الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مشورة أسرية.. "تطور المهارات"

إميل لبيب
إميل لبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد إميل لبيب، خادم المشورة، أن الاعتياد على الأشياء يفقد الإحساس بالدهشة، لو تأملنا كم الأشياء والاختراعات من حولنا، لشعرنا بالاندهاش من فكرة وجودها وطريقة عملها، وعلى سبيل المثال أحد الأشياء التى أصبحت عادية ونستخدمها ببساطة دون التفكير فى طريقة عملها أو بداية فكرتها «التصوير».
من يتتبع خطوات ومراحل تطور التصوير سيندهش، وسيجد أن هناك طفرة حدثت بين الأجهزة والمعدات المستخدمة فى البداية، وصولًا للتصوير الديجيتال والتقاط الصور بالموبايل، وهذا الكم من التطوير والتعديل لم يأت فى يوم وليلة، لكنه استثمار لطاقات وفكر أشخاص عملوا على المنتج منذ زمن وحتى وصل إلى الصورة التى بين أيدينا.
الخطوة الأولى هى البداية المهمة والضرورية فى أول الأمر، يبدأها شخص ملهم له فكر مختلف عمن سواه فى مجاله، هذا الفكر غير المعتاد يجعله يؤمن أن هناك شيئا يمكن تحقيقه سوف يضيف أمرًا جديدًا، وسيغير من الاعتياد المعاش لدى معاصريه.
فى أغلب الأحوال يجد المفكر الشاب بعض العقبات، تتمثل فى رفض الكثيرين للفكرة الجديدة، واعتبارها ضربًا من الخيال والجنون، وبالمثابرة والاجتهاد والعمل الجاد والصبر، هذه الحزمة من الأفعال وما يشبهها على نفس التنويعة اللفظية، تخص المبتكر المفكر وحده.
قد يجد من يشجعه ومن يحبطه، إلا أن بالتجربة وإعادة التجربة مرات ومرات يتحقق النجاح، وفى حالة تطبيق هذه الأفكار على تربية الأطفال، نجد أن أحد عوامل نجاح الأبناء فى حياتهم يستند إلى فكر والديهم فيهم، فالوالدان فى تعاملهما مع الأبناء مثل المبتكر صاحب الفكر الجديد، مع فارق التشبيه، وإن كان هناك تشابه فى الجهد المبذول على الاختراع.
ما أرغب فى طرحه على الآباء أن ابنك يحتاج إلى من يؤمن بقدراته وإمكانياته، ويستحق أن يحصل على الفرصة تلو الأخرى، والتجربة تلو الثانية، حتى يستطيع تحقيق النجاح.
فى تدريبات أولياء الأمور أستخدم مثالا عمليا لفكرة تحقيق النجاح بالمحاولة ومداومة الاستمرار عليها.
تعلم المشى، لكى يستطيع الإنسان المشى باستقامة دون تعثر يحتاج إلى وقت حتى تنمو لديه عضلات الساقين وتقوى الأعصاب على تحمل الجهد وأنظمة التوازن تكون مهيأة للعمل.
ومن خلال المحاولة والخطأ، وقوفًا وسقوطًا، وتعثرًا وقيامًا، وبالتكرار والمثابرة، يستطيع الطفل المشى، فى بعض الأحيان نظن أن على الطفل النجاح لمجرد أن عليه تحقيق النجاح فقط، دون تدريب أو تعليم أو ممارسة، وهو أمر لا يتفق مع الطبيعة البشرية.
أذكر تلك الأم التى كانت تأكل ابنها فى فمه، وعمره ٦ سنوات، لأنه لا يجيد استخدام الملعقة، وكان سؤالى لها:
- هايأكل إمتى لوحده؟
- أجابت لما يعرف يمسك المعلقة لوحده من غير ما ينقط على هدومه.
- إمتى هايعرف؟ وإزاى هايعرف من غير ما يتدرب؟
لقد اعتدنا على أن ننظر للناجحين وهم محققو النجاح، ولم ننظر أو نتأملهم فى بداية حياتهم، جميعهم بلا استثناء كانوا أطفالا، احتاجوا نفس احتياجات الأطفال المعتادة من رعاية واهتمام، وأتوقع أن أغلبهم كان متمردا خارجا عن المألوف، لا يطيع التعليمات بسهولة، ولديه بعض السلوكيات الغريبة التى قد تنفر أقرانه ومعلميه منه، له آراء خاصة، وشارد فى عالمه الخاص.
هذه هى صفات المبتكرين، الخارج تفكيرهم عن الاعتياد، المجددين، الرواد فى مجالهم وحياتهم، يحتاج الأبناء صبر الآباء، والنظر إليهم بطريقة غير معتادة.