الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ضياء السبيري يكتب.. انهيار الليرة التركية وأكذوبة إقراض صندوق النقد

الليرة التركية
الليرة التركية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خرج علينا مؤخرًا أحد المسئولين رفيعي المستوى بالحكومة التركية ليعلن أن حكومته خصصت مبلغ 5 مليارات دولار، لتمويل صندوق النقد الدولي وذلك على هامش مشاركته بأحد منتديات الأعمال.
وقال حينها: "لقد نجحنا قبل أيام في سداد آخر دفعة من الديون المستحقة لصندوق النقد الدولي، والآن نحن نخصص مبلغ 5 مليارات دولار لتمويل الصندوق بعد طلبه الاقتراض منا".
في حقيقة الامر استقبل الخبراء الاقتصاديون ممن هم مدعومون من النظام التركي هذا التصريح بالطبل والزمر في حين لم يصدقه أي عقل آخر نظرا للسياسات الاقتصادية الخاطئة التي يتخذها أردوغان ومواقفة المعادية للدولة العربية.
وفجأة وبدون مقدمات انهارت الليرة التركية بنسبة 30 % وتوالى انهيارها بعد ذلك حتى وصل إلى أنه في حال توقف الدائنين الأجانب عن تقديم قروضهم للبنوك والشركات التركية، فقد يتوقف الاقتصاد التركي بأكمله عن العمل فيما يسميه المستثمرون سيناريو "الهبوط الحاد" وذلك وفق تأكيدات خبراء الاقتصاد الدوليين، ولهذا يتوقع الاقتصاديون أن تلجأ تركيا للاقتراض من صندوق النقد الدولي في نهاية المطاف.
انهيار الليرة التركية يضع اردوغان والحكومة التركية في مأزق كبير اولا بسبب تصريحاتهم التي ملأت الارض بإقراضهم صندوق النقض الدولي 5 مليارات دولار وثانيا بسبب افتخارهم طول الوقت بسياستهم الاقتصادية الناجحة والتي أثبتت في نهاية المطاف فشلها الزريع وأن الامور الآن تسير بقمع الاقتصاديين واعتقال رجال الاعمال وفق ما ذكرته وكالة "رويترز العالمية" حيث انهم استحدثوا تهمة جديدة في اسطنبول وهي تهمة "تهديد الأمن الاقتصادي".
اعتقلت بالفعل السلطات التركية عددا من الأشخاص بزعم تهديدهم للأمن الاقتصادي، فوفقًا لتقارير اقتصادية نشرتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية: أن الاقتصاد التركي يسير الان الى منحدر الهبوط لدرجة أن المصرفيين والمتداولين بدأوا يتحدثون عن الاحتمال الذي كان خارج الحسابات، وهو الحاجة لتدخل صندوق النقد الدولي، لا سيما على خلفية النزيف المستمر في قيمة العملة المحلية والتي شهدت هبوطًا حادًّا في قيمتها أمام الدولار، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
في الوقت الذي يشعر فيه البعض بالقلق من فرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضوابط جديدة لحركة رأس المال، في محاولة أخيرة منه لتجنب رفع الفائدة ووقف هبوط الليرة، مستغلًا سيطرته الكاملة على اقتصاد البلاد التي اكتسبها بعد انتخابات يونيو بحسب تقرير "بلومبرج".
وأعتقد أن ما يجري الان في تركيا مع نظام "أردوغان" هو عدالة السماء حيث أنه تآمر كثيرا على مصر وعمل على دعم الارهاب طيلة السنوات الماضية، فكلي تفاؤل في انهيار اردوغان ونظامه القمعي فهو يسير الان على خطى جماعة الاخوان الارهابية فقد طالب أردوغان مؤخرًا، سيدات تركيا بيبع ذهبهن الخاص والاحتفاظ بمبالغه داخل البنوك لدعم تركيا وحذر أيضا المواطنين من الاحتفاظ بأي دولارات داخل منازلهم ووضعها في البنوك للاستفادة منها ودعم الاحتياطي.
diaa.alspary@gmail.com