السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أردوغان في فخ الأزمة الطاحنة

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«لوبوان»: الديكتاتور جمع كل السلطات في قبضة واحدة إلا الاقتصاد

«لوموند»: اللعب على الخطابات الدينية لن يعيد الثقة مع المستثمرين الأجانب

السلطان يراهن على «بوتين» لفتح الطريق لأنقرة حتى تستفيد من «كعكة» إعمار سوريا

تساؤلات وتوقعات حول انسحاب تركيا من حلف الأطلسي بسبب الأزمة مع أمريكا

 

تابع الإعلام الفرنسي عن كثب تداعيات الأزمة المالية التى نسفت بالليرة التركية والتي نجمت عنها أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب عن فرض ضرائب جديدة على الحديد التركى المستورد. وانصب اهتمام الصحافة الفرنسية على مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى مواجهته لأسوأ أزمة اقتصادية تمر بها بلاده. هكذا كتب الصحفي لوك باروشيز على صحيفة «لوبوان» مقالا بعنوان يحمل علامة استفهام «أردوغان: بداية النهاية»، ذكر فيه أن «الديكتاتور» التركى استطاع أن يجمع كل سلطاته فى قبضة واحدة سوى سلطة الاقتصاد ورغم تحكمه فى مؤسسات الجيش، الشرطة، العدالة والإعلام وقام بإقصاء جميع معارضيه وتعديله للدستور ليصبح رئيسا للدولة ورئيسا للحكومة فى وقت واحد إلا أن الأمور خرجت عن سيطرته حين أراد التحكم فى الاقتصاد والبنك المركزى الذى يعتبر مبدئيا مؤسسة مستقلة قبل أن يقرر أردوغان منح نفسه صلاحيات تعيين محافظ البنك ومساعديه لفترة مدتها أربع سنوات ناهيك عن تعيين صهره بيرات البيرك وزيرًا للمالية

ولم يوفق هذا الأخير فى أول ظهور له فى الكشف عن نموذجه الاقتصادي الجديد، حيث حطمت تغريدة ترامب فى رفع نسبة الضرائب على الحديد التركى كل الآمال فى الانتقال نحو مرحلة اقتصادية جديدة في تركيا

ضربة قاسية لم يتوقعها أردوغان الذى علقت الصحافة الفرنسية فى مقالات لا تخلو من السخرية والنقد، على ردود أفعاله واصفة إياها بـ«الشعبوية التى تعتمد على استدراج الناخبين عبر خطاب دينى عميق»، فقد كتبت مارى جيغو فى صحيفة «لوموند» أن الأدعية الدينية لن تساعد على إعادة بناء الثقة مع المستثمرين الأجانب حيث لم يخف معظم الشركاء الاقتصاديين تخوفهم إزاء الأزمة الحالية»، ويهدف أردوغان الذى أضحت خطاباته مشحونة بالمراجع الدينية إلى تحقيق النمو بأى ثمن. حيث وصلت نسبة النمو فى الثلاثة شهور الأولى من العام 2018 إلى 7.4 بالمئة، وهو رقم قياسى غير مسبوق ضمن مجموعة الـ20. لكنها غير متوازنة، «حيث فقدت العملة المحلية 40 بالمئة من قيمتها، سواء أمام الدولار أو اليورو، ومنذ بداية السنة وصلت نسبة التضخم إلى 16 بالمئة كمعدل سنوي

فى حين يتواصل عجز الحسابات الجارية وتحاول المؤسسات الخاصة إعادة تنظيم قروضها بالدولار لدى البنوك، إلى جانب هروب المستثمرين وفقدان الثقة فى الأسواق، فى الوقت الذى تحتاج فيه تركيا أكثر من أى وقت مضى الاستدانة على السواق من أجل إعادة تمويل وتغطية عجزها».

قراءات لافتة للانتباه وردت لدى كبريات الصحافة الفرنسية التى استعانت بخبراء ومحللين للوضع التركى لاستشارتهم فى خلفيات هذه الأزمة الأمريكية – التركية وانعكاساتها على أردوغان بالدرجة الأولى الذى سارع للاستنجاد بحليفه الرئيسى فى المنطقة، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حيث كتبت مارى جيغو فى مقال آخر حول المرحلة القادمة من العلاقات الروسية التركية على خلفية تحضير الأرضية لإعادة إعمار سوريا إذ تحتل تركيا جزءا من مناطق الشمال في إدلب وكذلك للتخطيط لعودة 3.5 مليون لاجئ سورى استقبلتهم تركيا منذ بداية الأزمة فى 2011. وخلال المؤتمر الذي جمع وزيري خارجية البلدين أشارت الصحفية الفرنسية إلى نية البلدين خلق محور معارض للبيت الأبيض الأمريكى بانضمام فرنسا وألمانيا. وانتظار رد رسمى من قبل البلدين اللذين يعول عليهما فى دعم خطة مصير اللاجئين السوريين

وذكرت مارى جيغو إن أردوغان الذى بات تحت رحمة بوتين الذى سيدعمه فى مرحلة قادمة لتطبيع العلاقات السياسية مع نظام الأسد يعول كذلك ضمن خطته مع بوتين على السماح لشركات البناء التركية المتضررة من الأزمة المالية التي تهز البلاد من الاستفادة من هذه العملية الضخمة المتعلقة بإعادة إعمار سوريا.

ويبقى ملف أخير للطرح فى هذه الملحمة الأردوغانية، وعلى مسألة حلف شمال الأطلسي الذي تعد تركيا عضوا فيه، كتب جون جويزنال على صحيفة «لوبوان» أن «الأزمة بين أنقرة وواشنطن تثير تخوفات بانسحاب تركيا من حلف الشمال الأطلسي» ورجح أن الأمر غير مستبعد إن احتد الصراع على هذه الوتيرة وخلق أزمة داخل الأزمة مع حالة التصعيد التي يشهدها كلا الطرفين بين فرض العقوبات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية وإعلان أردوغان فرضه ضرائب جديدة على المنتجات الأمريكية المستوردة. معطيات أجمع من خلالها المراقبون والخبراء أن الأزمة بين البلدين بعيدة كل البعد عن مسألة تبادل للرعايا حيث تطالب تركيا واشنطن بتسليم معارض أردوغان الشديد فتح الله جول المتهم بتدبير الانقلاب العسكري في 2016 فيما تطالب واشنطن أنقرة تسليمها القس الأمريكي أندرو برانسون المعتقل في قضية جاسوسية.