فى لبنان، تكاد لا تخلو منطقة مسيحيّة من كنيسة أو مقام أو مزار على اسم العذراء مريم، والعديد منها يحوى أيقونات عجائبيّة، ما برحت نبعًا لتعزية وتشديد المؤمنين الّذين يلجأون إلى حماية السيّدة ومعونتها.
فى قرية «كفرعقّا» الكورانيّة اللّبنانيّة، كنيسة على اسم رقاد والدة الإله، كانت هذه الكنيسة عبارة عن مزار صغير يُنزَل إليه ببضع درجات.
سنة ١٩٢٤ تمّ بناء كنيسة كبيرة فوقها، وهذا مذكور على الرّخامة الموجودة فوق باب الكنيسة الرّئيسيّ، الكنيسة الصّغيرة القديمة هى الآن فى موقع الهيكل وبابها كان مكان الباب الملوكيّ الحاليّ.
ما يميّز هذه الكنيسة، وجود أيقونة نادرة لوالدة الإله، يعود تاريخها إلى مئات السّنوات بحسب تقدير الرسّامين الروس والأوكران الّذين يعملون على ترميم أيقونات كنائس «كفرعقّا»، ويحدّد البعض القرن الخامس.
يخبر أهالى القرية أنّه عام ١٩٥٧، بدأ الزّيت ينضح من ثدى العذراء الأيسر، ومن ذلك الحين لم يتوقّف هذا الزّيت من أن يكون مصدرًا لشفاءات وعجائب عديدة.
كُتبت ترنيمة حديثًا لأيقونة سيّدة «كفرعقّا»، تقول، «سريعًا بالرأفَةِ أدركينا يا أُمَّ النور، وأنقذِى شَعبكِ وحَوِّلى حُزنَهُ إلى ابتهاجٍ وَسرورْ. بمَولدكِ الربَّ أيَّتها النقيَّة، أحرزتِ منهُ النعمة، يا عذراء بهيَّة. فى كفرعقا تُباركِيننا، بأيقونتكِ مدَى الدهور».