الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة نيوز" تدق ناقوس الخطر.. سموم بعيدة عن "جداول المخدرات"

سموم بعيدة عن «جداول
سموم بعيدة عن «جداول المخدرات»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة أخرى يعود الشباب المصري، إلى مرمى نيران «الدول المعادية» فى محاولة جديدة، لتدمير قوة الوطن الصاعدة، ووقودها، فى خطة التنمية وبناء مصر الحديثة، حيث اختار العدو، طريقته المعتادة فى بث سمومه، عبر استحداث أنواع جديدة غير متعارف عليها من «المواد المخدرة» كى تنهش فى جسد أبناء مصر وتذهب عقولهم وقواهم. والكارثة أنه حتى الآن، لم يتم إدراج تلك الأنواع من المواد المخدرة الجديدة والمستحدثة، بجداول المخدرات، رغم خطورتها وتحذير الكثير من الأطباء وعلماء النفس من خطورتها وأعراضها، بعد أن باتت وباء منتشرا بين غالبية الشباب، بمن فيهم طلبة الجامعات، رغم ما يمثله الأمر من خطورة على الأمن القومى المصري. لذا حرصت «البوابة» على دق ناقوس الخطر لتحذير الشباب والمسئولين من وباء تلك «السموم العشبية» التى تم استحداثها، ولم يتم إدراجها حتى الآن على جدول المواد المخدرة، خصوصًا بعدما انتشر ترويجها حتى أصبحت كالنار فى الهشيم.


خبراء أمنيون: «الموساد» يحاول اختراق الأمن القومى بـ«المخدرات»
قال اللواء محمد رشاد، الخبير الأمنى ووكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن جهاز «المخابرات الإسرائيلي» بالاشتراك مع عدد من الأجهزة المخابراتية، التى تحاول تهديد الأمن القومى المصري، تبذل جهودا كبيرة فى محاولة للتأثير على الشباب المصري، عن طريق استخدام الوسائل الحديثة، التى أصبح من أهمها المواد المخدرة الحديثة.
مثل «الاستروكس والفودو والشبو والأيس» وغيرها، من المواد المخدرة، التى تريد من خلالها الدول المعادية، إضعاف الشباب المصري، مشيًرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تجارة السموم المخدرة، تطورا سريعا ومذهلا، بعدما قدمت الأنظمة المخابراتية المعادية، لتجار المخدرات حيلا وابتكارات ووسائل حديثة، للتحايل على الإجراءات الأمنية فى المطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية فى مصر، لمساعدتهم فى دخول المخدرات بأشكالها المختلفة، بالرغم من قيام الأجهزة الأمنية بالتصدى لهذه المحاولات الخبيثة، ومكافحتها بشتى الطرق، باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا فى رصد وضبط تجار السموم.
وأكد وكيل المخابرات الأسبق، لـ «البوابة»، أن إسرائيل ولبنان وأفغانستان، من أكبر الدول التى كانت تصدر مخدر «الحشيش»، للدولة للمصرية، لأن الهدف الأساسى من دخول هذه السموم للوطن، هو محاولة تدمير الشباب، وإبعاده عن الابتكار والتطوير والتقدم العلمى والعسكرى والرياضي.
مستطردا: «الدولة المصرية، تحارب الآن من جميع الجهات، مع اختلاف الأوقات، والحرب الحالية أصبحت حرب معلومات، والمخابرات الإسرائيلية صدرت للشرق الأوسط برامج حديثة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، التى تستطيع من خلالها التجسس على المجتمع المصرى واختراقه بطريقة سهلة، كما أن مخابرات العدو، فكرت فى استحداث أنواع جديدة من المواد المخدرة، غير مدرجة على قوائم جدول المخدرات بمصر، فابتكرت هذه الأنواع الجديدة تحت غطاء أنها أدوية فى محاولة منها لاختراق المجتمع المصرى وتدمير شبابه، بهذا الخطر»- حسب قوله. 
وأضاف «رشاد» أن جهاز المخابرات العامة، بالتنسيق مع قطاع مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، نجح فى الفترة الماضية فى رصد وضبط عدد من المهربين الأجانب، الذين حاولوا إدخال كميات كبيرة من المواد المخدرة للبلاد، وعلى الأجهزة الأمنية مواكبة التطور والأفكار الغريبة التى يلجأ إليها المهربون وتجار المخدرات، وذلك باستخدام طرق التكنولوجيا التقنيات الحديثة التى تستخدم فى الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن هناك جهاز الأشعة الألماني، الذى تمر السيارات من أسفله، وهو ذو تقنية حديثة، ويكشف بسهوله وجود المخدرات والأسلحة والآثار، مما يسهل على رجال الأمن ضبط هؤلاء المهربين.
وشدد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، على ضرورة الفحص بطريقة سريعة فى قضايا الإتجار فى المواد المخدرة، وإصدار أحكام تصل لـ«الإعدام» لكل شخص يتورط فى جلب المخدرات، بمحاكمات علنية وعاجلة وسريعة، لتحقيق الردع على المستوى الخاص والعام، ويجب على جميع فئات المجتمع التكاتف والتصدى لهذه الظاهرة التى تهدد الشباب.

