الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

المازني.. عبقري الكتابة الساخرة

إبراهيم عبد القادر
إبراهيم عبد القادر المازني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الأديب والمترجم إبراهيم عبدالقادر المازني، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، أحد كبار الكتاب اللاذعين، وهو صاحب مدرسة متميزة في الكتابة الساخرة، كما أنه ناقد وشاعر مصري عبقري تميز بروح السخرية والفكاهة حتى عندما تصل به الأحوال والمشاكل إلى ذروة المأساة. 
وُلد إبراهيم عبدالقادر المازني في 19 أغسطس 1889، مات والده وهو حدث صغير، فقامت أمه برعايته وتنشئته، وعندما أنهى دراسته الابتدائية والثانوية تابع تعليمه في مدرسة المعلمين فنال شهادتها سنة 1909.. ودخل سلك التعليم رغم عدم ميله لهذه المهنة، وظل يعمل في هذا الحقل حتى عام 1919، بعد ذلك احترف مهنة الصحافة حيث لمع نجمه، إلى أن عين محررًا بجريدة الأخبار، ثم محررًا بجريدة "السياسة الأسبوعية"، ثم رئيسًا لتحرير جريدة "السياسة اليومية"، ثم رئيسًا لجريدة "الاتحاد"، كما انتخب وكيلًا لمجلس نقابة الصحفيين عام 1941.‏ 
تعددت روافد المازني الثقافية والفكرية ولم تقتصر على حقل بعينه، فقرأ قراءة الدارس المتمعن لنوابغ الأدب العربي القديم، ثم راح ينهل من الأدب الإنجليزي، بالإضافة إلى مطالعاته الفلسفية والاجتماعية، فتكونت لديه ثقافة فكرية متنوعة كونت شخصيته الأدبية، وساعده في ذلك ميله إلى الدعابة التي تحولت فيما بعد إلى نوع من السخرية والاستخفاف بالحياة تجلت في معظم كتاباته.. التي أخذت مرة شكل الهزل ومرة شكل التشاؤم. 
استهل حياته الأدبية شاعرًا، فترك للأجيال كثيرًا من الشعر والنثر، كما كان بارزًا ومتميزًا في معالجته للموضوعات التي طرحها بأسلوب لا يعرف التكلف أو قيود الصنعة وكلها مستوحاة من حياته الشخصية أو حياة ممن يحيطون به أو من وقائع الحياة العامة.. وهي تعكس بدقة صورة المجتمع المصري كما رآها الكاتب بحسناتها وسيئاتها. أصدر ديوانه الشعري بجزئيه الأول والثاني، ودراسة أدبية عن الشعر عام 1913. 
بارح المازني مجاله بعد ذلك لينتقل إلى كتابة الرواية والقصة القصيرة والتراجم، وله مجموعة من الروايات من أهمها: إبراهيم الثاني، وعدد من الكتب من بينها: "حصاد الهشيم ـ قبض الريح ـ صندوق الدنيا ـ خيوط العنكبوت ـ وغيرها". 
كان له دور بارز مع عباس العقاد وأحمد شكري في إنشاء مجموعة الديوان، المدرسة الشعرية الجديدة التي هاجمت الشعر الكلاسيكي ووضعت أساسًا للقصيدة الحديثة باعتبارها بناءً واحدًا متماسكًا. 
توفي في 6 أغسطس 1949.