الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مطران كلدان العراق: "تأكيد الكنيسة" شرط الاعتراف بظهور العذراء

المطران باسيليوس
المطران باسيليوس يلدو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المطران باسيليوس يلدو أحد مطارنة الكنيسة الكلدانية بالعراق، إن هناك إكرامًا واحترامًا كبيرًا لمريم العذراء فى الكنيسة الكاثوليكية، ويمكن ملاحظة هذا الإكرام من خلال الأعياد المريمية، خاصة ونحن مقبلون على عيد مهم، وهو انتقال مريم بالنفس والجسد إلى السماء.
وأكد أن تكريم العذراء جاء بالألقاب والصور والكنائس والأديرة المشيدة على اسمها، وأيضًا نلاحظ هذا الإكرام من خلال إيمان الشعب وتقواه وزياراته إلى أماكن ظهورها فى مختلف أنحاء العالم.
وأضاف «باسيليوس»، لقد كان الحج فى القرون الوسطى يعزز تقوى المؤمنين من خلال الذهاب إلى مكان فيه ذكرى يسوع أو رسله أو أمه مريم مثل: القدس، والقسطنطينية، وروما، فقد أراد المؤمنون المشاركة فى البركة الملازمة لهذه الأماكن المقدَّسة والتى فيها ذكرى للرب يسوع ومريم العذراء والقديسين، وفى أيامنا هذه، هناك موجة تستهوى الجموع وهى زيارة الأماكن التى ظهرت فيها مريم العذراء (أو قيل إنها ظهرت فيها) فقدَّستها بحضورها، فقد ظهرت مريم فى حقب مختلفة من تاريخ الكنيسة.
وأكد مطران الكلدان بالعراق، أن ظهورات السيدة العذراء، فى الآونة الأخيرة، سواء كانت صحيحة أم مقدَّرة صحيحة، تضاعف عددها، ومثل هذه الظاهرة تقتضى تمييزًا من قبل الكنيسة والسلطات المحلية.
وتابع: أظهر علماء اللاهوت، على وجه عام، تحفظًا فى شأن مثل هذه الظهورات، لذلك فإن الكنيسة تقيم قواعد شديدة جدًا للتمييز بينها، فلا ترفض مبدأ الظهورات، وإنما تذكر بأن الوحى الإلهى ابتدأ بالأنبياء وانتهى بيسوع المسيح، فما من وحى خاصّ يستطيع إذًا أن يضيف إلى إيمان الكنيسة عنصرًا جديدًا، لا، بل إيمان الكنيسة وعقائدها وتعليمها هو معيار صحة الظهورات.
وقال «باسيليوس»، إن الظهورات المريمية الحديثة، تتصف على وجه عامّ، بثلاث صفات، أولها أنها مبادرة من العذراء، فهى التى تبادر إلى الظهور، وإنها ظهور حسّيّ، يحسّ به «الرّائون» الذين يبصرون السيدة ويسمعونها، وأخيرًا غايتها إبلاغ رسالة إلى الشعب المسيحى أو فئة معينة، وقد تكون رسالة للصلاة أو التوبة، وخاصة فى مكان ما (فيه مشاكل وحروب)، ومن الممكن أن تكون توصية بتعليم روحى أو نوع من الحياة الروحية، أو تأكيد لبعض التعاليم أو العقائد المسيحية.
وعن مضمون رسالة الظهورات، يضيف المطران باسيليوس: إذا كان الهدف منها عادةً إبلاغ رسالة إلى الشعب المسيحي، فيمكن أن يكون مضمون هذه الرسالة مختلفًا عمّا هى عليه فى هذا الحدث أو ذاك، ويظهر هذا الطابع العملى خاصة فى الرؤى المريمية الكبيرة، وجرت العادة بتبليغ دعوة إلى موقف روحيّ.
وعن علامات صحة الظهورات، أوضح «باسيليوس»: إذا كان المقصود رسالة موجهة إلى الشعب المسيحي، فلابدَّ من إخضاعها لسلطة الكنيسة التى ستعترف بها أو ترفضها، وقرار الكنيسة فى هذا يتناول أمرين: تحقيق مفصل يتناول الشخص أو الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم يحظون بهذه الظهورات، وعلى الخصوص شخصيتهم وتوازنهم الجسمانيّ والنفسي، وتصرفهم قبل وبعد الظهور وانفتاحهم على مرشدهم الروحى ولا سيما تواضعهم. 
والأمر الثانى هو تحقيق يتناول الوحى نفسه، فلابدَّ من التنبه لظروف الرسالة ومضمونها وموافقتها لتعليم الكنيسة، وفائدتها الروحية (هل هى للصلاة أم للدعاية أم لأغراض شخصية)، وعلى السلطة الكنسية أن تقوم بتمييز روحيّ حقيقى بين ما يأتى من الإنسان أو ما قد يأتى من الشيطان.
وأشار «باسيليوس»، إلى أنه فى رأى بعض علماء اللاهوت، فإن الحجة القاطعة على الأصل الإلهى للوحى تكون معجزة تصحبه، وتكون تأييدًا لصحّة هذا الوحى الفائقة الطبيعة، ولابدَّ أيضا من مراعاة العنصر الشخصى الذى قد يأتى به الرائى إلى الرسالة التى يحملها، على غير شعور منه فى أحيان كثيرة، يفسِّر الرؤية والرسالة وفقًا لعاداته الذهنيَّة، وثقافته الروحية (شأن أنبياء العهد القديم). ومن هنا ضرورة توجيه الأسئلة إليه فى أقرب وقت ممكن بعد الظهور، والحذر من الأخبار أو الشهادات التى يدلى بها الذين جمعوا هذه الأخبار بعد فترة.
وعن موقف المسيحيين تجاه الوحي، أشار مطران كلدان العراق إلى أنه يجب توضيحه بين مبالغتين: إفراط فى التصديق، محذرًا من إفراط فى التصديق آتٍ من طلب مفرط لما هو عجيب وللمعجزات ومشغوف بتنبؤات مطمئنة أو مخيفة ومثيرة للحماسة الخالية من كلّ صفة روحية (تنقيط زيت، أو دموع من صورة أو تمثال)، وهناك حذر مفرط يرد خصوصًا عند أهل الفكر، فقد نفروا من بعض المنشورات وتحمسها، وأيضًا عند بعض علماء اللاهوت الذين تضايقوا من إيمان عاطفي، مبنى على مظاهر الإيمان الشعبيّ.
وأضاف «باسيليوس» أن الشيء الأكيد هو أن الكنيسة، إذ تُظهر حذرًا مفرطًا فى رأى بعض الناس، تسلم بإمكان هذه الظهورات المريمية، فهى التى تشفع فينا نحن الخاطئين ولأنها أم الكنيسة، لا يسعها إلا أن تقود إلى ابنها المؤمنين، وتكشف لنا ظهوراتها الصحيحة عنها، كما يعرفها الإيمان ويعترف بها. فبهذا المعنى عندما تظهر، تذكرنا بتنبيه المسيح: «اسهروا وصلوا لئلا تقعوا فى التجربة» (انجيل متى ٢٦: ٤١).