الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

في حواره لـ"البوابة نيوز".. محامي الرئيس علي عبدالله صالح يكشف النقاب عن لحظات الرئيس الأخيرة.. ويؤكد: انتهاكات الحوثي فاقت "داعش".. ومصر تلعب دورًا مهمًا في دعم اليمن

محمد المسوري، محامي
محمد المسوري، محامي الرئيس اليمني السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد محمد المسوري، محامي الرئيس اليمني السابق وأمين عام نقابة المحاميين في صنعاء، أن اليمن لن يتحرر إلا بتحالف عربي كامل ينقذ اليمن من أيد الإيرانيين وعدم تركها فريسة للأجندات الإيرانية والقطرية.
وكشف المسوري، في حواره لـ"البوابة نيوز"، عن اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، كما روى لنا تفاصيل محاولة اغتياله وكيف تمكن من الهرب حتى وصل إلى المملكة العربية السعودية التي استقبلته بحفاوة بالغة، وإلى نص الحوار:


أولا: لماذا دبت الخلافات بين الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والحوثيين؟
يجب أن يعلم الجميع أن التحالف الذي تم بين حزب المؤتمر وبين الحوثيين في حقيقة الأمر تحالف صوري لأغراض سياسية متعلقة بالمفاوضات التي كانت تجرى بين الشرعية وبين الحوثيين.
إن الحوثيين كانوا قد أظهروا عداءهم الواضح لحزب المؤتمر وقاموا بالاعتداء على وزراء المؤتمر، ورفضوا تسليم المصالح الحكومية لحكومة الإنقاذ وكان المشرفون التابعون للجنة الحوثية منتشرين في كل مكان وكان الحوثيون يقومون بنهب الخزينة العامة وتنظيم دورات تثقيفية دينية لكل الناس لنشر الفكر الحوثي الإيراني.
وكانت هناك خلافات مستمرة بيننا وبين الحوثيين الذين قاموا بتجاوزات جسيمة من أبرزها تعديل المناهج في المدارس والجامعات في محاولات خفية في البداية قمت بتسليط الضوء عليها من خلال الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي لم يكن أحد يعلم بها مما جعلني أتعرض لأكثر من محاولة اغتيال. 
وفي هذه الفترة، كانت تعقد لقاءات متعددة بين قيادات المؤتمر والحوثيين وحضر صالح الصماد إلى بيت الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من مرة ويوسف الفيشي لمحاولة حل الخلافات ومطالبة الحوثيين بالتوقف عن هذه الممارسات، ولاسيما أن الشعب كان في حالة انزعاج شديد للغاية وخاصة فيما يتعلق بتوقف المرتبات لمدة عامين نظرا لأن الحوثيين كانوا ينهبون كل الإيرادات العامة والخاصة واستحوذوا على تجارة النفط وسيطروا على التجارة بشكل عام.
كما قيدوا حرية الرأي والتعبير وكانت السجون ممتلئة بسجناء الرأي وحتى من يطالبون فقط برواتبهم الذين أسسوا هاشتاج "أين الراتب؟" فكان مصيرهم الزج في المعتقلات.
كما سار الحوثيون على خطى حكم "ولاية الفقيه" وحاولوا أن ينفذو في صعدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين نفس النسخة الإيرانية وأصبح كل شيء في يد عبدالملك الحوثي الذي أصبح على غرار خامنئي وأنشأوا جهازًا مماثلًا للأمن الوقائي في إيران ومن ثم أصبح الوضع كارثي كما رفض الحوثيون أي حلول لاحتواء الأزمة بل ساروا وفق المخطط الذي تقوده إيران وقطر. 
ففي هذه المرحلة قبل اغتيال الرئيس كانوا قد نجحوا في السيطرة على كل شيء وتغلغلوا في الجيش بشكل غير عادي وسيطروا على الأمن والمصالح الحكومية وعملوا على تجويع الشعب وشراء القيادات والمشايخ والذمم.
كيف تم اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح؟
كانت هناك مناسبة 24 أغسطس ذكرى تأسيس حزب المؤتمر وكان يتم الترتيب لهذه الذكرى بشكل كبير جدًا وكان الحوثيون منزعجين بشكل غير عادي من هذه الاحتفالية وكانوا يحاولون إيقافها خوفًا من أن تكون شرارة لانتفاضة شعبية كبرى عليهم وهذه كانت بداية ظهور الخلاف بينا وبين الحوثيين بصورة علنية. 
