى زاد بكاؤها ونحيبها، ونظر إليها فإذا وجهها متورم من آثار الضرب!.
وكانت ناريمان تحمل فى يدها مرآة صغيرة تنظر فيها إلى آثار الرضوض فى وجهها.
- وقالت لأمين فهيم وهى تبكى: يصح يا أمين إن الملك يضربنى. زى أى واحد فى الشارع ما يضرب مراته؟ يصح إنه كان حايموتنى؟ كنت حا أروح فى شربة مية. والحكيم نفسه قال كده. قال إن حظى كويس لأنه لحقنى. هذا جزاء تضحيتى؟ هل هذا جزائى لأنى تركت بلدى وأمى وأهلى، وجئت هنا أتمرمط فى المنفى ده؟.
وحاول سكرتير فاروق أن يسرى عن ناريمان. ويزعم لها أن فاروق ضربها لأنه يحبها فقالت له ناريمان: بيحبنى؟ أنت بتضحك علىّ، ده ميعرفش الحب، عمره ما حب وعمره ما راح يحب!.. أنا مش ممكن أقعد.. لازم أمشى.. لازم أسافر!.
■ قال لها أمين فهيم: أرجوكِ يا صاحبة الجلالة.. سفرك يسبب فضيحة!.
- صاحت ناريمان: وأنا عاوزة فضيحة.. المرة دى نجيت من الموت.. المرة الجاية راح أموت فعلا!.
حاول أمين فهيم أن يهدئ من روع ناريمان..
- لكن قالت له فى ثورة: لازم أخرج.. لازم أبلغ البوليس.. ده كان عاوز يقتلنى.. وأنت شاهد. طبعا مش راح تقدر تشهد ضد الملك. لكن الدكتور شاهد. الدكتور عرف أنه ضربنى وأنه كان حايقتلنى!.
وفقدت ناريمان أعصابها وبدأت تصرخ وتولول..
- وهى تقول: راح أوديه فى داهية.. قبل ما يودينى فى داهية! دى آخرتى.. ده جزائى؟
وحمل أمين فهيم زجاجة كولونيا إلى ناريمان. وظل يحاول تهدئتها وتطييب خاطرها. حتى هدأت فى النهاية. وقالت له إنها مستعدة لأن تبقى وأن تصمت وتتكتم الفضيحة لكن بشرط!.
■ سألها أمين فهيم: وما هذا الشرط؟
- قالت: الملك يدفع الثمن.
■ سألها فى دهشة: ثمن إيه؟
- قالت ناريمان: ثمن العلقة.. ثمن ضرب الملكة! أيوه لازم يدفع الثمن!.
***
عندما خرج أمين فهيم من حجرة ناريمان وجد فاروق أمامه..
■ وسأله فاروق: عاوزة إيه؟
- قال له سكرتيره: هى ثائرة وتهدد وتتوعد. بأن تترك القصر.
■ قال له فاروق: مع السلامة!.
- رد أمين فهيم: لكن هذه الشوشرة ليست من المصلحة، سوف تتصل هى بأمها «أصيلة هانم» فى القاهرة وتخبرها بأنها تركت القصر لأن الملك ضربها علقة. وسوف تتصل «أصيلة هانم» بالصحف فى القاهرة وتبلغها الخبر. وتصدر الجرائد بمانشيتات تقول «الملك يضرب الملكة علقة». وستنقل الصحف الإيطالية الخبر، وسيؤثر هذا على مركز جلالتك هنا.
■ قال فاروق: ده ابتزاز.. دى جريمة يعاقب عليها القانون.. هل تتصور ناريمان الفضيحة عندما تقدم للمحاكمة، لأنها هددت زوجها إلا إذا دفع لها شيئا؟
ثم سكت فاروق برهة..
■ وعاد ليقول لأمين فهيم: على كل حال.. أنا دفعت الثمن!.
- سأله سكرتيره: وما الثمن؟