الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

جمال خالد عبدالناصر: التاريخ سيحكم على من ينتقدون "الزعيم".. والأعمال الدرامية لم توثق تاريخ الراحل بشكل دقيق.. والجزء الثاني من مسلسل الجماعة "كلام فارغ"

حفيد عبد الناصر في
حفيد عبد الناصر في حواره للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال جمال خالد عبدالناصر، حفيد الزعيم الرئيس جمال عبدالناصر، إن 23 يوليو ذكرى عظيمة حررت مصر من الاستعمار الأجنبي، وأكد خلال حوار لـ«البوابة» أن التاريخ سيحكم على من ينتقدون «عبد الناصر» مشيرا إلى أن الأعمال الدرامية التى توثق تاريخ عبدالناصر غير صحيحة، وتابع أن ثورة 30 يونية صححت مسار مصر، وأن عصر الإخوان كان يقضى على الهوية المصرية.. وإلى نص الحوار:

■ بداية... كيف ترى ثورة ٢٣ يوليو؟
- ثورة ٢٣ يوليو بمثابة تغيير جذرى فى نظام الحكم فى مصر، هذه الثورة كان لها الفضل فى القضاء على الاستعمار، ورسخت العدالة الاجتماعية، بعد الظلم التى شهدته البلاد أيام الملكية، فالثورة حراك حقيقى ضد رفض الاستعمار الأجنبى على مصر، والدول التى كانت تحتل مصر، كفرنسا وبريطانيا، والتى نهبت ثروات البلد.
■ ماذا لو لم تحدث ٢٣ يوليو وفشلت.. كيف كانت ستسير الأمور من وجهة نظرك؟
- إذا لم تنجح الثورة، كانت مصر ستظل تحت سيطرة الاستعمار حتى الآن، واستمرار الملكية.
■ من وقت لآخر يخرج علينا بعض الشخصيات العامة لتنتقد عبدالناصر، وكان آخرهم عمرو موسى فى مذكراته.. كيف تتلقى تلك الانتقادات؟
- كل واحد حر فيما يقوله، لكن التاريخ سوف يحكم على تجربة عبدالناصر ومن انتقدوه، وبالنسبة لانتقاد عمرو موسى، فهو لا يعبر عن الشعب، وأشعر بالضيق عندما ينتقد مواطن بسيط عادى عبدالناصر، لأن عبدالناصر لا يمثل أشخاصا بل يمثل وطن.
■ هل هناك شخصيات بعينها انتفعت من عبدالناصر خلال حكمه؟
- عبد الناصر كان يرسخ مبدأ العدالة الاجتماعية، وهذا كان عنوان الثورة، وهناك بعض الشخصيات عاصرت حكمه ولم تستغل نفوذها، وهذا ما يزعجهم، لذا نرى بعض الشخصيات تنقد سياسة حكمه فى الوقت الراهن نظرا لأنهم لم يحققوا ما كانوا يتمنونه. 
■ من وجهة نظرك.. ما أصعب قرار اتخذه عبدالناصر؟
- القرار الذى أفكر فيه دائما هو قرار القيام بثورة ٢٣ يوليو، خاصة أن جدى كان ضابطا فى الجيش، وكان يتقاضى مرتبا متميزا، وكان قادرا على أن يدفع روشتة الدكتور ويشترى عربية خاصة به، ورغم كل هذا يغامر ويترأس ثورة، لو فشلت كان سيشنق تانى يوم، فهذه مخاطرة خطيرة، القرار الثانى هو قرار تأميم قناة السويس، والمخاطر التى ستواجه مصر بعد فكرة التأميم، وكيفية إقناع الشعب به.
■ تعيش فى منزل مقتنيات عبدالناصر هل تتفحص خطاباته ومقتنياته؟
- نعم أفعل ذلك فى أوقات كثيرة جدا، صور جدى تملأ كل أرجاء المنزل، أنا جمعت كل خطابات عبدالناصر وعند الاشتياق لصوته استمع إلى خطاباته، وهذا شعور عظيم لا يقدر بثمن.
■ هل هناك تواصل مع عائلات مجلس قيادة الثورة من قبل عائلة عبد الناصر؟
- نعم يوجد تواصل.. لكن ليس كلهم، أنا متزوج حفيدة صلاح سالم، ولا يوجد أى علاقة بينى وبين أحفاد محمد نجيب. لأنى لم أعرفهم.
■ وماذا عن عائلة عبد الحكيم عامر؟
- يوجد تواصل مستمر وأحفاده أصدقائى جدا. 
■ هل أنت راض عن الأعمال الدرامية التى توثق تاريخ جدك.. وأبرزها مسلسل «الجماعة»؟
- غير راض طبعا، خصوصا الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» فهو كلام فارغ، خاصة ما يتعلق بعضوية عبدالناصر فى جماعة الإخوان ونفسى أعرف من أين وثق وحيد حامد هذه المعلومات والمشاهد، وعادة ما يحدث فى الدراما غير دقيق.