من جانبه قال اللواء مجدى الشاهد، الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إنه عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، استغل البعض حال الفوضى التى حدثت فى البلاد، وتمكنوا من جلب عدد كبير من المواد المخدرة، تكفى لعدد من السنوات، وقاموا بتخزينها فى مناطق يصعب الوصول إليها، حيث إن الفترة الماضية شهدت معدًلا مرتفعا فى تجارة المواد المخدرة، وأن التجار لجأوا إلى تصعيد الشباب صغار السن فى المشهد، فتجد شبابا فى سن المراهقة يقومون بالإتجار فى المخدرات، وترويجها أمام المارة، ويطلق على الشاب «ديلر»، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء الشباب يكون من طبقة راقية وعالية ويتم استخدامهم لعدم شك الأجهزة الأمنية فى تصرفاتهم. وأضاف «الشاهد» أن سبب انتشار المواد المخدرة الجديدة، مثل الاستروكس والفودو والشبو، يرجع إلى قيام التجار ببيع هذه المواد بسعر منخفض، حيث إن كيس الأستروكس، أصبح يباع حاليا بـ ٥٠ جنيهًا، بعدما كان ثمنه حوالى ٤٠٠ جنيه، مما ساعد فى استقطاب الشباب لهذا النوع الجديد غير المكلف بالمرة، مضيفا إلى أن بعض الشباب عندما يجد صعوبة فى شراء المخدرات يقوم فى الإتجار فيها حتى يستطيعوا الحصول عليها دون دفع أى أموال.
متابعا، أن الأجهزة الأمنية ممثلة فى قطاع مكافحة المخدرات تبذل قصارى جهدها للتصدى لتجارة المواد المخدرة، مضيفًا أنه يجب على مجلس النواب إصدار تشريعات لمنع تقنين دخول وتصنيع الأدوية التى تستخدم كمخدر لسحق قدرات الشباب المصري، كما يجب وضع عدد من التغييرات فى القانون الجنائى لسرعة مجابهة تلك الظاهرة التى تطور من نفسها بصفة مستمرة للقضاء عليه.

«الداخلية».. جهود لضبط «السموم العشبية» الجديدة
وعن جهود وزارة الداخلية فى محاربة تلك السموم العشبية، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، من ضبط ٥٠٠ لفافة من مخدر الفودو المضر بالجهاز العصبى للإنسان، بحوزة عاطلين قبل ترويجها، وضبط ٢٥٠ لفافة من مخدر الاستروكس بدائرة قسم شرطة أول المنتزه، كما تمكن قطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة بالتنسيق مع أجهزة البحث الجنائى بمديريات الأمن، ٣٦٥٠٠ قرص لعقار الكبتاجون المخدر.
وضبط ٢٠ كيلو من مخدر الاستروكس، و١٤٥ قرصا مخدرا، كما تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من ضبط «عادل. س» بحوزته ٣٠٠ كيس استروكس قبل توزيعها بمنطقة الفلاحة بالمرج، كما تمكن النقيب محمد وحيد، معاون مباحث قسم شرطة الدقي، من ضبط عاطل بحوزته ٢٩ لفافة من مخدر «الاستروكس»، أثناء محاولته ترويج تلك المواد المخدرة على عملائه بالقرب من نادى الصيد، كما تمكن قطاع الأمن العام من ضبط كمية من مخدر الفودو زنة ١٣.٨٧٤ كيلوجرام، و٥.٣٦٤ كيلوجرام من مخدر الاستروكس.

