قال الباحث والسياسي الراحل الدكتور رفعت السعيد، إن نجيب محفوظ كان يقابلني في الأهرام ويتجاهلني، نلتقى دومًا فى طرقات الدور السادس، أنا فى مجلة الطليعة، وهو فى غرف عظماء الأهرام حيث توفيق الحكيم والفنان الرائع صلاح طاهر.
وأضاف "السعيد" في مقال سابق له: ذات مرة التقينا فى الأسانسير فإذا به يبتسم قائلًا: "إيه يا واد الحلاوة دى؟" ودهشت لكنه أكمل قائلًا: "كتابك عن النحاس أكثر من رائع".
وعن مصادرة السلطات لكتابه عن النحاس باشا قال: إن الأهم عندى أن نجيب محفوظ قرأ الكتاب وأعجبه، وأصبحنا قريبين، أتلقى تحياته وابتساماته، وعندما نستمتع بجلسات مع توفيق بك الحكيم تجرى مناوشات يحسمها توفيق بك "مش انتو يسار زى بعض؟" وأدهش ويصمت "نجيب بك" متمتما ذات مرة "يسار- يسار بس أعيش".
وعن علاقة محفوظ بحزب الوفد أوضح السعيد: كان نجيب بك وفديا متعصبا... لكنه ما لبث أن سخط على تحالف الوفد مع الإخوان، وصاح فى وجهى: "إيه علاقة ده بتراث النحاس؟" ثم قال: "روح لسراج الدين وقول له عيب"، فقلت: "قول له أنت"، فرد ساخطا: "مش حأكلمه لحد ما أموت". وفعلها.
وتحتفي الأوساط السياسية والثقافية بذكرى رحيل الدكتور رفعت السعيد، والذي رحل في 17 أغسطس من العام 2017، وهو سياسي يساري مصري ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وكان نائبا سابقا في مجلس الشوري. يُعتبر السعيد من الأسماء البارزة في الحركة اليسارية المصرية منذ أربعينيات القرن العشرين.
