الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الطاهر وطار.. النضال في الرواية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل اسم الجزائري الطاهر وطار كواحد من أبرز أدباء العرب المعاصرين، كان له أثر في الساحة الثقافية والأدبية والمسرحية العربية منها والعالمية، حصل وطار على جوائز عدة وترجمت أعماله إلى 10 لغات أهمها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليونانية. 
"البوابة نيوز" تستعرض في ذكرى وفاته أبرز أعماله الروائية.
* رواية "اللاز"
هي رواية سياسية تسمو بالطريقة الرمزية الواقعية تُعد طفرة كبيرة في الرواية العربية، يريد الكاتب أن يوصل لنا من خلالها رسالة: "الأصل هو التخلص من الاستعمار، بغض النظر عن الطبقات والانتماءات والمعتقدات"، حيث أنه لأول مرة نتحدث عن الثورة وبشكل ملموس، حيث انه طرح قضية الشيوعيين وعلاقتهم بتاريخ التحرر الوطني، وتُعد اللاز أولى رواياته استغرق في كتابتها ما يقارب السبع سنوات وانتهى منها عام 1972، والرواية تعالج الصراع بين الثوار والشيوعية، حيث ذبح بعض الشيوعيين والمثقفين بسبب انتماءاتهم الأيديولوجية فالتاريخ حقيقي، وعرض فيها الكثير من المشاهد النضالية والعنيفة، وأيضًا ساعات من الصفاء ومناجاة النفس، وكان ذلك من خلال شخصيات تم رسمها بدقة، لتمجد النضال الجزائري، وتمجد الحفاظ على المبدأ، فهي تتناول الشأن الجزائري في فترة الاستعمار الفرنسي والكفاح ضده، عبر حرب التحرير التي شهدت مؤازرة عربية، نشرت هذه الرواية في أكثر من بلد، وبأكثر من لغة، وعلى الرغم بأن الكاتب ليس مؤرخًا إلا أن الرواية بعض أحداثها تنتمي إلى التاريخ، كان هدف الثورة من رأي وطار في كتابته، هو القضاء على الانتماءات الأخرى وسعت لتصفية اليسار، وهكذا فعلت مع المتطوعين من الجنسيات الأخرى حيث أجبرتهم الثورة على التبرؤ من أفكارهم السياسية السابقة، ولأن قضية النضال ضد الظلم والمستعمر عالمية فقد انضم إلى المقاومة الجزائرية إلى جانب المجاهدين الجزائريين عدة أفراد ينتمون إلى أحزاب شيوعية أسبانية وفرنسية من الأوروبيين، إلا أن هذا النضال لا يقبل منهم في النهاية.
*رواية "عرس بغل"
يرسم فيها وطار صورة الإنسان الذي يرى في الهروب من هموم الحياة وصراعاتها وسيلة لمتابعتها، ويحاول أن يعكس رؤيته في الفلسفية من خلال استنطاق شخصيته المحورية، على الرغم من هامشيتها ودونيتها في لحظة اللاوعي، ويجري على لسانها عبارات فيلسوف، حيث عبر بكلماته وقال: "كثرة الزيارات والجلسات، جعلتني أتعرض للإرهاق بسرعة، عندما أكون في الداخل، أنسى التعب لعلني أكون هذا المساء هارون الرشيد، وقد أكون بن السعود أو أبو لفانين، لماذا هربت من الأعراس، من الغناء والطرب والقهقهات الرنانة، ومن الفرحة على وجوه الفقراء وجئت إلى المقبرة، لا شيء من الأعماق، كل ما هنالك عرس بغل، أعراس بغل في حجم الكرة الأرضية، كلهم، كلنا، نهرب إلى مقبرة، كل من فيها ميتون إلا نحن، حياة الآخرين المرتبطة بحياتنا، لا تهمنا إلا بقدر ما تكون المقبرة، لا. لا. هذا كلام لا معنى له، كلام غير مستقيم، يمليه التعب، ها أنك قد وصلت، أهلًا وسهلًا بك في مدينتك، يجدر بك أن تكون "أفلاطون" هذا المساء، قد أكون من يدري؟". 
وقد نجد في صفحة من الكتاب تعليق لدار النشر وهو: "عرس بغل هو عالم مزج فيه الكاتب بين الواقعية والحلم والفنتازيا.." فهذه إشارة بأن العنوان بالفعل يمزج ما بين ما هو واقعي وحلمي وفنتازي، فهذا العنوان لن يشكل خلفية فقط لكنه يشكل حياة تسير وتصير بوعي وتصور متكاملين. 
* رواية "الشمعة والدهاليز"
صدرت عام 1995، بدأ فيها باستيقاظ الشاعر على أصوات متفاوتة ما بين القوة والتقارب، لم يستوعب ما هي هذه الأصوات ومن أين تأتي، فهي لم تكن أصوات المدافع، ولا حتى لدبابات وجنازر، بل كانت لهدير بشري قوي، ملئت هذه الأصوات جميع أنحاء الجزائر، ومن هنا أتخذ الشاعر قرار النزول، حتى يتبع الأصوات، وفي هذا الوقت كانت تتعالى آتية من بعيد، استحضر الشاعر العبارات كما كانت تتردد لأول مرة " لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليها نحيا وعليها نموت عليها نلقى الله"، وكان هذا الشاعر هو محور الرواية كان عالم اجتماع عاش منذ طفولته فترة الاحتلال، وهو ابن قرية جبلية التحق بمدرستها المخصصة، حيث كان من المحظوظين من أبناء الموظفين في الإدارة الفرنسية، كان والده دائمًا يحلم له بمنصب مرموق حين يجيء الاستقلال، وهكذا تدور الرواية حول طرح أسئلة من الكاتب ما الذي يحدث ومن المسئول عن هذا الواقع الذي تعيشه الجزائر؟، من يقتل ويزرع الخوف والرعب؟ من يقتل من يموت؟.