برلمانيون: طالبنا بحظرها وإدراجها بـ«الجداول»
أثار تأخر إدراج عدد كبير من أصناف المواد المخدرة، على جدول المحظورات، ردود فعل واسعة خاصة داخل مجلس النواب، بعد أن تقدم عدد من أعضاء المجلس، بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة، تجاوزت الـ٢٥ طلبًا، بشأن انتشار العديد من المواد المخدرة المستحدثة، وتداولها بين الأوساط الشبابية، والتى تباع بدون أى سند قانوني، على اعتبار أنه لم يتم إدراجها حتى الآن على جدول المواد المخدرة.
من جانبها، قالت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إنه لا يمكن محاسبة متعاطى المخدرات المستحدثة، مثل الفودو والاستروكس وغيرها من المواد المخدرة، التى يتم تداولها خلال الفترة الأخيرة، لأنها ليست مدرجة على جداول المخدرات، بالرغم من انتشارها فى العديد من مناطق الجمهورية.
وأوضحت ثابت، أنه وفقا للقانون، يحظر على أى شخص، أن يجلب أو أن يقوم بإصدار أو إنتاج أو امتلاك أو أن يقوم ببيع أو شراء أى مواد مخدرة، بأى صفة، أو أن يتدخل بصفته أو كوسيط فى شيء من ذلك، إلا فى الحالات المنصوص عليها فى القانون وبالشروط المبينة به، لكن المواد المكونة لمخدر «الاستروكس» غير مدرجة بالمادة الثانية، مما يجعلها خارج نطاق التجريم القانوني، وبالتالى لا يعاقب القانون على تداولها أو تعاطيها.
وعن سبب عدم إدراج مادة «الاستروكس» ضمن جدول المخدرات، قالت «ثابت»، إن تلك المادة يتم تحضيرها من خلال رش مركب «أتروبين» على بعض النباتات الطبيعية، مشير] إلى أنه لا يمكن إدراج مادة «أتروبين» على جدول المخدرات لكونها مادة منقذة للحياة، وتستخدم فى بعض أدوية الطوارئ والتخدير بالمستشفيات وعلاج بعض الأزمات الطبية.