وتحرك الشعب بكل طوائفه وتوجهوا إلى حزب المؤتمر وتجمعوا في ميدان السبعين عن بكرة أبيهم وقبلها 24 أغسطس قام الحوثيون بتجميع القبائل بالأسلحة المتنوعة وحاصروا العاصمة صنعاء وكانوا منتظرين أن يلقي الرئيس علي عبدالله صالح بخطاب يدعو خلاله إلى الانتشار في جميع المؤسسات الحكومية والسيطرة على كل شيء وهددوا بقصف ميدان السبعين. 
ولذلك جاء خطاب الرئيس في 24 أغسطس خطابًا سريعًا وانصرفت الحشود محبطة لأن الرئيس كان حريصًا على حقن الدماء على الرغم من أننا كنا مستعدين للخروج والسيطرة على كل شيء ومن ثم توقفت الانتفاضة في هذا الوقت.
كما أن تسليم الرئيس للسلطة في عام 2012 كان دليلا آخر على حرصه على حقن الدماء على الرغم من أنه كان قادرا على الاستمرار لأجل غير مسمى فقد كان يملك الجيش وكل شيء.
وكان علي عبدالله صالح في أيامه الأخيرة رافضا لتصرفات الحوثيين بصورة غير عادية، وأنا حدثته أكثر من ثلاث مرات وناشدته بإنهاء التحالف مع الحوثيين. 
أنا أعلنت رفضي لقوات التحالف العربي منذ ثلاث سنوات مضت خوفًا من أن يتسبب طيران التحالف بقصف المدنيين والبنية التحتية وتحركت في المحافل الدولية، ذهبت إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ولكن بعد أن عدت إلى اليمن واستقريت هناك تأكدت أن العدوان الوحيد على اليمن هو العدوان الحوثي وكان لا يمكن أن يقف العرب موقف المتفرج وهم يشاهدون اليمن تذهب إلى إيران.
وبالتالي بدأت في مواجهتهم في الداخل بكل قوة في الوقت الذي هرب فيه الكثيرون وقمت بعمل لقاءات ونظمت ندوة في اليمن حول الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية ومنها اليمن وجن جنون السفير الإيراني وتقدم بمذكرة احتجاجية لوزير الخارجية. 
كما أثارت الندوة غضب الحوثيين الذي حاولوا اغتيالي قبل الرئيس بثلاثة أشهر، حيث أبلغني الرئيس أن صالح الصماد، رئيس المجلس الأعلى للحوثيين كان في زيارة له وهدد بحبسي بسبب كتاباتي وطالب مني الرئيس التوقف إلا أنني رفضت وأخبرته أنني لن أقبل أن يتحول اليمن إلى حكم ولاية الفقيه وأنني سأدفع عن الديمقراطية.
ومصر التي أسهمت في تحرير اليمن في الستينيات من القرن الماضي نعود إليها مرة أخرى لدورها الرائد في الماضي والحاضر لإنقاذ اليمن بالإضافة إلى دور التحالف العربي.

هل حذرت الرئيس من احتمالية اغتياله من قبل الحوثيين؟
لقد حذرته ثلاث مرات آخرها قبل اغتياله بستة أيام ذهبت إلى منزله وهو يبعد عن منزلي 150 مترًا فقط، وحذرته من أن الحوثيين قد يقدمون على اغتياله وأن يقوموا بقصف بيته ولاسيما أنه لا يحاول الاختفاء، إلا أنه لم يولِ اهتمامًا لهذه التحذيرات وأكدت عليه ضرورة فك التحالف مع الحوثيين والذي لم يكن موجودًا على الإطلاق إلا أنه لم يرد أن يكشف فيه أحد على الرغم من أن العالم كان مطلعًا على الخلافات البينية بين الطرفين عبر وسائل الإعلام.
وفي 24 أغسطس حاصر الحوثيون صنعاء خشية أن يتم تحريرها منهم.
