الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير "أبو مقار" وضع "روشتة" الإصلاح

دير «أبو مقار»
دير «أبو مقار»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عام ٢٠١٦، وخلال مؤتمر لرؤساء الأديرة، قدم رهبان دير أبومقار ورقة بحثية ترصد المشكلات التى أصابت الرهبة القبطية وكيفية علاجه تحت عنوان «الواقع والأمل»، طالبت خلالها بعودة الرهبنة إلى أصولها الأولى التى نَمَت فى الصحراء البعيدة عن العالم ومشاغل.
فى الأديرة التى تُحْكِمْ إغلاق أبوابها على نفسها، هناك الصلاة الدائمة والقوة الكامنة والانحلال من كل أحد. هناك حيث يوجد الواحد، حيث يوجد العريس فى حجاله منتظرًا عروسه. هناك حيث نستطيع أن نُلبِّى مطالب دعوتنا المقدسة، ونوفى عهودنا التى قطعناها يومًا على أنفسنا. فالرهبنة هى قلب الكنيسة النابض، فإذا صحَّ القلب صحَّت الكنيسة كلُّها، وإذا اعتلَّ القلب اعتلَّت الكنيسة كلُّها.
ورصدت الواقع الحالى بقولها إن الرهبنة فى هذه الأيام ضعفت أهم خصائصها، وهى نذورها الثلاثة الرئيسية المعروفة: الطاعة، والفقر، والبتولية. فاهتزَّت أعمدتها، وأضحت الطاعة فيها طاعة لأهواء الذات، والفقر مظهرًا لاستدرار عطف الأغنياء، والبتولية ثوبًا ممزَّقًا يكشف كلوم المجروحين بسهام الشهوة. هناك عوامل شتَّى تضافرت معًا مُسبِّبة ذلك الواقع المرير.
ولكن وراء كل تلك الأسباب سببان رئيسيان جوهريان تنبثق منهما كل تلك العوامل، وهى انفتاح الأديرة على العالم. عدم التدقيق فى اختيار مَن يتقدَّم للرهبنة. انفتاح الأديرة على العالم.
وأشارت الورقة البحثية إلى الأزمة وهى اتجاه الرهبان لبناء القلالى والمضايف الخارجية بعيدًا عن أنظار مجمع الدير. ولا نُنكر أن فيهم بعض مُحبِّى الوحدة، ولكن آخرين يستقبلون فيها مَن يُريدون بلا ضابط. وفى تلك القلالى المنعزلة ينفرد الشيطان بالراهب ليفعل به ما يريد دون رقيب أيضًا. ولا مُعين لذلك الراهب المسكين الذى ربما يَصل به الأمر إلى أن يخدعه الشيطان وربما يبدأ الراهب ببناء كنيسة خاصة به هناك، يستقبل فيها الرحلات ليُقيم لهم فيها القدَّاسات، راسمًا على وجهه علامات المتوحِّد، منتحلًا لمظهر الناسك الزاهد المنقطع عن العالم، كى يستدرَّ عطف الناس، ويستدرَّ أيضًا أموالهم؛ خادعًا إيَّاهم، بل وربما خادعًا نفسه أيضًا، أو مخدوعًا من الشيطان. 
ركيزتان للإصلاح المنشود أولًا: تقنين زيارات العلمانيين إلى الأديرة، إغلاق الأديرة فى جميع فترات الأصوام على مدار السنة، وتحديد أيام معينة فى الأسبوع يُسمَح فيها بدخول الزوَّار، فى حدود ساعات مُعيَّنة وأعداد محددة، وبعلمٍ سابق، ويكون مسئولًا عنهم طوال فترة تواجدهم بالدير أحدُ الرهبان المشهود له بالأمانة للطريق الرهبانى ليشرح لهم معالم الدير، ويُعطيهم كلمة روحية، ثم يُشرف على ضيافتهم، حتى لا ينتشروا فى أروقة الدير مُفسدين على الرهبان هدوءهم. ثانيًا: التدقيق الشديد فى اختيار طالبى الرهبنة.