شهد عدد من أحياء ومحافظات مصر خلال الأسابيع الماضية، عددا من حالات الانتحار، والتى أثارت فزع قطاع عريض من المتابعين، وذلك بعد أن تعددت أسباب تلك الظاهرة، والتى تنوعت ما بين الأسباب المادية أو النفسية أو الاجتماعية، وهو ما دفع عدد من الخبراء والمتابعين، للمطالبة بانتشار الظاهرة والوقوف على أسبابها، حيث بلغ عدد تلك الحالات أكثر من 10 خلال شهر واحد فقط.
مدمن يتخلص من نفسه شنقًا
فى منطقة الهرم، أقدم طالب على الانتحار شنقًا داخل مصحة إدمان، وتبين أن الجثة لطالب يدعى هاني.أ.أ.ع، ٢٦ عاما، مسجاة أعلى سرير بغرفة الاستقبال بالمصحة، وبها آثار خنق حول الرقبة، ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية أخرى؛ حيث اكتشفت الواقعة بعد احتجازه بالمصحة للعلاج، وفى يوم الحادث اكتشفوا قيامه بالانتحار عن طريق ربط ملاءة سرير بنافذة حديدية بغرفته وشنق نفسه، وقاموا بإنزاله واستدعاء الطبيب، وتبين وفاته ولا شبهة جنائية.
أزمة نفسية وراء انتحار شاب «المرج»
فى محطة مترو المرج القديمة، أقدم شاب على إلقاء نفسه أسفل عجلات المترو، وبعد فحص الأوراق والمتعلقات الخاصة به، وإجراء مكالمة هاتفية من هاتف المجنى عليه، تم التوصل إلى أحد أصدقائه والتعرف على هويته، حيث تبين أنه يدعى «أشرف»، من قرية بمحافظة الفيوم، وقد توجه إلى محافظة القاهرة دون أن يبلغ أحد من أسرته.
قتيل سوهاج تحت القطار
فى سوهاج، شهدت محطة قطار طما، انتحار شاب أسفل عجلات أحد القطارات المتجه من سوهاج إلى القاهرة، حيث تبين أن الضحية أحمد عبدالرحمن إبراهيم، ١٨ عامًا، حيث ألقى المجنى عليه نفسه أمام القطار أثناء دخوله إلى المحطة قادما من سوهاج إلى القاهرة.
بسبب علاقة عاطفية
فى مصر القديمة، تسببت علاقة عاطفية فى إقدام شاب ٢٧ عامًا، على الانتحار شنقًا داخل غرفته، حيث تبين وجود آثار خنق وزرقان فى رقبته، وتم العثور على حبل بجواره، وعقب تكثيف التحريات، تبين أن السبب وراء إقدامه على الانتحار هو ارتباطه بعلاقة عاطفية بفتاة لمدة تزيد على ثلاث سنوات، وعندما طلب من والديه الارتباط بها رفضا تلبية ذلك.
أما فى يوم الواقعة، فطلب منهما الذهاب معه لخطبتها، لكنهما رفضا فهددهما بالانتحار، ونشبت مشاداة كلامية بينه وأسرته، وبعد دخوله غرفته قام بشنق نفسه بحبل داخل غرفته.
حالة نفسية
فى المنوفية، أقدم موظف على إلقاء نفسه من أعلى شرفة بالطابق الرابع، بعد مروره بحالة نفسية.
وتبين أنه يدعى «ج.ع. م» ٤٥ عاما، موظف، حيث تسبب سقوطه من الطابق الرابع فى إصابته بجرح بالجانب الأيسر بالرأس ووفاته، وذلك بسبب خلافات بينه وبين أهل كريمة خال المبلغ، والتى تربطه بها علاقة عاطفية.
٩٠٪ تنهى حياة طالب بالمنيا
فى المنيا، فشل طالب ١٩ سنة، فى دخول كلية الهندسة التى كان يحلم بها، ودخوله كلية أخري، وبمجرد ظهور نتيجة التنسيق قام بشنق نفسه، داخل منزله.
طالبة بالدقهلية
فى منطقة بلقاس بالدقهلية، أنهت علاقة عاطفية أخرى حياة طالبة تبلغ من العمر نحو ١٦ عامًا، وذلك عندما عاتبتها والدتها على قيامها بالتحدث مع أحد الشباب فى الهاتف المحمول، فقامت الطالبة بتناول أقراص دوائية مجهولة لاعتراضها على رفض والدتها تحدثها فى الهاتف، وتسببت تلك الأقراص فى وفاة الطالبة.
من جانبه علق الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، على ارتفاع معدلات الانتحار، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسى فى إقدام الشباب على الانتحار يرجع إلى وجود مشكلات نفسية وعاطفية ومادية، تدفع مرتكبى تلك الوقائع إلى التخلص من أنفسهم بالانتحار أمام القطار أو المترو أو إلقاء أنفسهم من العقارات.
وأضاف فرويز، أن أغلب الذين يقدمون على الانتحار هم الشباب من عمر ١٩ إلى ٣٠ عامًا، نتيجة لتدهور سن المراهقة، خاصة لدى الشخصيات العصابية، فمجرد وقوع مشكلة ما بينه وأسرته أو حبيبته يفكر فى الانتحار والتخلص من نفسه، وهى صفة مشتركة سلبية لدى جميع الشخصيات العصابية، والتى تكون أكثر تأثرًا بالمواقف التى تحدث لها فى حياتها الشخصية.
وأشار إلى أن محاولات الانتحار لدى الشخصيات العصابية، تكون أكثر انتشارًا بين الفتيات أكثر من الشباب، ولكنها تنجح بصورة أكبر لدى الشباب فى تنفيذ عملية الانتحار، موضحًا أن مصر هى أقل الدول فى العالم فى الإقدام على الانتحار، مطالبًا بضرورة تكثيف حملات التوعية لدى الشباب والفتيات والتركيز بشكل أكبر على المراهقين، وكذلك الوعظ الدينى الذى يرشدهم إلى تعاليم الدين التى تحرم ارتكاب الشخص مثل تلك الجرائم فى حق نفسه.
