حالة من الحزن الشديد أصابت العديد من الوسط الفني، بعد وفاة الفنانة هياتم الجمعة الماضية بعد صراع مع المرض داخل إحدى الغرف بمستشفى بالقاهرة، وحيدة هى ومرضها الذى هاجم بطنها وبالتحديد «كانسر القولون».
هياتم التى جاءت إلى القاهرة بعد أن ذاع صيتها فى الأفراح الشعبية بمدينة الإسكندرية، التى ولدت بها وتربت بها، لم تكن رحلة صعودها بالسهلة، فبعد أن حضرت إلى القاهرة بدأت فى العمل فى كباريهات شارع الهرم ومنه لكبرى الفنادق المطلة على النيل، لتتحول إلى واحدة من أكبر الراقصات فى وقت قصير، رغم حالة المنافسة الشرسة فى ذلك الوقت مع أكثر من راقصة، ومنهن سهير زكى وزيزى مصطفى وغيرهما من نجمات الرقص الشرقي، حيث اشتهرت فترة السبعينيات والثمانينيات بازدهار الرقص الشرقى بها، لتدخل بعدها عالم التمثيل من أوسع أبوابه وتتحول لواحدة من أسطوات الرقص فى السينما المصرية وفناناته، أيضا لم تكن تتمتع بموهبة الرقص فقط بل التمثيل أيضا، وهو الأمر الذى جعل الكثير من المخرجين يضعونها فى موضع الفنانة فقط دون الاهتمام بأن تكون راقصة.
ورغم الأضواء التى عاشتها الراحلة هياتم، غير أن الجانب الآخر كان مختلفا تماما عن المعلن، وكانت بعيدة تماما عن الوسط الفنى لدرجة أنها لم يكن لها صديقات مقربات فى الوسط إلا الراقصة نجوى فؤاد، التى حرصت على زيارتها، ولعل هذا ما يفسر رغبة هياتم قبل وفاتها فى عدم عمل عزاء أو إخبار الناس عن وفاتها إلا بعد دفنها، وانتهاء مراسم جنازتها تماما، وهو ما حدث بالفعل لولا انتشار الخبر. وهو أكبر دليل على أنها انسانة بيتوتية تحب المنزل، وكانت تقيم فى الفترة التى لا تعمل بها فى منزلها فى المهندسين، ويهتم بها ابن شقيقتها محمد الذى كان يحرص على مرافقتها حتى فى الذهاب إلى التصوير وهو ابن شقيقتها «سامية».
وعلمت «البوابة» أن هياتم التى أصيبت بمرض سرطان القولون قامت بعمل عملية جراحية فى منطقة المعدة وهى عملية «تدبيس» من عام تقريبا بعد انتهائها من مسلسل «ستات قادرة» للتخلص من وزنها الزائد الذى اكتسبته فى الفترة الأخيرة، وهو ما جعلها تخضع لتلك العملية حتى تقوم بعمل «نيولوك» جديد تعود من خلاله إلى الجمهور بعمل جديد، حيث تلقت أكثر من عمل فى الفترة الأخيرة، ولكنها لم تبد موافقتها على أى منها حتى تعود بالشكل الجديد، إلا أن إصابتها بمرض الكانسر حال دون ذلك.
هياتم التى اختارت أن تكون بيتوتية قالت لبعض المقربين منها قبل وفاتها إنها لا ترغب فى أن يحزن الناس عليها وعلى حالها بعد أن كانت سببا فى سعادتهم طوال السنوات الماضية.
وكانت الفنانة هياتم قد رحلت ظهر يوم الجمعة الماضية عن عمر ناهز ٦٩ عامًا، بعد صراع طويل مع مرض سرطان القولون بمستشفى مصر الدولي، حيث تدهورت الحالة الصحية لها بعد أن خرجت من غرفة العناية المركزة، ما استدعى عودتها مجددا لغرفة الرعاية المركزة التى كانت قد خرجت منها منذ أسبوعين تقريبا بعد تحسن حالتها واستقرار الوضع الصحى لها.
وكانت الراحلة قد نقلت قبل ٣ أسابيع للمستشفى عقب تعرضها لوعكة صحية، وتم تشخيص إصابتها بمرض سرطان القولون، وحرص عدد من الفنانين على زيارتها من وقت لآخر ومنهن الفنانة نجوى فؤاد ودلال عبدالعزيز وبوسى وكذلك نقيب الفنانين الفنان أشرف زكى.
