الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"السينما وثورات التحرر".. "البؤساء" صوت الثورة الفرنسية.. و"دكتور زيفاجو" تناول الثورة البلشفية.. و"غاندي" حارب الاستبداد باللاعنف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من الثراء الكبير الذي تميزت به مكتبة هوليوود السينمائية على مدار عقود طويلة في إنتاج أفلام عن أبرز الثورات التي حدثت على مر التاريخ في العديد من بلدان العالم، إلا أنها تجاهلت بشكل ملحوظ إنتاج أعمال سينمائية تحاكي ما قام به الضباط الأحرار في الـ 23 من يوليو عام 1952؛ ويمكننا القول أن الاتجاه الغربي السائد في ذلك الوقت لم يكن مساندًا لهذه الحركة أو حتى للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، بسبب رفضه الواضح للاحتلال الإنجليزي والرغبة في الانتهاء منه؛ وبالطبع كان للإنجليز الكلمة العليا في تلك الفترة، حيث كانت تُعد واحدة من القوى الاستعمارية الكبرى والمهيمنة على مشارق الأرض ومغاربها، بالإضافة إلى أنها كانت تحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، لما كان للأخيرة من دور مهم ومحوري في تخلص القارة العجوز من الاحتلال النازي.
هذا الأمر صعَّب من مهمة الحصول على فيلم سينمائي، حتى بعد انتهاء الحرب مع العدو الصهيوني عام 73، ودخولنا عصر الانفتاح على يد الرئيس الراحل أنور السادات؛ لتنجح السينما المصرية في لعب دور محوري في إبراز محاسن هذه الثورة، وتعزيز استقلال الإرادة المصرية خاصة بعد جلاء القوات الإنجليزية عن مصر ودخولنا فترة حصار طويلة، فأنشدت السيدة أم كلثوم والراحل عبدالحليم حافظ الأغاني الوطنية التي نجحت في إلهام المصريين وترسيخ ذكرى ثورة الـ 23 من يوليو، رغمًا عن أنف الغرب. 
ولطالما نجحت هوليوود في تخليد ذكرى العديد من الثورات العالمية وكان أبرزها: الثورة البلشفية بقيادة لينين عام 1917، والحرب الأهلية في أيرلندا والتي قادها السياسي مايكل كولينز، الذي لعب دورًا مهمًا في انفصال جمهورية أيرلندا عن بريطانيا العظمى، وكذلك الثورة الكوبية في فترة الخمسينيات على يد المناضل العسكري الشهير تشي جيفارا، وغيرها من الأعمال التي سنرصدها في سياق التقرير التالي:

"le miserables"
يعُد فيلم الموسيقى والدراما "le miserables" إنتاج 2012، واحدًا من أهم الأعمال السينمائية التي تناولت الثورة الفرنسية خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وأحداث الفيلم مقتبسة عن مسرحية شهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو تحمل اسم "البؤساء" وتمت معالجتها في عشرات من الأعمال الفنية ما بين السينما والمسرح؛ وتدور أحداث الفيلم وسط أجواء بائسة بالقرن الـ19، حيث يعيش السجين جان فالجين (هيو جاكمان) مطاردًا طوال الوقت من الشرطي الذي لا يرحم جافرت (راسل كرو)، وذلك لكسره اﻹفراج المشروط، فيجد فالجين نفسه مسئولًا عن رعاية الابنة الصغيرة "كوزيت" ابنة الموظفة فانتين (آن هاثاواي)، فيقدم الحب والتضحية بلا مقابل؛ حيث تكون السبب في تغيير حياته من نقيض إلى نقيض؛ الفيلم ترشح لـ 8 جوائز أوسكار عام 2013، حصد منهم 3 جوائز بفئات التمثيل والمكياج ومزج الصوت.

"Doctor Zhivago"
يظل فيلم "دكتور زيفاجو" واحدًا من أهم المحطات السينمائية للفنان المصري الراحل عمر الشريف، والذي قدم خلاله المخرج ديفيد لين قالبًا رومانسيًا مغلفًا بالثورة البلشفية الروسية أو ما تسمى بـ "ثورة أكتوبر"، والتي قادها الزعيم الروسي الراحل فلاديمير لينين في عام 1917 للقضاء على الإقطاعية وتحقيق الاشتراكية، وأدت لظهور ما يسمى بالاتحاد السوفيتي لاحقًا.
حياة طبيب وشاعر روسي، على الرغم من كونه متزوجًا من شخص آخر، يقع في حب زوجة أحد الناشطين السياسيين، ويواجه مصاعب خلال الحرب العالمية الأولى ثم ثورة أكتوبر؛ الفيلم ترشح لـ 10 جوائز أوسكار نال منهم 5 جوائز فقط.