بينما قال عمر وطني، عضو مجلس النواب، إنه تقدم بطلب وجهه إلى رئيس مجلس الوزراء، بشأن أن تعاطى بعض الشباب مخدرات، غير مدرجة بجداول المخدرات، أدى إلى وفاة البعض منهم، مؤكدًا ضرورة إدراج تلك الأنواع المستحدثة نظرًا لسرعة تداولها بين الأوساط الشبابية.
وأضاف «وطني»، أن تلك المخدرات تصيب من يتعاطونها بالغيبوبة والهلاوس السمعية والبصرية، وزيادة تعاطيه يعرض الشخص لغيبوبة، لافتًا إلى أنها تتسبب فى العديد من الأمراض وتقتل الخلايا العصبية، وفى كثير من الحالات يؤدى للوفاة، مما يستدعى الأمر لإدراج تلك المواد فى جدول المخدرات وتجريم من يتاجر فيها.
وأكد عضو مجلس النواب، ضرورة تضافر المجتمع ككل لمواجهة مشكلة المخدرات المتفشية بين الأوساط الشبابية، مشددًا على ضرورة إحداث شبكة توعية واسعة بالصحافة والتليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى والمدارس والنوادي.
وتابع، «هناك ٥ أسماء من مادة الفودو مدرجة بجدول المخدرات، إلا أن هناك مادة لا تزال موجودة وهى المنتشرة ويتم إدمانها بين الشباب، وتجار المخدرات ويستغلون عدم إدراج تلك المادة فى جدول المواد المخدرة حتى الآن».
وفى السياق ذاته، قال النائب على بدر، عضو لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، إن رئيس مصلحة الطب الشرعى تقدمت بمذكرة إلى وزير الصحة والسكان، لاعتماد ٩ مواد مخدرة جديدة، تم الكشف عنها مؤخرا يطلق عليها «القنب المخلق» والمشابهة فى تركيبها للاستروكس والفودو، وذلك لإدراجها بجداول المخدرات، لافتًا إلى أنه من المتوقع إدراج تلك المواد خلال الفترة المقبلة.
وأضاف «بدر»، أن إدراج مواد تلك المواد الجديدة ضمن جدول المخدرات سيساعد فى تراجع معدلات الجريمة، مشيرًا إلى أنه سيتم التعامل مع تلك المخدرات مثل غيرها، على أن تكون عقوبتها الحبس طبقًا لنصوص قانون العقوبات.

خبير نفسى: الدراما التليفزيونية ساعدت فى الترويج لها
«أبوطالب»: هناك أعراض تطرأ على متعاطى تلك المواد، من أبرزها غياب الوعى التام عن متعاطى تلك المواد، وهو يعد أحد أبرز الأسباب الرئيسية فى زيادة معدل الجرائم، فى المجتمعات، منوهًا أن الإعلام نادرًا ما يهتم بتلك القضايا التى تضر بالأمن القومى للبلاد
وعن الضرر النفسى الناتج عن تعاطى المواد المخدرة، يقول الدكتور محمد أبوطالب، خبير علم النفس، إن تلك المواد المخدرة المستحدثة، مثل الفودو والاستروكس، وغيرهما، تعمل على هدم ثقة المتعاطى بنفسه وبالمجتمع من حوله، لتبدأ تتفاقم ظواهر تطرأ وتبث فى نفسه حالة من الاكتئاب، حتى تنتهى بالانتحار.
وأضاف الخبير النفسي، أن سبب انتشار تلك المواد المخدرة التى لم يتم إدراجها على القوائم الممنوعة، هو عدم وجود تشريع يجرم جلب وتعاطى تلك المخدرات على الرغم من الأضرار التى تترتب على تعاطيها، مضيفًا، أن الدراما التليفزيونية، لها يد فى نشر وترويج تلك المواد ويتوجب على المسئولين، عدم السماح بظهور تلك المواقف التى يترتب عليها، تعاطى تلك المواد المخدرة.
ونوه «أبوطالب» أن هناك أعراضًا تطرأ على متعاطى تلك المواد، من أبرزها غياب الوعى التام عن متعاطى تلك المواد، وهو يعد أحد أبرز الأسباب الرئيسية فى زيادة معدل الجرائم، فى المجتمعات، منوهًا أن الإعلام نادرًا ما يهتم بتلك القضايا التى تضر بالأمن القومى للبلاد، نظرا لما تمثله من خطورة، كما لا يقتصر تعاطى تلك المواد على أولاد الذوات فقط، بل يلجأ الشخص إلى التحول إلى وحش، ينهش فى متعلقات الآخرين من أجل الحصول على الأموال لشراء تلك المواد المخدرة.
وعن باقى الأعراض التى تظهر على الشخص المتعاطي، ذكر الخبير النفسي، أن من يتعاطى تلك المواد المخدرة، يصاب بتصلب فى الشرايين وتليف بأوردة الجسم، فضلًا عن الإصابة بتليف الكبد، وتهتك الرئتين وجدار المعدة، فضلًا عن الإصابة باحتقان شديد واحمرار بالوجه واتساع فى حدقة العين، وزيادة الهلاوس السمعية والبصرية.