الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«الإخوان» و«القاعدة».. تاريخ من التقارب الدموي.. تقارير بريطانية: «الشاطر» حوَّل 25 مليون دولار لـ«الظواهري» لدعم حكم مرسي

بعد الدفاع مجددًا عن «الإرهابية»..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بثت مؤسسة «السحاب» الإعلاميَّة «إحدى الأذرع الإعلاميَّة لتنظيم القاعدة»، إصدارًا مرئيًّا جديدًا لـ«حسام عبدالرؤوف»، أحد أبرز قياداتها المقربين من زعيمها أيمن الظواهري، تهاجم فيه الدول العربية والإسلامية، محرضة ضد الجيش المصري، لرفضه المصالحة مع جماعة الإخوان.



وكشف الإصدار - مدته ٨٠ دقيقة - عن توافق التنظيم الإرهابى مع جماعة الإخوان، خاصة فى ظل الإطار العام الذى ينتهجه التنظيم من تحريض «الإخوان» على الدولة المصرية، التى كان آخرها ظهور زعيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، موجهًا نداءً إلى أعضاء الجماعة لمواصلة عملياتهم الإرهابية فى مصر، والعمل تحت مظلة التنظيم.

وتمتد العلاقة التاريخيَّة بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان واقعيًّا وفكريًّا منذ سبعينيات القرن الماضي، فلم تكن الجماعات الإسلامويَّة تعرف الفصل الحاسم بين التنظيمات والأفكار، وكان غالبية من أسسوا لتنظيم القاعدة أعضاء سابقين فى جماعة الإخوان، ومتأثرين بكتابات رموزها ومفكريها، مثل «سيد قطب»، وأبرز هؤلاء «أيمن الظواهري، أسامة بن لادن وعبدالله عزام» وغيرهم، وهو ما اعترف به «بن لادن» نفسه فى الوثائق «مذكرات بن لادن» التى عثر عليها فى مقر مقتله، التى يقول فيها: إن أول مرة فكر فيها بالجهاد كانت خلال المرحلة الثانوية، وبأنه لم يكن هناك أى جهة ترشده كما يفعل «الإخوان».



وتتفق «القاعدة» مع «الإخوان» فى الهدف الذى ظهر منذ ١٩٨٧، واستخدم فى شعارها الانتخابى عام ٢٠٠٥، «الإسلام هو الحل»، أى السعى نحو تأسيس دولة إسلامية «دولة الخلافة»، وهو ما سعى له المرشد الخامس للإخوان، مصطفى مشهور، الذى اقترحَ تشكيلَ تنظيمٍ عالمى مسلح يسعى لتأسيسِ ما تسمى بـ«دولةِ الخلافة»، وأوعز حينها لمساعديه للاتفاقِ مع «أسامة بن لادن» على إطلاقِ «تنظيم القاعدة»، فى أغسطس ١٩٨٨، على أن يتولى منصبَ المنسق العام، برفقةِ أيمن الظواهرى والتنسيقِ مع مسئولِ «الإخوان» فى فلسطين، عبدالله عزام.

وهو ما برز بأشكال مختلفة مع وصول جماعة الإخوان إلى الحكم فى مصر عام ٢٠١٢، إذ قرر الرئيس الإخوانى المعزول، محمد مرسي، إعفاء المعتقلين على ذمة قضايا متعلقة بالإرهاب، والسماح لآخرين بالعودة إلى مصر، ضمن صفقات احتوائهم فى مناطق متفرقة من مصر، فى مقابل تقديم هذه الجماعات خدمات لـ«الإخوان» لمساعدتها فى تمكينها من السلطة فى مصر، إلى جانب أن الداعم المادى للجماعتين واحد، وهى الدول التى ترعى الجماعات الإرهابية، مثل قطر وتركيا.



هذا التقارب الذى يقوم على دعم أبناء المشروع الواحد، يمتد من مقولة مؤسس جماعة «الإخوان» ومرشدها الأول، حسن البنا: «نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه»، وإن كانت قيلت هذه الجملة بشكل أساسى فى التقارب بين السنة والشيعة على يد «الإخوان»، إلا أنها بشكل أو بآخر ترسخت فى العقل الجمعى للجماعة فى الدعم والتقارب بين من يسمونهم أصحاب المشروع الواحد.
وهو ما أكدته التقارير الدولية، خاصة البريطانية، التى أشارت إلى أن جماعة الإخوان مولت تنظيم القاعدة من خلال قيادات بارزة، مثل خيرت الشاطر، الذى حول مبلغ ٢٥ مليون دولار لـ«الظواهري» «زعيم تنظيم القاعدة الحالي»، فى عام حكم الجماعة فقط، لتأمين دعم «القاعدة» لحكم «الإخوان» فى مصر.

وتجسد ذلك على أرض الواقع، خلال فترة ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، عندما ساعد رجال «القاعدة» حركة «حماس»، التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، فى تهريب قيادات الجماعة من السجون وأقسام الشرطة، فى يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، المعروف بـ«جمعة الغضب».


وفى ليبيا، العلاقة بين التنظيم والجماعة أكثر تشابكًا، بداية من العلاقة بين عبدالحكيم بلحاج وعلى الصلابي، وغيرهما، وتجسدت العلاقة فى شخص مفتى جماعة الإخوان المعزول، الصادق الغريانى «الموضوع على قوائم الإرهاب»، الذى دعا لمساندة من أسماهم بـ«المجاهدين» من عناصر التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة، ولم يتوقف الأمر على مستوى الدعم فقط، بل وصل إلى الاندماج الفعلي، بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان فى ليبيا، فى «مجلس شورى» موحد، مثل «مجلس شورى مجاهدى درنة» الذى يضم «الجماعة الليبية المقاتلة، كتيبة شهداء بوسليم، أنصار الشريعة، والإخوان»، وكذلك الأمر بالنسبة لدعم حكومتى الإنقاذ الوطني، فالوفاق الوطني، على الترتيب تبعا لمصالحهم.
العلاقة بين التنظيم والجماعة لم تكن على المستوى المصرى فحسب، فبالنظر إلى مناطق النزاع المختلفة نجد أدلة واضحة على التعاون المشترك بينهما، ففى اليمن تعود العلاقة إلى ما قبل ٣٠ عامًا، مع عودة الإخوان المشاركين فى الحرب الأفغانية إلى اليمن لينشئوا المعاهد التى تخرج فيها عناصر أصبحت فيما بعد قيادات لـ«القاعدة»، ومع بداية الثورة اليمنية ضمن قادة «الإخوان» لعناصر القاعدة أماكن الإيواء والدعم الاستخباراتي، وبالنظر إلى واقع تنظيم القاعدة الآن نجد أن غالبية قياداته كانوا من الصف الأول فى الجماعة، مثل عبدالمجيد الزندانى مؤسس جامعة الإيمان.