"Michael Collins"
في عام 1996، قدم المخرج الأيرلندي الشهير نيل جوردان، سردًا مميزًا للحرب الأهلية الإيرلندية، متمثلًا في ثورة الجيش الجمهوري الإيرلندي على القوات البريطانية في مطلع القرن العشرين، وذلك لتحرير البلاد من قبضة المملكة المتحدة، على يد السياسي مايكل كولينز الذي يعد رمزًا مهمًا من رموز هذه الثورة، أحداث الفيلم دارت عقب تعرض المتمردون الأيرلنديون لهزيمة منكرة على أيدي القوات البريطانية، فيحاول مايكل كولينز (ليام نيسون) اتباع أساليب غير تقليدية لتحقيق استقلال أيرلندا. تتضمن الأساليب الجديدة إشعال حرب الشوارع في المدن وحملة اغتيالات للأيرلنديين المتعاونين مع بريطانيا، بالإضافة إلى اغتيال قيادات المخابرات البريطانية. لا يثق مايكل بنتائج العنف، إلا أن السلطات البريطانية تبدأ في محاولة التفاوض مع المتمردين. يذهب مايكل إلى لندن للتفاوض على تسوية مع السلطات البريطانية، ولكن النتائج التي يتوصل إليها تتسبب في انقلاب الجميع عليه؛ وقد ترشح العمل في عام 1997 لجائزتي أوسكار بفئة التصوير السينمائي والموسيقى التصويرية.

"Gandhi"
المخرج الإنجليزي الراحل ريتشارد أتنبروه قدم في عام 1981 واحدًا من أروع كلاسيكيات السينما العالمية عن المفكر الهندي "المهاتما غاندي"، الذي قاد واحدة من أكبر الحركات السلمية في التاريخ واعتمدت بشكل كبير على العصيان المدني، وأدت إلى استقلال الهند من الاحتلال الإنجليزي، وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.
تدور أحداث الفيلم في عام 1893 يتم طرد غاندي من قطار في جنوب أفريقيا لكونه هنديًا وممنوع من السفر في مقصورة الدرجة الأولى، ليدرك أن القوانين متحيزة ضد الهنود، ويقرر بدء حملة احتجاج سلمية من أجل حقوق الهنود، بعد عدة اعتقالات واهتمام من العالم، اضطرت الحكومة الاعتراف بحقوق الهنود في البلاد، ليعود غاندي إلى الهند ويُعتبر بطلًا قوميًا ليبدأ حملة أخرى في موطنه للحصول على الاستقلال، وقاد واحدة من أهم المسيرات السلمية في التاريخ وهي "مسيرة الملح"؛ الفيلم ترشح لـ 11 جائزة أوسكار حصد منهم ثماني جوائز، من بينهم جائزة أفضل ممثل رئيسي للنجم بن كنجزلي، الذي لعب شخصية "غاندي".

"Che"
تناول المخرج ستيفن سودربيرج، الثورة الكوبية أو ما تعرف بثورة كاسترو، بفيلم سينمائي عام 2008، قدم خلاله الدور المحوري الذي لعبه المناضل الأرجنتيني تشي جيفارا، في حشد الدعم الشعبي والجيش للإطاحة بالنظام الأمريكي الظالم للديكتاتور فولجنسيو باتيستا.

"The Battle of Algiers"
تحرير الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، كانت حاضرة أيضا من خلال أعين المخرج الإيطالي الراحل جيلو بونتيكورفو، بفيلم "معركة الجزائر" عام 1966، وتناول خلاله الدور الذي لعبته حركة المقاومة بداية من عام 1959 وحتى تمكنت من تحرير البلاد في عام 1962؛ الفيلم ترشح لـ 3 جوائز أوسكار بفئات أفضل فيلم أجنبي والتأليف والإخراج.