الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفطرة بين القلب والعقل «1 ــ 2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سألنى متشكك لم يستطع أن يخرج الله من داخله ولكنّه قد تأثر بما يروج له ملحدونا العرب بشكل قاس، هل الله شرير لأنه خلقنا وبيننا من يموت فقرًا ومن يقتل ظلمًا فيما هو يشاهدنا ولا يوقف أى شىء، بينما يستطيع العلم شفاء المرضى وتحقيق حياة آدمية أكثر لنا يومًا بعد يوم؟.

فسألته، هل لنا أن نوكل الله لإصلاح كل الشر الذى نصنعه بأيدينا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين تكون الحكمة من كوننا خلقنا بعقل؟.

إن الموت بالنسبة للطبيعة ولخالقها ليس بالشىء السيئ كما فى تصورنا نحن البشر، لأنه شىء حتمى وليس شريرًا، لأن المتوفى سيعود إلى الله فأين الشر فى ذلك؟ أما الفقر والجوع والجهل فمن صنع غبائنا، وإذا لم نستطع أو نحاول على الأقل إصلاح ما أفسدناه بأنفسنا ستكون حياتنا ووجودنا بلا معنى أو هدف، وعلينا نحن إثبات أن عقولنا خيرة وليست شريرة بدلا من إلصاق الشر بخالق العقل الذى نهمله حتى تعفن كما ستتعفن أجسادنا فى القبور، الذين يموتون جوعًا، جاعوا لجشع الأغنياء فى ازدياد ثرواتهم، ليس لأن الله أفقرهم، والذين يقتلون ظلمًا، ماتوا لأنه لم يعرف وجود الله، لأنه لو عرفه لما تجرأ وأنهى حياة روح هى ملك له وحده.

إن العلم كما يشفي، فهو الذى يصنع الأسلحة لنا لكى يقتل كل منّا الآخر. كى يقتل كل ذى دين المختلف عنه كى يعلى راية الله، وكى يقتل جندى ليحقق مصالح الدول الملحدة أيضًا.. الشر هو السبيل لمعرفة الخير وهذا هو سبب وجوده، لكنّه من صنعنا نحن سواء استخدمنا الدين أو العلم على حد سواء، فالإنسان هو الإنسان، لا تأخذ دينك من الذين يتحدثون باسمه، بل خذه كما الإنسان الأول، علاقة روحانية خالصة بينك وبين خالق هذا الكون، أنا شخص يؤمن بأن جميع الأديان تؤدى لطريق واحد وهدف واحد، فإذا لم تتواجد الأديان لنشر الإنسانية، فما نفعها إذًا؟ الأرض تبقى لمن زرعها وليس لمن ولد عليها، أما الدين فيبقى دومًا لمن استخلص منه الحب ومعالم الإنسانية، لا لمن ورثه أو تحدث باسمه وكأنه موكل من الله نفسه بفعل ذلك.

بشكل أو بآخر، يمثّل لى العلم، مسيخ دجال سهل التصديق، جنته نار وناره جنة، يعد بكل جميل ولكن الظاهر يخدع أكثر مما يفي، حيث يخبئ فى حقيقة الأمر القبح فى طيات جماله.. يعتقد أتباعه أنه الإله الوحيد الذى يستحق أن يعبد لأنه يثبت وجوده عكس الإله السماوي، ولكنهم لا يعلمون إنما كله من صنع أيديهم تمامًا كما الأصنام التى صنعها أسلافهم بأيديهم ثم عبدوها وظنوا أن بيدها كل شىء بينما كانت فى الحقيقة أيديهم هى التى تملك كل شىء.

إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياة سوية نفسيًا وعقليًا على حد سواء إلا بمعرفة الإيمان الغيبي، وهو ما نتعرض له فى الجزء الثانى من المقال.