السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتب أدهم العبودي في حوار لـ"البوابة نيوز": لا يوجد نقد عربي.. رواياتي تتناول قضايا مثيرة.. دور الأدب الاشتباك مع القضايا الكبرى في المجتمع.. وحركة السرد العربي "مبشرة"

الكاتب أدهم العبودي
الكاتب أدهم العبودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفل الروائى والكاتب أدهم العبودى بإطلاق أحدث رواياته، والتى تحمل اسم «بينما نموت.. أسماء بنت روح الرب»، وكانت روايته «حارس العشق الإلهي.. جلال الدين الرومي» قد اعتلت قوائم الأكثر مبيعا خلال معارض الكتب التى شاركت بها، وتتميز أعمال العبودى بقدرتها الكبيرة على إثارة الموضوعات الملتبسة والشائكة، حيث طرح عدد من الروايات، من بينها: «متاهة الأولياء، حارس العشق الإلهي، جلباب النبي، باب العبد، الطيبون، خطايا الآلهة».
ولد الروائى المصرى أدهم العبودى بمدينة الأقصر، ودرس فى كلية الحقوق، كتب مجموعة قصصية بعنوان «جلباب النبي»، كما فازت روايته الأولى «باب العبد» بجائزة الشارقة للإبداع العربى ٢٠١٢، ليتبعها بعدد من الأعمال الروائية البارزة هى «متاهة الأولياء» التى اختيرت كثانى أفضل رواية صدرت فى الوطن العربى بعد رواية «٣٦٦» لأمير تاج السّر فى عام ٢٠١٣ فى استفتاء مؤسّسة نجيب محفوظ الثقافية.
وفى حوار مع «البوابة نيوز» يتحدث العبودى عن رواية حارس العشق الإلهي، ورواية بينما نموت، وكيفية تناوله للقضايا المثيرة والشائكة، ورؤيته لحركة السرد عربيا.
■ تشكل دائمًا موضوعاتك وقضاياك حول ما هو مثير للجدل مثل علاقة الأديان ببعضها وعلاقة الإنسان بخالقه وغيرها مثل الشذوذ والختان والتصوف.. إلخ.. لماذا تصر على خوض تلك الإشكاليات؟
- دعنى أتساءل: ما دور الأدب فى المجتمع أساسًا؟ أظنّ أنّ دوره هو الاشتباك مع القضايا الكُبرى، أقصد طبعًا قضاياك أنت الكُبرى، وإن لم تمثّل قضيّة مهمّة لكاتب آخر، فكلّ كاتب هو ابن مجتمعه، بالعادات والتقاليد، بالأعراف المختلفة التى يجرى عليها هذا المجتمع، لكن أن تكون الكتابة مثيرة للجدل فهو مفهوم خاطئ تمامًا، نستطيع أن نقول مثلًا إنّها مثيرة للتفكير، تشغل الوعي، وتحاوره، أمّا الجدل فهو يخصّ كلّ ظاهرة غريبة على المجتمع، سواء كانت ظاهرة أدبية أو فنيّة أو سياسية، وأنا أكتب لا أفكّر هل خوضى فى مسألة بعينها يأتى من باب القصد والتعمّد؟ لا يمكننى الجزم، فى الحقيقة كتابتى نابعة من معايشتى لمجتمعي، تلك المعايشة الكاملة، التى ينتج عنها كتابة، تعبّر عنّى وعن رؤيتى المُكتسبة عبر الزّمن لهذا المجتمع وثقافته. 
■ بوصفك روائيا.. كيف ترى حركة السرد عربيًا حاليًا؟
- حركة السرد العربى مبشّرة، فى كلّ الأقطار العربية يوجد جيل كامل من الشباب القادرين على ابتكار أساليب مختلفة للكتابة السردية، برز بعضهم، وما زال كثيرون يشتغلون على كتابتهم، بالطّبع الظّاهر من تجارب السّرد قد يبدو سطحيًا وغير مبشّر، لكن فى العمق الموضوع مختلف. 
■ وهل يقوم النقد بدوره فى إظهار مثل تلك التجارب وخاصة الشبابية؟
- لم يعد هناك نقد عربي، النقّاد اكتفوا بالوقوف عند التسعينيات، حتّى دورهم لم يعُد ملحوظًا، والمتلقّى الآن له نوافذ أخرى عديدة غير نوافذ النقد. 
■ بم تشعر عندما تعرف أن «حارس العشق الإلهي» الأعلى مبيعًا؟
- عندما عرفت أنّها من الأكثر مبيعًا، بدأت فى كتابة رواية جديدة، هذا الأمر لا يشغلني، كم من روايات حقّقت مبيعات عظيمة ولا يتذكّرها أحد الآن، يُسعدنى أكثر أن يأتينى رأى من قارئ عن رواية صدرت من ثلاثة أو أربعة أعوام، هذا هو النجاح الحقيقي، الاستمرارية، ماذا لو حقّقت رواية لى مبيعات كبيرة ثمّ فجأة أصبحت مثلها مثل كلّ الظّواهر.. لا يقرأها أحد مثلًا بعد عام أو اثنين. 
■ البعض يتساءل عن اتجاه العبودى للكتابة حول جلال الدين الرومى؟
- فليكن، وهل جلال الرومى حكر على أحد؟ الأهمّ هنا مدى ما يضيفه الكاتب وما يقدّمه من جديد فى هذا الشأن، عندما كتبت حارس العشق الإلهى توخيت الحذر، وراهنت عليها، لأنّها مشغولة بالتّاريخ أكثر من الصّوفية، لا يعرف كثيرون أنّ المغول مثلًا دمروا بلاد خراسان وما حولها، كان هذا همّى الأول، تقصّى التّاريخ، وقد حقّقت الرواية المُراد منها جماهيريًا ونقديًا، ولاقت استحسان الجميع سواء على مستوى النخبة أو مستوى المتلقى فى الشارع. 
■ هل هناك نية لتحويل الرواية لعمل درامى أو مسرحى قريبًا؟
- لا أعرف، هذه أمور تخضع لحسابات مختلفة، ولا أسعى إلى هذا رغم كونه سعيًا محمودًا، لكنّى مهتم أكثر ببناء مشروعى الروائي، فإذا تلقيت عرضًا بتحويلها لعمل درامى أو مسرحى فأهلًا به، وإذا لم يحدث، فلا بأس، أنا أعمل على مشروعى فى الرواية. 
■ ماذا عن العمل الجديد «بينما نموت»؟
- «بينما نموت» رواية نابعة من الأسطورة، بمعنى أدق، اتكأت على أساطير قديمة لصنع أسطورة جديدة خاصة بها، الزمن مجهول والمكان غير محدّد، وعلاقة أبناء هذا المكان بالرب ملتبسة، وفى النهاية هى محاولة لطرح تساؤلات عقدية وإنسانية.