غسان خلف: قرار البابا شنودة بمنع زيارة القدس كان منتهى الحكمة في حينه

قال الراحل الدكتور القس غسان خلف، أستاذ اللاهوت فى مجال دراسات العهد الجديد، أستاذ كليات اللاهوت فى لبنان ومصر وألمانيا، في آخر حواراته الصحفية مع "البوابة" إن الصهيونية وإسرائيل تعمل على تشجيع محاولات التقسيم لكى تبرر وجودها كدولة دينية، وهذا لتحقيق الفكر السياسى لها واسترجاع مجدهم القديم، ورغبتهم وتخطيطهم فى تقسيم المنطقة، هو لتبرير كيان يهودي، إذا كانت توجد دولة علوية وكردية وسنية ودرزية ومسيحية، فلماذا لا يكون لدينا دولة يهودية، وهذا المبرر الذى يسعون إلى تحقيقه، وكلهم كيانات طائفية ويبرر وجودها ويعطيها شرعية.

أما عن زيارة القدس وكنيسة القيامة والقضية الفلسطينية، أجاف "خلف" قائلاً: أرى أن هذا شأن مصرى وأنا غير مقيم فى مصر لكى أدرك التفاصيل حول هذا الأمر، لكن أعتقد أن القرار الذى اتخذه البابا شنودة الثالث فى حينه كان في منتهى الحكمة، فى منع المسيحيين لزيارة إسرائيل، لأن فى ذلك الوقت الرئيس السادات كان يأمل أن يذهب المسيحيون إلى القدس، فيصبح هناك جسر ممدود بين العلاقة مصر وإسرائيل لتبرير المصالحة، وكان هذا الأمر سيشكل خطرا فى علاقة المسيحيين بالمسلمين، وسينتج كراهية بين المصريين المسلمين والمسيحيين، فكان قرار البابا قرارا حكيما لحفظ الوحدة الوطنية، ولكى لا يشكل شرخا فى العلاقات الإسلامية المسيحية، فلم ينفذ رغبة الرئيس، لكنه فضل أن يحافظ على علاقة شعبه مع إخوتهم من المسلمين المصريين، وهذا تفسيري الشخصي على ما أذكر تلك المرحلة. والقيادة الكنسية فى مصر حتى الآن حكيمة وتتابع ما يساعد العلاقة السليمة بين المكونات المصرية.