الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

تنسيق كليات القمة أزمة كل عام.. خيبة أمل بعد الحدود الدنيا.. والتلاعب لمصلحة الجامعات الخاصة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين مجاميع مرتفعة، وأحلام مرتقبة، يعيش الطلاب المتفوقون، الذين حصدوا مجاميع فوق الـ 90 % أزمات متعاقبة، فقد واجهتهم مشاكل عدة، بدءا من حدود دنيا جنونية، وقواعد توزيع صارمة، وأحلام معلقة على التحويلات التى لن تأتى بثمارها المرجوة.
من جانبهم حصل 55 ألفًا و٩٨٥ على نسبة ٩٥٪ فأكثر بزيادة ١٧ ألفًا و٧٦٣ طالبًا عن العام الماضى، وذلك قبل إضافة درجات الحافز الرياضى للحاصلين عليها، وذلك من إجمالى ٤١٣ ألفًا و٧٩ طالبًا، وهذا ما أوصل الحد الأدنى لكليات الطب إلى %98.04، فيما توقف الحد الأدنى لطب الأسنان عند %97.8، والصيدلة %96.8، ليعيش الآلاف من الطلاب فى انتظار حلم التحويلات لعلها تصلح ما أفسده التنسيق، واختبار القدرات الذى ربما تكون الفرصة للالتحاق بكليات فى مصاف كليات القمة.
ومن المقرر أن يبدأ موقع التنسيق الإلكترونى، التابع لبوابة الحكومة المصرية، منتصف الأسبوع الحالى، استقبال تسجيل رغبات طلاب المرحلتين الأولى والثانية للتحويلات «تقليل الاغتراب»، والتى من المنتظر أن يستمر ثلاثة أيام متواصلة.
وستشهد مرحلة تقليل الاغتراب فى تنسيق ٢٠١٨، العديد من المشكلات، التى ستمثل اختبارا جديدا للجنة العليا للتنسيق التابعة للمجلس الأعلى للجامعات؛ حيث ستواجه مشكلات عدة، على رأسها مواجهة الارتفاع الجنونى للحدود الدنيا، اختبار قرار التوزيع الجغرافى للمعاهد، تساوى الحدود الدنيا للعديد من الكليات.
ومن المتوقع أن تشهد مرحلة التحويلات لتقليل الاغتراب لطلاب المرحلتين الأولى والثانية، إقبالا كبيرا، ومن المرجح أن تتجاوز الخمسين ألف طلب، خاصة مع ارتفاع الحدود الدنيا الجنونى لكليات القمة، والتى أسقطت حلم الآلاف من الطلاب الحاصلين على مجاميع فوق الـ ٩٠٪ من اللحاق بسباق كليات القمة، وهذا ما تسبب فى وجود أخطاء فى كتابة الرغبات الخاصة بهم، وسيلجأ الكثير من الطلاب إلى محاولة التحويلات لتصحيح هذه الأخطاء، كذلك تفاجأ الطلاب باختلاف الحدود الدنيا لعدد من الكليات عن المتوقع، مما سيزيد الطلب على إعادة المحاولة.
من جانبها، طبقت وزارة التعليم العالى، هذا العام ولأول مرة قاعدة التوزيع الجغرافى للمعاهد العليا والمتوسطة الخاصة، التزاما بقرار مجلس شئون المعاهد الذى صدر فى فبراير الماضى، والذى قرر أن القبول بالمعاهد العليا والمتوسطة التابعة للوزارة على أساس المحافظة كأولوية ثم باقى المعاهد الأخرى، وعليه سيقوم الطالب باختيار كل المعاهد التى تقع فى محافظة الطالب فى تخصص معين قبل إبداء رغبته فى معاهد خارج نطاق محافظة الطالب، ورغم جدية القرار فى الحفاظ على كيانات المعاهد وحصتها، وعدم استحواذ المعاهد الكبرى على تورتة الطلاب جميعها، والتلاعب بهم خاصة مع ارتفاع الرسوم الدراسية، فإنه سيزيد فرصة احتكار بعض المعاهد بطلاب محافظتها، وتلك الظاهرة ستزداد ضراوة فى معاهد القاهرة والجيزة خاصة فى ٦ أكتوبر والقاهرة الجديدة.
من جانبهم، سيزداد الطلب فى تحويلات على المعاهد الهندسية، لطلاب المرحلة الثانية، بعد فشلهم فى الالتحاق بكليتى الهندسة والحاسبات والمعلومات، وستكون العقبة أمام الكثير من الطلبة إجبارهم على الالتحاق بعدد من المعاهد فى دائرة محافظتهم، رغم أنها دون المستوى مع ارتفاع رسومهم الدراسية.
وتأتى الإشكالية الثالثة، فى تساوى الحدود الدنيا للعديد من الكليات، وعلى رأسها كلية الطب البشرى التى تساوت فيها الحدود الدنيا بجامعات القاهرة، الإسكندرية، بورسعيد، وبنها.. ٤٠٣ درجات بنسبة ٩٨.٢٪. كذلك تساوى كليات طب الفم والأسنان فى سبع جامعات، وهى: عين شمس، القاهرة، بنى سويف، قناة السويس، المنيا، كفر الشيخ، والفيوم.. ٤٠١ درجة بنسبة ٩٧.٨٪، وتساوى كلية الطب فى جامعات: الإسكندرية، الزقازيق، جنوب الوادى، وطنطا.. ٤٠١.٥ درجة بـ٩٧.٩٪، وجاءت كليات الصيدلة الفيوم والسادات بحد أدنى واحد ٣٩٩ درجة بنسبة ٩٧.٣٪.
