الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بين القاهرة ودمشق.. قصة مدينتين

ديمسكينوس
ديمسكينوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين القاهرة وبين دمشق...
أعيش أنا قصة مدينتين
تتنافسان على كسب العشق... 
بينهما تمزق القلب قطعتين
بين تلك التى حملتنى طفلاً...
وبين تلك التى قبلتنى رجلاً
بين من كنت فيها ناشئًا وابنًا...
وبين من جئتها كاهنًا وأبًا
بين من تنشقت فيها عطر الياسمين...
وبين من حين أغيب عنها يغلبنى الحنين
بين من فيها عاش القديس الدمشقي...
وبين من فيها استشهدت القديسة كاترين
بين من فيها كان الفينيقيون أراخنة...
وبين تلك من تملك فيها ملوك الفراعنة
بين من استنار فيها الرسول بولس...
وبين من أنارها الإنجيلى مرقس
بين من تحتضن كنيسة العذراء ولها ترنّم...
وبين من التجأ إليها الطفل مع أمه مريم
بين من فيها مشينا الطريق المستقيم...
وبين من احتضنت الإيمان القويم
سهمان فى قلبى يجمعهما الحب...
نجمان يلتقيان فى سماء هذا القلب
من منهما الأحلى
من منهما الأجمل
من منهما المحبوب
كلتاهما مليئتان بالطيوب
أنا فى المولد دمشقيْ
والقاهرة بالقلب عشقيْ
فى سوريا ولد قلبيْ
وفى مصر أخدم ربيْ...
بَلَغَنى سلامُكِ يا شقيقتى القاهرةْ
أنعشَتْنى محبتُكِ يا أختيَ الطاهرةْ...
قد بَلَغَ سلامُكِ إلى أذنيَّ
فانتَشَتْ نفسى الحزينة بالفرحِ طائرةْ...
نعم يا أختى فى جنبى بحربةٍ طعنوني...
أطفالى وشبابى ذبحوا... ذبحوا وذبحوني...
أحرقوا ودمّروا كنائسى ومساجدي
نسائى وبناتى اغتصبوا... اغتصبوا وقتلوني...
نظروا إلى التى طعنوها
كما نظروا يوماً إلى ذاك الذى قد صلبوا
سخروا وفرحوا أنهم خرَّبوها
كما بصلبه فى ذاك اليوم قد فرِحوا وطَرِبوا
لكنهم نَسَوا وما أدركوا
أنه بعد صلبى وموتي
من قيامة الأموات... لايقدرون أن يحرموني...
حاراتُ دمشقَ تحيِّى أزقةَ القاهرة
ترسلُ لها وروداً... ترسلُ لها ياسمين الشامْ...
ترسل لها حبّها
ترسل لها رسائل عشقٍ مع أسراب الحمامْ...
تبكى على صدرها آلامها
تخبرها
أن ما عملوه بها هو سفكُ دماءٍ وإجرامْ...
تقول لها
لماذا كلُّ هذا؟؟؟ لا والله هذا كلُّه حرامْ...
فتجيبها القاهرة
من صدرها تخرج التنهداتْ
فى حشاها تحترق الآهاتْ
وفى قلبها
حبٌ، حنانٌ، عطفٌ وتعزياتْ
تقول... لاتخافى
لا تخافى يا أختى أهوالَ الطغاتْ
لاتنسى أنه قد قام
ذاك الذى صُلِبَ وذاق المماتْ
على صدرهِ
بين يديهِ
على جرح جنبهِ
ضعى أحزانكِ
هناك أذرفى الدموع واسكبى العبراتْ
فهو الذى فى قبر الموت
بنور القيامة قد قهر كل قوة الظلماتْ
هو رب المجد
هو سيهبك الحياة
هو سيناديكي
سيقول...
سأعطيك نوري
سأعطيك حبي
سأهبك الفرحَ، الحياةَ، الهدوءَ، والوئامْ
سلامٌ لكِ يا دمشق
لكلِّ إخوتى هناك... سلامٌ لكمْ... وعليكم السلامْ
الأرشمندريت دمسكينوس راعى كنيسة رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس بالضاهر