الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المطارات الإقليمية.. شريان حياة يحتاج الاهتمام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التعجب يأتى من الإمكانيات المتاحة للتنمية فى بلادنا والإهمال فى استخدام تلك الإمكانيات.. فعلى الرغم من أهمية المطارات الإقليمية المحلية فى بلادنا فى عمليات النقل الجوى سواء للركاب أو البضائع.. والفوائد المتعددة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، وتوفير فرص العمل لتلك المطارات، إلا أن الأمر يحتاج إلى دراسة موضوعية حول أهمية فتح ملف المطارات الإقليمية المحلية، وكيفية تعظيم فرص الاستفادة المثلى منها، خصوصًا مع زيادة وارتفاع حجم الإقبال على استخدام تلك المطارات، ويظهر ذلك من خلال عدد الرحلات وحجم البضائع، والأمر يحتاج للتطوير الأفضل.
وإذا كان الحديث عن تطبيق سياسة السماوات المفتوحة التى يستخدمها العالم من أجل إنعاش حركة الطيران المدنى العالمية والمحلية، فإن التصريحات من قبل المسئولين عن الطيران المدنى فى بلادنا قد كثرت خلال الفترات السابقة عن تطبيق تلك السياسة، ولكن للأسف على أرض الواقع ما زال الفعل متعثرًا، بل وبطيئًا، ويمكن أن نقول منعدمًا.. «محلك سر» وهو ما يعنى الثبات وللخلف در.
وأصبح الحديث عن تطوير وإنشاء أو حتى مجرد فتح ملف المطارات المدنية الإقليمية حديثًا خافتًا وضعيفًا وباهتًا أيضًا رغم الترويج الذى قامت به الحكومة عن طريق وزير الطيران الأسبق، وفى الفترة السابقة من أجل إنشاء مدينة الطائرات، وهو حديث يعكس المركزية الشديدة فى السياسات والنظرة الفوقية للأمور.
حيث أعلنت الحكومة عن إنشاء مشروع «سيتى آير بورت» بجوار مطار القاهرة الدولى بتكلفة ٨٥ مليار جنيه «تخيلوا» رغم أن المشروع الجديد يتجاهل تحديات التزاحم العمرانى حول مطار القاهرة بسبب كثرة التجمعات السكنية التى أنشئت حول المطار مثل مدن «العبور – الشروق – الرحاب – التجمع الخامس ومشروع مدينتى» وغيرها من مشروعات إسكانية جديدة.
فضلا عن تحديات التلوث مع ارتفاع نمو الحركة الجوية والجغرافية، ويبقى السؤال المنطقى، أين دور المطارات الإقليمية التى تخفف التزاحم والتلوث البيئى فضلًا عن أهميتها الاقتصادية والاجتماعية والحضارية الأخرى؟ «إنه التفكير المركزى المقيت».
ورغم أن عدد المطارات المحلية الإقليمية فى بلادنا متواضع من حيث العدد أو أهمية التطوير، فإن المطارات الإقليمية المحلية معروفة وموزعة بين المحافظات، ففى الوجه القبلى ٥ مطارات «أسوان – أبوسمبل – الأقصر – أسيوط – سوهاج» وفى الوجه البحرى يوجد مطاران «الإسكندرية وبرج العرب» وفى البحر الأحمر مطاران «الغردقة ومرسى علم» وفى محافظة الوادى الجديد ثلاثة مطارات «الخارجة –الداخلة – شرق العوينات» ويبقى فى شمال سيناء «العريش – الجورة».
أما مطارات محافظة جنوب سيناء فهما مطاران «طابا – سانت كاترين» وأخيرًا يوجد بمدن القناة «السويس – الإسماعيلية – بورسعيد» مطار واحد فقط «مطار الجميل» فى بورسعيد، ولعل حجم المطارات الإقليمية يكشف الخلل والنواقض سواء فى التوزيع أو فى الاستخدامات.
ورغم وجود مطالبات بإنشاء مطار فى الإسماعيلية «سبق وأن طالب به الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس» ومطالبات أخرى لإنشاء مطارين فى الدقهلية والمنوفية وغيرها.. وللأسف لا توجد دراسات حول أهمية الجدوى الاقتصادية والتكلفة والعائد.
ويكفى أن نشير إلى قدرات القوات المسلحة المصرية، والتى قامت بإنشاء مطارى «سوهاج» و«سفنكس» الجديد بالعاصمة الإدارية فى أوقات قياسية وبتكلفة أقل، وهناك أنظمة للمشاركة فى التمويل لإنشاء المطارات سواء بنظام الـ «P.O.T» أو المشاركة مع القطاع الخاص أو الأجنبى.
ولعل التجربة الأكثر غرابة فى موضوع المطارات الإقليمية هى إهمال إنشاء مطار السويس بالسخنة، إذ تتحدث الحكومة عن تطوير وتنمية المنطقة الاقتصادية لتنمية قناة السويس ويتم إهمال إنشاء مطار السويس الدولى!! وتتجاهل إنشائه!! بينما العالم يتحدث عن ثالوث اللوجستيات «ميناء بحرى – سكة حديد – ميناء جوى» ورغم وجود ميناء السخنة العالمى ومشروع خطوط السكة الحديد، إلا أن الميناء الجوى بالسويس «مطار السويس الدولى» تم إهماله منذ أكثر من ١٥ عامًا بينما الملف بالكامل «تخطيط وتمويل وموافقات ودراسات جدوى» موجود لدى هيئة الطيران المدنى منذ أن كان يترأسها اللواء أحمد شفيق، وقتها.
إن المطارات الإقليمية ليست فى النهاية مسألة مطالبة من باب الجهات للمحافظات.. إن الجدوى الاقتصادية وفرص الاستثمار والعمل للشباب هى الأجدى لوجود تلك المطارات وتطويرها، وقد أصبحت المطارات الإقليمية مهمة من أجل التنمية المستدامة.
كما أن إنشاء تلك المطارات سوف يساعد على إقامة محطات لخدمات الوقود ومواقف للسيارات وفرص لإنشاء وتحديث مدن ومجتمعات عمرانية جديدة، وإنشاء فنادق من أجل تنشيط الحركة السياحية وتوفير وسائل حضرية للركاب والبضائع والخدمات الأخرى.
إن السماوات المفتوحة والحديث عن المستقبل من المفترض أن يجعلنا نفكر جيدا نحو قراءة المستقبل بعيدًا عن التزاحم فى المدن حول النيل، لأن الزيادة السكانية تطلب خدمات وتوفير مجتمعات جديدة وفرص أرقى للنقل.
إن شرايين الحياة المصرية الاجتماعية تتجدد بالتفكير الموضوعى والتطبيق العملى على أرض الواقع، إن الدراسات الاقتصادية وتحقيق الأهداف للتنمية من أجل إيجاد عناصر قوة لبلادنا تجعلنا نواجه التحديات وأعتقد أن المطارات الإقليمية أحد أهم تلك الملفات التى من المفترض أن تكون أمام الطيار يونس المصرى وزير الطيران المدنى والمشغول الآن بفتح ملفات الطيران المدنى من أجل تطوير مطارات بلادنا.