■ هل تواصل وحيد حامد معك قبل إنتاج مسلسل «الجماعة» لتوثيق معلومة؟
- تواصل معى بالفعل، وطلب منى خطابات لعبدالناصر، وأرسلتها له على ما أتذكر، وخلال حديثنا لم يحدث قط أن وثق منى معلومة أو موقفا لجدي.
■ ماذا تفعل فى ذكرى الثورة؟
- أزور الضريح، ولا أتخلف عن زيارته، وأشعر بأنه قريب مني، والناس التى تأتى لزيارة الضريح تشعرنى بالفرحة وفخر عظيم لتاريخ جدي. 
■ هل تتواصل معكم شخصيات عربية أو رؤساء دول؟
- نعم يوجد بعض الشخصيات تتواصل معنا بشكل متقطع عندما يوجد مناسبة، أبرزهم الأمير طلال بن عبد العزيز، عندما توفى والدى، وعندما كنت أعمل أمين عام الغرف الأفريقية، كانوا يعرفوننى بأننى حفيد عبدالناصر، كانوا يرحبون بى بشكل غير طبيعي، وكانوا يقولون لى «نفسى أيام عبدالناصر ترجع تاني». 
■ هل الدولة المصرية قدرت عبدالناصر بعد وفاته؟
- الدولة قدرت عبدالناصر ولم تتأخر علينا فى أى شيء. 
■ حتى فى عصر الإخوان؟
- عصر الإخوان كان مختلفا، ومحمد مرسى لم يزر قبر والدي، وبالمناسبة ناس كتير نصحتنى أثناء حكم الإخوان بعدم الكتابة لتفادى المشاكل.
■ كيف كنت ترى حكم الإخوان؟
- كنت متوقعا أنه فى وجود الإخوان الأمور ستصبح سيئة، لأن الهوية المصرية كانت تتغير، وأيضا التركيبة الاجتماعية كانت ستختلف.
■ هل شاركت فى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو؟
- نعم شاركت بالثورتين، وكنت مقتنعا بالثورتين، لأنهما مكملتان لبعضهما، و٢٥ يناير حصل فيها تلاعب، لكن كان فيها المكونات التى تجعلها تنجح، أبرزها عدم المساواة، خاصة مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية، وفى أيام ثورة ٢٥ يناير كنت بعمل فى القطاع العام وكنت آخد مرتبا قليلا جدا، وكنت أرى أن البلد رايحة فى حتة تانية ومفيش عدالة، والبلد كانت مقسومة اتنين ناس معاها فلوس وسلطة وناس معهاش خالص، لذا مشاركتى كانت عن قناعة، أما ٣٠ يونيه كانت للإطاحة بحكم الإخوان.
■ هل عرض عليك أحد الأحزاب الانضمام؟
- نعم عرض أكثر من حزب الانضمام إليهم، أبرزهم الحزب الناصرى وحزب حماة وطن.
■ لك تاريخ كبير وعائلة ذات ثقل هل تفكر فى تأسيس حزب؟
- فكرت فى تأسيس حزب سياسي، لكن لدى قناعات، أبرزها ماذا أقدم وهل ما أقدمه مفيد وفعال أم لا.
■ هل تسعى إلى الحصول على منصب وزير أو مسئول؟
- لم أفكر فى هذ الأمر، وإذا عرض على سأرفض.
■ كم مرة قابلت الرئيس السيسى وهل تحدثت معه؟
- قابلت الرئيس السيسى أكثر من مرة، والحوارات التى تدار مع العائلة بأكملها ليس مع شخصيات بعينها. 
■ كيف ترى مصر الآن؟
- مصر تمر بحالة صعبة والإجراءات التى تتخذ لإنقاذ الدولة والعبور لبر الأمان، ومصر تواجه مخاطر كبيرة، وتوجد دول كثيرة مرت بنفس تجربة مصر الاقتصادية، ولابد من اتخاذ إجراءات لحماية محدودى الدخل.
■ بالمناسبة الأمور الاقتصادية هل تصنف نفسك من الطبقة الغنية أم المتوسطة؟
- أصنف نفسى من الطبقة الغنية، لكن بعد تلك القرارات بقيت الأمور مضغوطة نظرا لحجم الإنفاق، سواء من تعليم خاص وجامعات والصحة، وفكرة الغنى دلوقتى هو اللى معاه فلوس يورثها للأجيال هو ده اللى بيطلق عليه غنى.
■ أخيرا.. إذا عرض عليك كتابة فيلم لتوثيق حياة عبدالناصر هل ستقبل أم سترفض؟
- نعم وبدون نقاش.. وأنا أميل للكتابة بشكل كبير للأفلام الروائية، وحاليا يوجد لدى كتاب فى الأسواق «وثائق ناصر» وهو كتاب يوميات عبدالناصر فى حرب فلسطين فلسفة الثورة.