الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"بلوشستان" وجهة الجماعات الإرهابية في العالم.. وعمر لطيف أنشأ شبكة للقاعدة.. وأشرف على التفجيرات.. و"جيش العدل" يضم الفصائل والحركات المسلحة المحاربة للنظام الإيراني

«بلوشستان» وجهة الجماعات
«بلوشستان» وجهة الجماعات الإرهابية فى العالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستغل التنظيمات المتطرفة، ومنها «القاعدة وداعش»، معاناة الشعب البلوشي، إحدى كبرى القوميات التى تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم بلوشستان، بسبب تهميش السلطات الإيرانية والباكستانية والأفغانية لهم، لغرز عقيدتها القتالية التكفيرية فى هذه المنطقة، حتى ظهر في عام ٢٠١٠ تنظيم يُدعى "جيش العدل" وغيره من التنظيمات الصغيرة، التي لم تستطع الاستمرار واندمجت مع «القاعدة، جيش العدل وداعش» مؤخرًا.

يذكر أن إقليم «بلوشستان» يعد منطقة تاريخية فى شبه القارة الآسيوية، تضم أجزاء من غرب باكستان وشرق إيران وجنوب غرب أفغانستان، ويلقب الإقليم بمنطقة «الألغام والتفجيرات الإرهابية».
وفى بداية الشهر الحالي، أعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عن الهجوم الانتحارى الذى طال تجمعًا انتخابيًّا لحزب «العوامى الوطني» المناهض لحركة «طالبان-باكستان». وقع هذا الهجوم بمنطقة «ماكتوى» فى بلوشستان الباكستانية؛ وأسفر عن سقوط ١٣١ قتيلًا وأكثر من ١٥٠ مصابًا بجروح، وأدان مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجوم الإرهابى فى ولاية بلوشستان الباكستانية. كما أدانت الخارجية الروسية الهجوم، وأعربت -فى بيان نقلته قناة «روسيا اليوم»- عن الأمل فى الوصول إلى من يقف وراء هذه الجريمة بسرعة ومعاقبتهم عقابًا شديدًا، فيما ذكرت وكالة «الأناضول»، أن الهجوم هو الثالث خلال أسبوع، وقد أودت هذه الهجمات بمجملها بحياة ١٥٢ شخصًا على الأقل. وفى ديسمبر ٢٠١٦، تبنى «داعش» الهجوم الانتحارى الذى نفذ فى بلوشستان، وكشف مسئول محلى عن أن فتى انتحاريًا نفذ الهجوم الذى قُتل فيه ٥٢ شخصًا، من أتباع طريقة صوفية، وتبناه التنظيم. بدأت قصة وجود تنظيم «القاعدة» فى إقليم بلوشستان، عقب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشنِّ حرب شاملة على أفغانستان، ركزت فيها على مناطق انتشار «القاعدة» من أجل القضاء على هذا التنظيم، وبعد أن رأى أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة حينها) حجم الهجوم وقوته أصدر الأوامر بإخراج العوائل من النساء والأطفال إلى مناطق آمنة فى «وزيرستان وبلوشستان». ويعود اختيار «بن لادن» لـ «وزيرستان» الباكستانية و«بلوشستان» الإيرانية، لوجود القبائل السنية هناك، والتى عُرف عنها حماية المستجير؛ وبعد دخول العوائل إلى بلوشستان الإيرانية واختفائهم بين الأهالي، كشفت الاستخبارات الأمريكية عن وجود العديد من قيادات «القاعدة» هناك، وأخبرت إيران بذلك، والتى بدورها شنَّت عمليات مداهمة وتفتيش كبيرة جدًّا فى مناطق البلوش، وسيطرت إيران على قيادات التنظيم منذ ذلك الوقت. ورأى قيادات «القاعدة» فى بلوشستان، وعلى رأسهم «أبومصعب الزرقاوي»، بعد أن اشتد الخناق عليهم فى بداية الأمر، الخروج إلى إقليم كردستان العراق، حيث استقبلتهم جماعة «أنصار السنة»، والتى غيرت اسمها فيما بعد إلى «أنصار الإسلام»، وهى جماعة معروفة فى العراق.

وفى أغسطس ٢٠١٥ م، أعلن وزير محلى باكستانى أن قوات الأمن قتلت قائدًا بارزًا فى تنظيم «القاعدة»، واعتقلت زوجته، فى مداهمة ليلية لمخبئه فى ولاية بلوشستان جنوب غرب البلاد، موضحة أن القيادى القاعدى هو المدعو «عمر لطيف»، حيث قتل خلال مواجهة مع قوات الأمن المحلية، وأن قوات الأمن نقلت ابنتيه إلى مركز رعاية، بعد عملية الدهم التى جرت فى إقليم شاغي. وقال الوزير الباكستاني: إن «لطيف» أنشأ شبكة لـ«القاعدة»، وكان يشرف على «الأنشطة الإرهابية وتقديم تسهيلات السفر والتسهيلات اللوجستية للإرهابيين فى كل من بلوشستان وجنوب البنجاب بالإضافة إلى أفغانستان».

وخلال شهر سبتمبر ٢٠٠٩ م، أعلن الجيش الباكستانى -فى بيان له- القبض على مسئول كبير فى «القاعدة»، هو يونس الموريتاني، فى منطقة كويتا عاصمة بلوشستان، بمساعدة الاستخبارات الأمريكية. وقال الجيش الباكستانى فى البيان: إن يونس الموريتانى اسم مستعار، وكلفه «بن لادن» شخصيًا بالتخطيط لعمليات إرهابية ضد أهداف اقتصادية مهمة، فى الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. وفى ٧ مارس ٢٠٠٣ م، نشرت صحيفة «الشرق الأوسط»، «أن الهواتف والوثائق وديسكات الكمبيوتر التى صادرتها الاستخبارات الأمريكية، بعد إلقاء القبض على خالد شيخ محمد، القيادى فى «القاعدة»، فى باكستان، قادت إلى تحديد مكان أسامة بن لادن- وفق ما ذكرته مصادر غربية وباكستانية». وأكدت الصحيفة، على لسان مصادر استخباراتية باكستانية: «أنه تم تحديد مكان وجود (بن لادن) فى إقليم بلوشستان الباكستانى الحدودى مع إيران، إثر المعلومات التى قدمها قيادى «القاعدة» المعتقل خالد شيخ محمد».

كما أكد مسئولون آخرون- حينها- أن المواد التى ضبطت بحوزة قيادى «القاعدة» المعتقل أظهرت أن (بن لادن) حى وربما موجود فى روالبندي، المدينة التى ألقى القبض فيها على خالد شيخ، أو فى بلوشستان.
تنظيم «جيش العدل البلوشي»
فى ٢٠ يونيو ٢٠١٠ م، أعدم النظام الإيرانى «عبدالمالك ريجي»، زعيم جماعة «جند الله»، فتعهد رفقاؤه، وعلى رأسهم شقيقه عبدالرؤوف ريجى وعبدالرحیم ملازاده، على مواصلة العمل المسلح ضد النظام الإيراني.