السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رسمها دافنشي قبل 6 قرون.. تعرف على لوحة «المعمدان» المثيرة للشكوك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لوحة القديس يوحنا المعمدان" لوحة زيتية على خشب جوز من رسم فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشي، اكتملت بين عامي 1513 - 1516، ويعتقد أنها كانت آخر لوحة له. الحجم الأصلي للوحة 69x57 سنتيمتر، وهي معروضة حاليًا في متحف اللوفر في باريس بفرنسا. اللوحة تصور القديس يوحنا المعمدان في عزلته، بشعر مجعد طويل، وابتسامة غامضة تشبه لوحة الموناليزا لدافنشي، ويحمل بيده اليسرى صليب، ويده اليمنى تؤشر إلى الجنة. يعتقد الخبراء أن الصليب والفراء الصوفي قد تمت إضافته لاحقًا من قبل فنان مجهول.

رُسمت لوحة "القديس يوحنا المعمدان" في العقد الاول من القرن الخامس عشر وهي مستوحاة من لوحة اخرى للفنان ليوناردو دا فينشي وهي "ملاك البشارة" التي أنجزت بين عامي 1503 و1504. وقد استخدم في اللوحة مجموعة قليلة من الالوان في ما يعرف بتقنية "سفوماتو".

وكانت أعمال "القديس يوحنا المعمدان" و"موناليزا" و"العذراء والطفل مع القديسة آنا" من بين اللوحات التي عرضها ليوناردو دا فينشي العام 1517 على كاردينال اراغونا وهو احد امراء عصر النهضة المعروف بانه جاب اوروبا وعاشر ملوكا عدة، ويفيد بعض المؤرخين أن الاعمال الثلاثة اشتراها الملك فرنسوا الاول وضمت الى المجموعة الفنية الملكية في فرنسا.

ومع ان قصة لوحة "القديس يوحنا المعمدان" غير معروفة إلاّ أن الكثير من الوثائق كرّست لهذا العمل. ويقول فنسان ديليوفان أحد أمناء قسم اللوحات بمعهد اللوفر "أن اللوحة أزعجت كثيرًا وتم التشكيك مرات عدة بهوية رسامها". وتعود الشكوك خصوصا الى افتقار الذراع واليد الممدودة نحو السماء الى المرونة.

ويشير ديليوفان إلى أن اللوحة شأنها في ذلك شأن كل اعمال دا فينتشي "تثير سؤالا حول مسألة أساسية تتعلق باكتمالها من عدمه". وقد طرح التساؤل نفسه بالنسبة للوحة "القديسة آنا" حيث يبدو وجه العذراء فاتحًا جدًا وحتى لوحة "موناليزا" مع اشارة بعض المؤرخين الى فرق في الالوان بين الوجه واليدين. وترميم لوحة "القديس يوحنا المعمدان" قد يبت بهذه المسألة.

عملية ترميم

وقد خضعت لوحة "القديس يوحنا المعمدان" لليوناردو دا فينتشي المعروضة في متحف اللوفر، قبل عامين لعملية ترميم لتستعيد تدرّج ألوانها التي بهتت كثيرًا على مر السنوات.

وأوضح سيبستيان الأر المسؤول عن قسم اللوحات في المتحف الباريسي "نسعى الى تخفيف طبقات البرنيق لجعل اللوحة اكثر وضوحًا"، مضيفًا "لم نعد نرى إلاّ الأجزاء الفاتحة من اللوحة". فجلد الحيوان الذي يتلحف به يوحنا المعمدان والصليب الذي يحمله في يده اختفيا تقريبا فضلا عن بعض خصل شعره المشعث.

ويرجع ذلك لتدهور نوعية طبقات البرنيق التي استخدمت خلال عملية الترميم الرئيسية الاخيرة في العام 1802. وشدد فينسان دوليوفان احد امناء قسم اللوحات على "انها اللوحة التي طليت بأكبر عدد من طبقات البرنيق في مجموعة اللوفر. 110 ميكرون وهي سماكة قياسية" مقارنة بسماكة 60 ميكرون على لوحة "القديسة آنا" العائدة لدا فينشي ايضا والتي رممت في العام 2012.

ويوضح ديليوفان انه يتم اللجوء الى البرنيق "لأنه في مرحلة اولى يعطي اللوحة لمعانا وعمقا ووضوحا ومن ثم يبدأ بالاسوداد". وهي ثالث لوحة لليوناردو دا فينشي التي تخضع للترميم في غضون السنوات السبعة الأخيرة بعد لوحات "القديسة آنا" و"بائعة الحديد الجميلة" التي استعادت نضارة الشباب قبل ثلاثة سنوات.