يصفونه في مدينة «سنورس» بمحافظة الفيوم، بـ«قاهر العجز» باعتباره نموذجًا مشرفًا لذوي القدرات الخاصة، فرغم كل ما مر به، من محن، استطاع التغلب عليها بإرادة فولاذية، جعلته أشهر أبناء مدينته، ومصدر فخر لهم ولأسرته.
بدأت مأساة هشام نادي شعبان، ٣٠ عامًا، منذ عشر سنوات، عندما تعرض للصعق بالكهرباء، ثم السقوط من فوق بناية كبيرة، أثناء عمله، فأصيب بشلل رباعي، أقعده عن الحركة، مخلفًا وراءه إعاقة جسدية تلازمه، لكن عقله أبى ورفض، أن يستسلم لتلك الواقعة ورفض الانهزام والانصياع للأمر الواقع، وعلى فراش في غرفة بالدور الأول، يعيش هشام، جاهدا ومثابرا، بعدما انشغل عنه أصدقاؤه، فلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتكوين صداقات جديدة وإطلاق قناة تليفزيونية عبر «اليوتيوب» لفتت إليه الأنظار.
«هشام» حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وهو الابن الولد الوحيد لأبويه، على ٣ بنات، ويعمل والده، مديرًا لإدارة التنمية بمجلس مدينة سنورس في الفيوم، وبالرغم من صعوبة الظروف التي يعيشها، إلا أن انعدام الحركة لم يكن عائقًا أمام أحلامه، فإرادته الحديدية اجتازت كل الحواجز والعوائق.
فمن خلال جهاز كمبيوتر بجوار سريره، نجح في تأليف كتابين، أحدهما باسم «رسائل من التاريخ» يبلغ نحو ٣٠٠ صفحة، والآخر باسم «السلف الصالح» في نحو ٢٢٠ صفحة، ولأنه ليس بمقدوره الكتابة بيديه لإصابته بالشلل رباعي، قام بكتابتهما بـ«لسانه» باستخدام فارة الحاسوب، كما نشر قرابة ١٥٠ مقالا بحثيا.
وأطلق على قناته الشخصية على اليوتيوب اسم «سليل الفراعنة»، وقدم من خلالها برنامجا من جزءين، الأول، يبلغ عدد حلقاته ١٨ حلقة، والثاني من ٣٠ حلقة، ويأمل «هشام» أن يصل صوته إلى جميع المحبطين الذين فقدوا الأمل، ليصحح لهم مسار حياتهم من جديد، وأمله الوحيد في الحياة، أن يشارك في المؤتمر القومي للشباب، في نسخته المقبلة، والذي يشرفه رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، بالحضور، ليستعرض تجربته في تحدي الإعاقة، خاصة أن الدورة الجديدة للمؤتمر، مخصصة لمتحدي الإعاقة وأصحاب القدرات الخاصة.
