الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الرهبنة" في دائرة الأزمة ومطالب بتعديل القوانين الكنسية.. كمال زاخر: عندما تغيب التلمذة لن نفرق بين الدير والمعتقل.. ويجب الفصل بين إدارة المشروعات والرهبانية

الرهبنة
الرهبنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أبطال القصة اثنان؛ الأول وائل سعد تواضروس، السن 34 سنة، رسم قبل 10 سنوات راهبًا بدير أبومقار بوادى النطرون واتخذ اسم الراهب «إشعياء المقاري»، والثاني: ريمون رسمى منصور، السن 33 سنة، رسم قبل 10 سنوات راهبًا بدير أبومقار بوادى النطرون، واتخذ إسم الراهب «فلتاؤس المقاري».
وبعد مرور السنوات الـ10، ترك وائل وريمون حياة الرهبنة وعادا للحياة العلمانية، ليس برغبة منهم، كما يحدث نادرًا لبعض الرهبان الذين لا يستطعيون إكمال المسيرة وحياة الرهبنة الصعبة، لكن وائل وريمون خرجا من الدير بعد اتهامهما فى قضية اغتيال الأنبا أبيفانيوس رئيس وأسقف دير أبومقار.
واستمر لغز مقتل الأنبا أبيفانيوس 10 أيام، قبل أن تعلن تحقيقات النيابة والمباحث حول ملابسات الجريمة، وما بين الصدمة المدوية التى تلقاها الأقباط عامةً فى الداخل والخارج.
«البوابة نيوز» تفتح ملف قوانين وشروط الرهبنة، بعد ترديد اسم الراهب «إشعياء»، بعد تجريده من رهبنته ومحاولة انتحاره ثم التحقيق معه، حيث لم يتخيل أحد أن يكون عمره 34 عامًا فقط، وأن تكون رسامته تمت قبل 10 أعوام على يد الراحل البابا شنودة الثالث، أى أنه رُسم راهبًا فى سن الـ24 عاما فقط، الأمر نفسه مع الراهب «فلتاؤس» 33 عامًا، والذى رُسم راهبًا قبل 10 أعوام أيضًا، أى فى سن 23 عامًا فقط. 
وفى هذا الشأن يقول المفكر والكاتب، كمال زاخر، إنه للأسف الشديد لا يوجد شىء موحد حول الرهبنة، وأنه آن الأون لإعادة النظر فى قانون الرهبنة، باعتبارها أحد الطرق التى يرى فيها الإنسان أنه الطريق الروحى المناسب له، وهى الكيان الروحى الذى يأتى منه الأساقفة والبطريرك نفسه، فكلما صحت الرهبنة صحت الكنيسة.
ويرى «زاخر» أن فكرة التلمذة فى الرهبنة هى الفكرة المحورية، فعندما تغيب التلمذة لا نستطيع التمييز بين المعتقل والدير، لأن كلامها أماكن مغلقة لا يخرجون خارج أسوارها، والفارق أن السجن عقوبة، بينما الدير هو مكان لعمل الروح القدس، وإذا غاب عمل الله يتحول الدير إلى سجن، وهنا تظهر كل أمراض المجتمعات المغلقة الأحادية. 
ودعا «زاخر» إلى ضرورة أن ينتبه الدير إلى كونه مؤسسة روحية تربى الوجدان والفكر، ولا يتم ذلك إلا من خلال توافر منظومة التلمذة بين الجيل القديم والجديد، والأعداد الكبيرة بالأديرة تحول دون اكتمال المنظومة، لذلك صدرت قرارات لجنة الرهبنة برفض قبول رهبان جدد لمدة عام، وإيقاف سيامة الرهبان فى الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات.
طموح الرهبان
وحول أهم البنود التى يجب الأخذ بها فى تعديل قوانين الرهبنة، بحسب كمال زاخر؛ فيجب التأكيد على أن الرهبنة حركة شعبية وليس حركة كهنوتية، لمنع فكرة طموح الرهبان فى تولى مناصب خارج الدير، والحد من الرحلات، لأنها تعنى مزيدًا من اختلاط الرهبان بالعالم خارج الدير وهو كسر لأحد أهم النذور وهى «العزلة»، وهذا يهدد عفة الراهب، فنحن لا نضمن فى هذه الظروف التزام الزائر من عدمه، مع الفصل بين إدارة مشروعات الدير والحياة الرهبانية للراهب، حتى لا يتربح الراهب بشكل شخصى من المشروعات بعيدًا عن رقابة الدير.
رفع سن المتقدم لـ٣٥ عامًا 
وفى هذا الصدد يقول الدكتور منير يوسف، استشارى الطب النفسي؛ إن السن الذى التحق فيه الراهبان المتهمان فى قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس، سن غير مناسب لاتخاذ قرار مصيرى، مثل قرار الرهبنة المسيحية، لكن يمكن فيه قبول الشخص كمتدرب وليس كراهب، كما هو الحال فى الرهبنة الكاثوليكية، حيث يتم قبول الشخص فى البداية كمتدرب، على أن يستغرق التدريب فترة كافية يجتاز فيها اختبارات نفسية وحياتية، بالإضافة إلى عمله فى مهن أخرى، مثل التدريس أو غيره علاوة على السافر بالخارج، مشيرًا إلى أن هذا النظام أفرز قامت رهبانية عظيمة مثل الأم تريزا وغيرها من الرهبان والراهبات الذين يخدمون المجتمع، وليسوا منعزلين عنه.
وحول تحليله لجريمة قتل رئيس الدير على يد أحد الرهبان، قال الدكتور منير يوسف، إن قتل رئيس الدير هو رمز لقتل الأب، والذى يعنى السلطة، والأمر يحتاج لفحص القاتل نفسيًا لاستنتاج الدوافع حول ارتكابه جريمته. واقترح بالكشف النفسى على المتقدم للرهبنة على أن يتكرر الكشف كل عام، وألا يصبح الشخص راهبًا قبل اكتماله ٣٥ عامًا.