الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لمن تدق أجراس الكنائس؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن قرع الأجراس لم يذكر في الكتاب المقدس، بل هو عادة تم توارثها عبر الأجيال لتذكير المؤمنين بوجود الله في العالم بطريقة تبث الفرح.
وتعود تلك العادة إلى زمن القديس بولينوس أسقف نولا الذي خلق رابطًا ما بين الأجراس والكنيسة.
ففى نهاية القرن الرابع الميلادي عندما أعلنت الدولة الرومانية أن "المسيحية" واحدة من الديانات في الدولة، وتم استخدام الأجراس للإعلان عن بدء الصلاة في الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحية للإعلان عن الصلوات في الكنائس كلها.
وكانت الأجراس في القرن الرابع والخامس الميلادي عبارة عن لوح خشبي أو معدني كبير، يحمله الراهب ويدق عليه من أجل إعلان الصلاة، والتي ما زالت تستخدم حتى الآن في الأديرة البيزنطية لإيقاظ الرهبان من أجل الصلاة، مثل دير "سانت كاترين" في مصر، وأديرة "جبل أثوس" في اليونان، ودير "صيدنايا" في سوريا، إلّا أن البابا سابينيانوس شرع رسميا استخدام الأجراس في عام 604 ثم انتشرت ظاهرة الأجراس في أوروبا الشّمالية أوائل العصور الوسطى تزامنًا مع وصول الإرساليات الإيرلندية.
وبالرغم من الغزو الكهربائي لأجراس الكنائس، إلا معظم الكنائس ما زالت تحتفظ بأجراسها اليدوية والتي تتطلب مجهود من "خادم" الكنيسة لجذبه، وبما أن دقات الجرس متعددة حيث تختلف الدقات باختلاف المناسبة والظرف، فكان الجرس اليدوي يتطلب آلية معينة ليُصدر تلك الرنات المختلفة، أما في حال الكنائس متعددة الأجراس الكهربائية، فإن الأمر أصبح أكثر سهولة، واختلاف تلك الرنات يعرفها المسيحي فيدرك فور سماعها ما يدور في الكنيسة.
للكنيسة الأرثوذكسية الشّرقية تاريخ طويل ومعقّد مع رنين الأجراس، هذه العادة تطوّرت بشكل ملحوظ في الكنيسة الأرثوذكسية الرّوسية.
في كل مرّة يسمع خلالها المؤمنون اليوم رنين الأجراس يدركون فورا أن الوقت قد حان للتوجّه إلى الكنيسة هذا وتقرع عدّة كنائس إنجيلية وكاثوليكية ولوثيرية الجرس ثلاث مرّات في اليوم (السّادسة صباحًا وعند الظّهيرة وفي السّادسة مساء) لتذكير المؤمنين بتلاوة الصلاة الربانية.
يتم قرع الأجراس في الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية لأسباب مختلفة، حيث يتم قرع جرس صغير يُمسك باليد قبيل صلاة الإفخارستيا وعند عرض القربان المقدّس أمام المؤمنين.
وكان الوثنيون يقرعون الأجراس في الماضي بهدف إبعاد الأرواح النّجسة ما أعطى هذه العادة طابعًا روحانيًا. إلّا أن الكنيسة ترى هذا التّبرير خرافة لا محلّ لها في التّعاليم الكنسية.
إضافة إلى ما تقدّم، تُقرع الأجراس في عدد من الكنائس ليلة الميلاد إحتفالًا بميلاد يسوع المسيح.
-انواع الرنات التى تصدر عند قرع الاجراس..
تتعدد الرنات في الكنائس، منها
1-رنة "الموت" وهي عبارة عن دقات بطيئة متقطعة تفصلها ثوان معدودة، ويتم دقها أيضا في صلوات "الجمعة الحزينة" في أسبوع الآلام، وبالنسبة للمسيحيين يكفي أن نسمع الدقات الحزينة حتى نعرف أن هناك من توفي وربما تربطنا به صلة معرفة ولم يصلنا الخبر بعد، فيسهل النزول للكنيسة والسؤال عن هوية المتوفى، وهي رنات حزينة تصيب أجسادنا قشعريرة، تُذكرنا بأن النهاية قريبة لكل بني آدم.
2-رنة الفرح
تطرب أذاننا وتخفق قلوبنا عند سماع رنات "الفرح"، وهي الدقات السريعة المتتالية التي تصدرها الأجراس في الأعياد، وعادة ما يتم استخدام أكثر من جرس، وبدونها لا نشعر بفرحة العيد، فهي ما أن تصدر حتى نتأكد أن الكنيسة تستعد لصلاة قداس العيد، حيث نجتمع نتقاسم الفرحة والبهجة، وربما مررنا بتجارب مريرة على مدار سنوات، حيث طغى الحزن والموت على الكنيسة بسبب حوادث الإرهاب، إلا أن هذه الدقات المميزة برغم الحزن لم تتوقف.
3-رنة القداس
وأخيرًا رنة "القداس" وهي الدقة المعتادة في صلاة القداسات، وهي تعتبر منبه مجاني للمسيحيين، لينتبهوا أن القداس لن ينتظر أحد، والتأخير لن يفيد، خاصة أن هذه الرنة تكون في بداية القداس.