فهمنا لأنفسنا واحتياجاتنا يجعلنا أكثر قدرة على فهم وتقدير احتياجات الآخرين، من خلال هذا الفهم أو عدمه، يمكننا تطبيق عبارة: «فاقد الشىء قد يعطيه أو لا يعطيه».
تتوافق القدرة على العطاء من عدمه، بناء على درجة معرفة الذات، وإدراك أن ما فقدناه يمكن التكيف معه من خلال قبول العجز والتأقلم مع النقص، وأزيد على هذا أنه يمكن الحصول عليه بطريقة عكسية بالعطاء والمشاركة من خلال علاقة صحية.
أوضح ما أقصد بالمثال التالى: شخص لم يحصل على الحب والاهتمام فى طفولته، وأدرك نقص هذا الاحتياج وتأثيره فى شخصيته وسلوكياته، وتفسيره للأحداث وتفاعله معها، عامل هام فى تأقلمه مع نقصه، «إنه يشوف نقصه ويعرف تأثيره ويقرر التكيف والتأقلم مع هذا النقص»، هذا يساعده فى سعيه نحو تطوير شخصيته والعمل على تلافى التعامل من خلال نقصه.
خطوات نحو النضج النفسى تمنح له القدرة على تقديم الحب والقبول فى تعاملاته:
تقديم الحب بصورة صحية، بدون اعتمادية، وبقبول غير مشروط، سيقابله حب صحى، بدون استغلال، ومن غير شروط.
إذن العامل الأساسى فى العلاقات الصحية هو، أن الفرد يرى نفسه «شوفان الذات»، بنظرة صحيحة بداية الطريق للتعافى، «الشوفان يشفى».
