الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

العالم يحيي "اليوم الدولي للشعوب الأصلية"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحيي العالم اليوم الخميس "اليوم الدولي للشعوب الأصلية" تحت شعار " تنقل الشعوب الأصلية وهجرتها"، حيث يركز موضوع عام 2018 على الحالة الراهنة لأقاليم الشعوب الأصلية، والأسباب الجذرية لهجرتها، وتحركاتها عبر الحدود الوطنية. 
ويسلط الضوء على الشعوب الأصلية التي تعيش في المناطق الحضرية وعلى الحدود الدولية. 
كما يمثل هذا الموضوع فرصة للنظر في التحديات المائلة أمام تلك الشعوب والسبل المتاحة للمضي قدما في إنعاش هوياتها وتشجيعها على حماية حقوقها خارج أقاليمها التقليدية.
وكشفت تقارير الأمم المتحدة إلي هجرة كثير من الشعوب الأصلية أراضيها وأقاليمها ومواردها بسبب التنمية وغيرها من الضغوط، واتجهت تلك الشعوب إلى المناطق الحضرية بحثا عن آفاق أفضل للعيش والتعليم والعمل، كما أن تلك الشعوب هاجرت كذلك إلى بلدان أخرى فرارًا من الاضطهاد وآثار التغير المناخي.
وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن الشعوب الأصلية تعيش غالبا في المناطق الريفية، فالحقيقة هي أن كثيرًا من المناطق الحضرية هي كذلك مواطن لطائفة واسعة من السكان الأصليين. وفي أمريكا اللاتينية، يعيش ما يقرب من 40 % من مجمل سكان الشعوب الأصلية في المناطق الحضرية، وتزيد تلك النسبة إلى 80 % في بعض بلدان الإقليم. وفي أغلب الحالات، يستطيع أبناء الشعوب الأصلية وبناتها الذين يهاجرون بحثا عن فرص عمل أفضل وتحسين معايشهم الحصول على تلك الفرص، إلا أنهم يغادرون ما اعتادوا عليه من أراضيهم وعاداتهم التقليدية. وفضلا عن ذاك، يواجه المهاجرون والمهاجرات من الشعوب الأصلية طائفة كبيرة من التحديات، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى الخدمات العامة وبعضا من الممارسات التمييزية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 49/214 في ديسمبر عام 1994 أن تحتفل باليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس من كل عام خلال العقد الدولي للشعوب الأصلية في العالم، وهو تاريخ الذكرى السنوية لانعقاد أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات، التابعة للجنة حقوق الإنسان.
والشعوب الأصلية أو السكان الأصليون، هم المنحدرون من السكان الأوائل في بلدان كثيرة، وتختلف ثقافاتهم وأديانهم وأنماط تنظيمهم الاجتماعي والاقتصادي اختلافا بارزا. ويعيش كثيرون منهم في أكثر من 90 بلدًا تمتد من المناطق القطبية إلى الأمازون وأستراليا. إلا أن علاقاتهم الخاصة بالأرض، التي تعتبر تعايشا كينونيا أساسيًا حاسمًا في بقائهم، كانت تواجه منذ قرون خطر المستعمرين وطلب الآخرين على أماكن العيش والغذاء والموارد. ويعتبر السكان الأصليون اليوم من أشد المجموعات حرمانا على وجه الأرض. وعندما يدمجون في مجتمع قومي يواجهون التمييز والاستغلال، وكثيرا ما يعانون من أسوأ ظروف العيش. أما الذين يبقون في مناطقهم التقليدية، فيواجهون تمزق ثقافاتهم والتشرد المكاني عند المطالبة بأراضيهم لأغراض التنمية الوطنية. والسكان الأصليون يطالبون بالعدالة من المجتمع الدولي منذ سنوات عدة. فقد نظموا أنفسهم على الصعد المحلية والوطنية والإقليمية وأصبحوا نشطين في الساحة الدولية، مطالبين باحترام ثقافاتهم وأنماط عيشهم وبالمشاركة الكاملة في عمليات صنع القرار التي تؤثر عليهم. وقبل جيل من الزمن، لم يكن لكثير منهم الحق في التصويت، أما اليوم فقد أخذوا يبرزون بصورة متزايدة بوصفهم شركاء في الكفاح من أجل حماية البيئة العالمية وتعزيز التنمية المستدامة وإعادة استخدام الموارد.
ويقدر عدد السكان الأصليين في العالم بنحو 370 مليون نسمة يعيشون في 90 بلدًا ؛ وأن 70% من السكان الأصليين يعيشون في آسيا؛ كما أنهم يشكلون أكثر من 50% من السكان في بوليفيا وجواتيمالا؛ وأن 40 % منهم نازحون في الهند، كما أن 40 % من الفتيات والنساء الأصليات يقعن ضحية للاتجار في البشر في تايلاند، وهذا العدد أقل من 5 % من سكان العالم ولكنه يشكل 15 % من أفقر السكان. وهم يتحدثون بأغلب لغات العالم المقدرة ب 7 آلاف لغة، ويمثلون 5 آلاف ثقافة مختلفة. وانقرضت 500 لغة منذ أن وطأت أقدام الأوروبيين أراضي قارة أستراليا. وتواجه العديد من اللغات الأخرى المصير نفسه في عالم اليوم.
إن الشعوب الأصلية ورثة وممارسون لثقافات فريدة وطرق تتصل بالناس والبيئة. وقد احتفظوا بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تختلف عن خصائص المجتمعات السائدة التي يعيشون فيها. وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية، فإن الشعوب الأصلية من جميع أنحاء العالم تشترك في مشاكل مشتركة تتعلق بحماية حقوقها كشعوب متميزة. وقد سعت الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بهوياتها وطريقة حياتها وحقها في الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية التقليدية لسنوات، ولكن عبر التاريخ؛ فإن حقوقهم تنتهك دائمًا. ويمكننا القول أن الشعوب الأصلية اليوم من بين أشد الفئات حرمانًا وضعفًا في العالم. ويدرك المجتمع الدولي الآن أنه يلزم اتخاذ تدابير خاصة لحماية حقوقهم والحفاظ على ثقافاتهم وطريقة حياتهم المتميزة. ويعتمد تحسين حال السكان الأصليين في العالم على ما يتخذ من إجراءات بشأن قضايا عديدة منها: الأرض؛ الحكم الذاتي والتنمية الذاتية؛ الموارد؛ البيئة؛ الثقافة واللغة والتعليم؛ الصحة؛ الظروف الاجتماعية والاقتصادية.