الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مرتزقة إيران ينشرون الفوضى في البحرين.. تأسيس وإنشاء وتمويل جماعات يتبع بعضها نهج العنف.. "سرايا الأشتر" وجمعية "الوفاق" وحزب "الدعوة".. أشهر أذرع الملالي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تستثن محاولات التدخل الإيرانية فى منطقة الشرق الأوسط دولة البحرين، فمنذ عشرات السنين تحاول إيران، خاصة خلال السنوات الأخيرة، أن تعمل على مد نفوذها داخل مملكة البحرين من خلال إثارة النعرات الطائفية لتحقيق مآربها فى هذه الدولة.


ومنذ استقلال المملكة فى عام 1971، حاولت إيران، خاصة بعد وصول النظام الحالى إلى الحكم عام 1979، مد يدها للتغلغل داخل المملكة من خلال تأسيس وإنشاء أو تمويل بعض الجماعات التى يتبع بعضها نهج العنف.

عمل النظام الإيرانى خلال تاريخ علاقاته مع مملكة البحرين على محاولة التدخل، من خلال مد الدعم إلى بعض الجماعات أو محاولة دعم الفوضى فى بعض الأحيان، مثلما يفعل منذ انطلاق التظاهرات بدءًا من عام ٢٠١١. ويقوم بمحاولة نشر مبادئ وأيديولوجية تابعة للنظام فى طهران. وأوجد النظام الإيرانى من خلال تلك المحاولات علاقات كبيرة ومد أنشطته وتعاملاته مع خلايا وجماعات وأحزاب تميل إلى التقسيم المذهبي، هذا فضلًا عن التقرب إلى مرجعيات دينية توالى مبدأ ولاية الفقيه، والتى منها جمعية «الوفاق» المنحلة.

ونرجع محاولات التدخل الإيرانى فى الشأن البحرينى لأكثر من ١٠٠ عاما بكثير، من خلال ادعاء إيران بأن البحرين جزء من إيران، وهو ما تنفيه الحقائق المختلفة على أرض الواقع.

تعود تلك المحاولات إلى القرن الـ١٦، حينما سيطر الصفويون آنذاك على البحرين، ولكن الأسرة الحاكمة فى البحرين استعادت السيطرة على الجزيرة خلال عام ١٨٢٠.

وفى عام ١٩٥٧، حاول شاه إيران التخطيط للاستيلاء على البحرين من خلال جلب دعم البرلمان الإيراني، أثناء أزمة قناة السويس فى هذه الآونة.

وفى عام ١٩٧١، جاء استقلال البحرين عن بريطانيا، وأقر استفتاء شعبى تأسيس البحرين دولة مستقلة دون معارضة من إيران والشاه الذين اعترفوا فى وقت لاحق باستقلال البحرين، وبدأت العلاقات الدبلوماسية ما بين الطرفين.


لكن حاول النظام الإيراني، فى بداية عهده فى ثمانينيات القرن الماضي، أن يحدث تشتيتًا أو فوضى داخل المجتمع البحريني، وقام بتدريب أشخاص وعناصر على الأراضى الإيرانية ثم مدهم بالأسلحة والأموال لمحاولة إحداث الفوضى فى البحرين، إلا أن السلطات البحرينية تمكنت من كشف المخطط وإنهائه.

وسعى النظام الإيرانى مرة أخرى لقلب الأوضاع فى البحرين خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي، وذلك عندما قام «حزب الدعوة»، الفرع البحرينى منه. وتم الاعتماد هذه المرة محاولة واعتمدت هذه المحاولة على إحداث الفوضى وإشعال الحرائق، وتحفيز المواطنين الشيعة فى البحرين على القيام بثورة مشابهة لما قامت فى إيران، إلا أن هذه المحاولة باءت كذلك بالفشل.

ولم تنته المحاولات، فقد تجددت مرة أخرى عام ٢٠١١، حينما حاولت إيران إحداث تظاهرات واسعة فى مملكة البحرين. وفشلت هذه المحاولة مرة أخرى، وكان السبب الرئيسى فى ذلك هو رفض الشعب البحرينى لهذه البلبلة والتى تزامن معها دخول قوات درع الجزيرة البحرين فى مارس ٢٠١١.

فى ٢٠١٥، وتحديدًا فى شهر أكتوبر، قامت البحرين بإجراء دبلوماسى مهم وهو سحب السفير من إيران؛ بسبب استمرار محاولات التدخل الإيرانى فى شئون البحرين. حيث كان من بين هذه الأسباب اكتشاف مصنع لصنع المتفجرات فى سبتمبر ٢٠١٥، إلقاء القبض على عدد من العناصر التى تربطها صلات بالحرس الثورى الإيراني.

وعقب قيام عناصر فى إيران باقتحام السفارة السعودية فى العاصمة طهران، قامت مملكة البحرين فى يناير ٢٠١٦ بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بالتزامن مع اتخاذ المملكة العربية السعودية قرارًا مماثلًا.