فى سياق متصل، تساوت الحدود الدنيا لكليات العلاج الطبيعى بجامعات: بنى سويف، القاهرة، كفر الشيخ.. ٣٩٦.٥ درجة بنسبة ٩٦.٧٪، وهذا ما سيجعل الكثير من الطلاب يلجأون للتحويلات بعد تساوى هذه الحدود، واختيار الكليات الأعلى شأنا، فمن المتوقع أن تزيد طلبات التحويلات لكليات جامعتى القاهرة وعين شمس، كأفضلية عن كليات القمة فى المحافظات.
وتكشف تساوى هذه الحدود الدنيا كثرة الرغبات فى التحويلات لتقليل الإغتراب، مما سيترتب عليه مأزق جديد للجنة العليا للتنسيق، حيث يستلزم عليها الاستجابة لطلبات التحويلات، خاصة مع بلوغ كليات الطالب فى نفس النطاق الجغرافى الحد الأدنى المحدد، ومن المنتظر أن تلجأ اللجنة العليا للتنسيق، لزيادة الأعداد المقررة فى بعض الكليات بالقطاعات الطبية على الوجه الأخص.
وتتسبب تحويلات تقليل الاغتراب فى العديد من المشاكل للمسئولين بالتعليم العالى؛ لرغبة الطلاب من غير الراضين عن الكليات التى رشحوا لها فى التحويل، دون الالتزام بتحويلات تقليل الاغتراب التى حددتها الوزارة، التى تؤكد أن التحويلات لتقليل اغتراب الطالب، وليس لإعادة تنسيق رغباته مرة أخرى، ويبقى الغرض الأول من تحويلات تقليل الاغتراب هو لم شمل العائلة وليس إعادة ترشيح الطالب مرة أخرى، وعلى الطالب الراغب فى تحويلات تقليل الاغتراب اختيار الكلية بالمحافظة التى يقطنها أو أقرب المناطق لها.
وأكدت الوزارة، أن نسبة هذه التحويلات ستكون ١٠٪ وفقا للقواعد، التى حددها المجلس الأعلى للجامعات من قبل؛ حيث إنه لا توجد تحويلات ورقية بأى شكل من الأشكال، وأن كل عمليات التحويل تتم إلكترونيا من خلال موقع التنسيق.
وفيما يخص قواعد تقليل الاغتراب، لطلاب المرحلتين الأولى والثانية من التنسيق، وتنقسم عملية التحويل إلى نوعين، أولهما تحويل إلى كلية غير مناظرة، وفيه يسمح للطالب الذى تم ترشيحه فى عملية التنسيق فى كلية ما خارج أو داخل منطقته الجغرافية (أ)، بالتقدم للتحويل إلى كلية غير مناظرة فى منطقته الجغرافية (أ) فقط، بشرط ضرورة توافر حصول الطالب على الحد الأدنى لمجموع الدرجات الذى قبلته الكلية المطلوب التحويل إليها (انتظام/انتساب)، وشرط استيفاء باقى قواعد القبول بالكلية، مثل النجاح فى اختبارات القدرات إن وجدت. ومثال لذلك طالب قبل بكلية الهندسة جامعة أسيوط، وهو من محافظة الغربية، يمكنه التقدم للتحويل إلى كلية غير كلية الهندسة (العلوم {رياضة}- الآداب - التجارة... إلخ) فى جامعة طنطا؛ حيث تقع جامعة طنطا فى النطاق الجغرافى (أ)، وبشرط أن يكون مجموعه مستوفٍ للحد الأدنى للكلية المراد التحويل إليها.
ويتمثل النوع الثانى فى التحويل إلى كلية مناظرة، وفيه يسمح للطالب الذى رشح فى كلية ما خارج منطقته الجغرافية (أ)، بالتقدم للتحويل إلى كلية مناظرة فى منطقته الجغرافية (أ) فقط، بغض النظر عن الحد الأدنى لمجموع الدرجات التى قبلته الكلية المراد التحويل إليها مثلا لذلك: طالب قبل بكلية الهندسة جامعة أسيوط، وهو من محافظة الغربية، يمكنه التحويل لكلية الهندسة جامعة طنطا؛ حيث تقع فى نطاق الجغرافى (أ)، وذلك طبقا لترتيب الطالب بين الطلاب الراغبين فى التحويل. فى حالة وجود أكثر من كلية مناظرة فى النطاق الجغرافى (أ) يسمح للطالب الذى رشح لكلية ما خارج النطاق الجغرافى (أ) بالتحويل للكلية المناظرة ذات الحد الأدنى الأقل فى منطقته الجغرافية (أ)، ومثال ذلك بالقاهرة الكبرى خمس كليات للهندسة: (القاهرة - عين شمس - حلوان - المطرية - شبرا)، والحد الأدنى للقبول بها مثلا هو: (٣٩٢، ٣٩١، ٣٩٠، ٣٨٨، ٣٨٧) يسمح فقط بالتحويل المناظر للكلية الأقل للحد الأدنى (٣٨٧)، وذلك طبقا لترتيب الطالب بين الطلاب الراغبين فى التحويل.
وبالنسبة للتحويل المناظر لتقليل الاغتراب فى الكليات التى تطبق نظامى القبول (الانتظام- الانتساب الموجه): فيتم مراعاة الحالة الأولى فى حالة ترشيح الطالب إلى كلية ما (انتظام)، ويرغب فى التحويل إلى كلية مناظرة لتقليل الاغتراب.
واعتبر موقع التنسيق، كلية التخطيط العمرانى بالقاهرة، وكلية اللغات والترجمة جامعة أسوان، من الكليات الفريدة وليس لها مناظر، والتحويل منها أو إليها يخضع لنظام التحويل لكليات غير مناظرة.