الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى لطفي المنفلوطي.. تحت ظلال الزيزفون

الأديب الراحل مصطفى
الأديب الراحل مصطفى لطفي المنفلوطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتمي الأديب الراحل مصطفى لطفي المنفلوطي، إلى مدينة منفلوط، بمحافظة أسيوط، لأب مصري وأم تركية، من أسرة حسينية النسب، مشهورة بالتقوى والعلم، نبغ فيها على مدار نحو مائتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء.
المنفلوطي، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء، كان قد التحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في المحافظات، فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره، ثم أرسله أبوه إلى جامع الأزهر بالقاهرة، ليتعلم علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه والأدب العربي الكلاسيكي والعباسي.
وفي أثناء إقامته في الأزهر، بدأ يظهر عليه حبه للقراءة والكتابة لتظهر نزعته الأدبية، فكان يجمع الكتب التراثية والدواوين الشعرية لأبي تمام، والبحتري، والمتنبي، والشريف الرضي، بالإضافة إلى كتب نثر ابن المقفع، وابن خلدون، وابن الأثير.
كما كان كثير الإطلاع على كتب الأغاني والعقد الفريد وزهر الآداب، وأثرت هذه الكتب في المنفلوطي كثيرا، ليكون شاب مرهف الحس والذوق، متلهف على العلم والمعرفة.
للمنفلوطي أعمال أدبية كثيرة اختلف عليها النقاد، عرفت أعماله للناس من خلال ما كان ينشر له في المجلات الإقليمية كـ"مجلة الفلاح، والهلال، والجامعة، والعمدة".. ومن أهم كتبه ورواياته "كتاب النظرات، وكتاب العبرات، ومختارات المنفلوطي، ورواية "في سبيل التاج"، ورواية بول وفرجيني، ورواية الشاعر.
وبرع المنفلوطي في تعريب الآداب الفرنسية للغة العربية وتمصير عادتها وأبطالها فنقل رواية "تحت ظلال الزيزفون" إلى العربية وعمل على تمصير أحداثها، لما فيها من دعوة صريحة إلى التماسك بقيم الحق والخير والجمال التي تجسدها البيئة القروية الريفية، وتدور أحداث القصة في جوّ ريفي، يتميز بالبساطة والعفوية والصدق والإخلاص والقناعة، خلاف حياة المدينة، حيث يتهافت الناس على جمع المال دون مراعاة أبسط المبادئ والقيم الخلقية.
وكان المنفلوطي يكتب مقالاته في جريدة المؤيد، تحت عنوان "أسبوعيات" عام 1907، ولكنه لم يستمر وانقطع عن الكتابه بها، وكان يرسل مقالات أيضا إلى جريدة الصاعقة.
توفي المنفلوطي، في 25 يوليو من العام 1924، عن عمر يناهز 48 عاما، وكانت وفاته في اليوم الذي جرت فيه محاولة اغتيال فاشلة لـ"سعد زغلول"، فانشغل الناس بتلك الحادثة ولم يلتفتوا كثيرا لوفاة المنفلوطي، ورثاه الشاعر حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، في مأتم أقيم في وقت لاحق.