الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تاء التأنيث في ماسبيرو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنتُ ضمن كوكبة من سيدات عربيات لهن اهتمامات ثقافية أدبية، وأهلية مدنية، وجمالية فى استضافة قناة «النيل الثقافية» بماسبيرو التى أدخلها للمرة الثالثة كانت الأولى بالسنة الماضية للمشاركة فى برنامج صباح الخير بإذاعة صوت العرب التى خصصت للعادات والتقاليد والطقوس المرتبطة بعيد الأضحى المبارك، والمرة الثانية كانت بالقناة التليفزيونية الأولى وحلقة عن دور المرأة العربية فى المتغيرات التى تمر بها أوطاننا وكنا ثلاث ضيفات مصر والجزائر وليبيا،الثالثة الثابتة كانت تسجيلا مساء الجمعة الماضية وجرى بثها فى ساعة الصباح الأولى بسهرة هذه ليلتى (الثانية صباحا!) والسهرة مبرمجة لأسبوع الاحتفاء بالمرأة العربية وإبراز حضورها ومنجزها فى أكثر من مجال، وقد جرى الترتيب المسبق معى بإتاحة حيز للثقافة والأدب النسائى الليبي.
كان فى استقبالى والسيدات الضيفات من فلسطين،و العراق،وتونس،ومصر، والسودان المعد الأستاذ محمد الكفراوى وهو شاعر فصحى وكذلك مقدم الحلقة شاعر العامية محمد فتحى رفقة زميلته الإعلامية النشطة نهاد الحديني، وفيما أسرة إعداد البرنامج تعد ترتيبات التسجيل الذى كان بأستديو فى الهواء الطلق بفضاء القناة تعرفت على القاصة والمترجمة العراقية بثينة الناصرى التى بدأت النشر سبعينيات القرن الماضي، لكنها حدثتنى ساعة أعلمتها أنى جئت القاهرة بغرض إتمام مرحلة البحث فى الثقافة الشعبية بقسم الأدب الشعبى _ جامعة القاهرة _ مسترجعة ذاكرتها لتعرض لى مشتركى معها والذى كان مبكرا فى تجربتها الثقافية ومنه انشغالها بالجمع الميدانى والبحث فى الثقافة الشعبية وتحديدا الحكاية فى مناطق عراقية مختلفة ووعدتنى بهدية وقد تبادلنا الأرقام للتواصل، ولأحظى بكتابها فى طبعة جديدة عن الحكاية الشعبية العراقية والمتوافر على الإنترنت بسوق الكتب، ثم عاجلتنى بسؤالها عن الأوضاع فى ليبيا موضحة لى أنها مشوشة مما ينشره الإعلام ولا تشعر أنه يقدم صورة واضحة.
نصف الساعة التى خُصت لنا كضيفات كل على حدة للتحدث عن بلدها وعما ننشغل به وظيفة واهتماما عاما وفق سيرة كل واحدة منا، نالنى منها بعد تقديم عرض وثائقى قصير يُعرف المشاهدين برائدات ليبيا فى مجالات عدة مرفقة بصورهن، وكنت أضفت لذلك رائدات الكتابة الصحفية وخاصة أدب المقالة الذى لم نعتن به توثيقا ودراسة، وبه أسماء من أشارت إليهن الباحثة شريفة القيادى فى كتابها الموثق الوحيد لرحلة القلم النسائى ومنهن: سلمى الفاخري، منوبية عكاشة، صليحة تربح، نجية الطرابلسي، حميدة البراني، بدرية النعاس، وفى مجال القصة القصيرة والرواية: زعيمة الباروني، صديقة عريبي، نادرة عويتي، لطفية القبايلي، شريفة القيادي، وفى الرواية مرضية النعاس أصيلة مدينة درنة (شرق ليبيا) التى كتبت الرواية النسائية الأولى، والشاعرات صبرية العويتي، فوزية بريون، سامية المسماري. سعاد بشير، وكنت أجبت عن دور ريادى تقوم به أمهات وجدات كمدرسة أولى فى تعليم القيم التربوية الحياتية،الحكاءة والساردة التى يجتمع إليها أطفال العائلة، وكانت عمتى نفيسة حكاءة طفولتى وإخوتى وباعثة لما انشغلت به لاحقا فى جمع ودراسة الحكايات الشعبية من صنوها من الراويات للحكايات الشعبية.
وقد فاجأنى المذيعان «محمد ونهاد» بأسئلة مالت قليلا عن مرتكز الحلقة التى اختصت بريادة النساء الليبيات، فقد جرى سؤالى عما يشاع من مشاكل تنال من حظوظ مشاركة وتمكين النساء وخاصة فى الأرياف والمدن الأطراف، وعن مدى جدوى دعم المرأة فى مناطق صحراوية بشهادات تعليمية تخصصية، وكنت أجبت عن ذلك بضرورة أن نتبنى تمكينا متوازنا لطرفى المجتمع رجالا ونساء وفق تكافؤ الفرص للجديرين بمراكزهم، وعلينا بالأساس وخاصة المؤسسات الحكومية الاضطلاع بخلق سياسات عامة وخطط تكفل تساوى وتوازن الحقوق بينهما لأجل أن يقف المجتمع بساقين سليمتين لا اعوجاج فيهما.
ساعة غادرت القناة وشكرت أسرة البرنامج دار بخلدى أن النساء مؤخرا من جيلى وجيل لاحق وعقب متغير الانتفاضات فى عالمنا تنال مساحة تدريبية وبرامجية موسعة تطرق موضوعات تنشغل بإعلاء صوتها كما دعم تمكينها ومساواتها فأينما يممنا وجوهنا تُحضر إلينا وسائط الإعلام السمعية البصرية وجوههن ناشطات ناهضات مناديات مطالبات بتمكين سياسى واقتصادى وذاك ما لم يتح لأجيال رائدة نحتن فى صخر المستحيل طوال مسيرتهن، ولعلنا نحن من نُؤتى أُكلهُ اليوم فيما تشهده أوضاع النساء من تحسن.