الجماعات المعارضة

من خلال تتبع مسار التدخلات الإيرانية فى البحرين، نجد أن إيران حاولت التغلغل أو التدخل فى الشئون البحرينية من خلال دعم بعض الجماعات المعارضة والتى تتبع غالبًا المذهب الشيعي، وكان من بين هذه الجماعات:

جمعية «الوفاق» البحرينية

تأسست هذه الجمعية خلال عام ٢٠٠١، بعدما تم إصدار ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عفوًا شاملًا عادت على إثره قيادات الجمعية من العاصمة البريطانية لندن. وتُعد «الوفاق» امتدادًا لحركة يُطلق عليها «أحرار البحرين الإسلامية» تتبنى المذهب الشيعي، ويُعد رجل الدين الشيعى «عيسى قاسم» المرشد الروحى لهذه الجمعية.

وترى العديد من النخب، خاصة النخب الحاكمة فى البحرين، أن «قاسم» غير إصلاحى وتراه مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بإيران وتوجه إليه الاتهامات بمحاولة العمل على إسقاط النظام السياسى فى البحرين. ومن ناحية أخرى، يُنظر إلى جمعية الوفاق البحرينية أنها تعمل من خلال دعم وتمويل إيراني؛ بغية تنفيذ مشروعات إيرانية قديمة فى البحرين. كما يُشار إليها بأنها لها يد فى أعمال العنف التى تقع فى البحرين خلال الآونة الأخيرة.

وأصدر القضاء البحرينى منذ عامين حكمًا بحل جمعية الوفاق المعارضة، أكبر حركة سياسية شيعية فى البلاد وتصفية أموالها وإغلاق مقار جمعية الوفاق والتحفظ على جميع أموالها وتعليق أنشطتها.


حزب «الدعوة»

يُعد هذا الحزب من أقدم الأحزاب الشيعية المتشعبة فى عدد من دول الشرق الأوسط. حيث نشأ فى مدينة النجف العراقية فى خمسينيات القرن الماضي. ثم امتد الحزب إلى عدد من الدول والتى كان من بينها البحرين فى أواخر ستينيات القرن الماضي. وامتد نشاط الحزب داخل البحرين من خلال القيام بإنشاء عدد من الجمعيات التى تعمل كواجهة مثل جمعية «التوعية الإسلامية».

وبعد محاولات عناصر شيعية أخرى فى البحرين إحداث اضطرابات فى البلاد، قامت أجهزة الأمن البحرينية باعتقال أعضاء فى حزب الدعوة وإغلاق جمعية التوعية فى وقت لاحق. وبعد محاولات مجموعات تنتمى للطائفة الشيعية فى تسعينيات القرن الماضى لإحداث اضطرابات، قامت أجهزة الأمن البحرينية بإنهاء عمل هذا الحزب بعدما هربت العديد من عناصره إلى الخارج.


«سرايا الأشتر»..آخر المحاولات الإيرانية

قامت السلطات الأمريكية الشهر الجارى بتصنيف منظمة «سرايا الأشتر» فى البحرين كمنظمة إرهابية؛ طبقا للقانون الأمريكى الذى يسمح لوزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف مثل هذه المنظمات التى تشكل تهديدًا للمصالح والمواطنين الأمريكيين. فما «سرايا الأشتر»؟

أُنشئت منظمة «سرايا الأشتر» فى نهاية عام ٢٠١٢ بهدف تغيير النظام فى البحرين عن طريق العمل المسلح وبالقوة. ويعتقد كثيرون أن هذه الجماعة تستمد أفكارها من أحد التيارات الشيعية فى إيران، وهو التيار الشيرازي. ويعود اسم هذه الجماعة إلى شخص يُدعى «مالك بن الحارث الأشتر» (٥٨٥-٦٥٨م) وكان من المقربين من الصحابى على بن أبى طالب.

 

يستمد التنظيم مرجعيته الفكرية من التيار الشيرازى فى إيران، نسبة إلى رجل الدين الشيعى محمد الحسينى الشيرازي.

 

ويتبع التنظيم، نابعًا من التيار الشيرازي، الأسلوب الراديكالى العنيف فى تحقيق أهدافه، وذلك من حمل السلاح واستخدام المتفجرات وغيرهما من أساليب العنف.

يقود منظمة «سرايا الأشتر» شخصان يقيمان حاليًا فى إيران، وهما «أحمد يوسف سرحان» وله اسم حركى هو «أبومنتظر»، أما الشخص الثاني، فهو «جاسم أحمد عبدالله» وهو ذو اسم حركى يُدعى «ذوالفقار».

 

ويقول التنظيم فى بياناته إن أهدافه تتمثل فى إسقاط الحكم فى البحرين، واستهداف رجال الأمن والجيش وغيرهما، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة فى البحرين، لتحقيق أهدافه. وقام التنظيم خلال هذه الفترة منذ إنشائه بعدد من العمليات الإرهابية المسلحة، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تصنفه مؤخرًا على قائمة الجماعات الإرهابية.