المسافة بين بيتك وبيت الرئيس قريبة جدًا.. كشاهد عيان هل يمكن أن تخبرنا بالمشهد التفصيلي لاغتيال الرئيس علي عبدالله صالح؟
قبل الحديث عن يوم 4 ديسمبر الذي اغتيل فيه الرئيس، سأقص كيف بدأت خطة الهجوم على بيت الرئيس، الخطة بدأت بافتعال مشكلة على إحياء ذكرى المولد النبوي ولهم برامج احتفالية متعلقة بكل ما يخص الإمام علي والحسين أسوة بما يحدث في الاحتفالات داخل إيران وبدأوا بمحاولات استفزازية من خلال إقامة الاحتفالية في ميدان السبعين وبجواره جامع صالح، أكبر مسجد في اليمن، حاولوا أن يقتحموا المسجد فحدثت مشاكل إلا أنهم أصروا على اقتحامه وقاموا بمحاصرة بيتي ابني الرئيس طارق ومحمد علي عبدالله صالح ومحمد الآن معتقل لدى الحوثيين وحدثت اشتباكات كبرى في اليومين التاليين، وحدثت وساطة وجمع الحوثي رجاله في صنعاء بأعداد كبيرة بذريعة المشاركة في احتفالات المولد النبوي وكانت عبارة عن عرض عسكري أكثر منها احتفالات وبعد انصرافهم من ميدان السبعين توجهوا إلى منزلي أبناء الرئيس طارق ومحمد الواقعين بالقرب من بيت الرئيس.
هل يمكننا أن نقول إن الحوثيين استخدموا خدعة لاغتيال الرئيس علي عبدالله صالح؟
نعم تحركهم من ميدان السبعين إلى بيتي أبناء الرئيس واقتحامهما يؤكد أن هناك خطة مسبقة لاغتيال الرئيس ولم تكن مصادفة، والرئيس حاول معهم بالوساطات أن يعودوا إلى رشدهم إلا أنهم واصلوا مخططهم وتوجهوا إلى منزل الرئيس وحاصروه بالدبابات في هذا اليوم وأعدوا عدة غير عادية لاغتيال الرئيس وهذا يكذب ادعاء أن الرئيس هرب، فكيف يهرب من هذا الحصار الشديد. 
وكانت وسائل الإعلام قد نقلت تصريحات الرئيس في لحظات الحصار عندما قال "إن في بيتي أتعرض لضرب النار وهم على بعد أمتار" وكان صوت إطلاق النار والمروحية واضحًا أثناء التسجيل وارتكبوا هذه الجريمة البشعة ومثلوا بجثته التي لا تزال مخفية.
واستمر إطلاق النار لخمسة أيام متتالية في مربع سكن الرئيس وكانت المنطقة عبارة عن سكنة حوثية وتم البحث عني لاغتيالي كذلك لأني أقطن بالقرب من الرئيس إلا أنني هربت.
كيف نجحت في الهرب في ظل هذا الحصار الشديد؟
تنكرت ولبست شالًا على رأسي وأخفيت بطاقتي وأوراق الهوية وهواتفي المحمولة وهربت على دراجة نارية واتجهت إلى مكان اختبأت فيه لمدة أسبوعين وفوجئت أن اسمي نشر ضمن المطلوبين أمنيًا في قائمة الحوثيين.
وكانت أسرتي مختبئة في مكان ما وتواصل معي بعض الأخوة وساعدوني على الفرار من صنعاء إلى مأرب في 26 ساعة والمسافة لا تستغرق أكثر من ساعتين في رحلة عذاب مرهقة للغاية مررت خلالها بجبال ووديان وصحاري لم يمر فيها بشر حتى وصلت إلى مأرب واستقبلت هناك بحفاوة بالغة وأيضًا في المملكة العربية السعودية على الرغم من أنني شعرت بالقلق من أن يقتلع الأخوة في السعودية رأسي إلا أنني اكتشفت أن المملكة هي من حمت رأسي، وكان استقبال الأخوة في المملكة غير متوقع.
كان لدي في البداية موقف من عاصفة الحزم ولاسيما من قضية قصف المدنيين والبنية التحتية وكنت أظن أن في الحوثيين خيرًا إلا أن ظني خاب وذهبت خلال أول شهرين من الحرب إلى جنيف وبلجيكا وعبرت عن رفضي للتحالف العربي في محافل دولية كبيرة ولكن عند عودتي إلى اليمن وشاهدت الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون، اكتشفت أن إيران قد غزت اليمن فأدركت أهمية الدور الذي تلعبه قوات التحالف وشعرت أننا لن نستطيع أن نتحرر من الحوثيين إلا من خلال تحالف عربي.
وأنه مثلما تحررت اليمن من هذه العصابة عام 1962 بمساعدة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فلن نتحرر إلا بتحالف عربي كامل لأن اليمن مجرد خطوة في طريق إيران للسيطرة على كل الدول العربية وستصبح المنطقة الإيرانية وليست المنطقة العربية وبالتالي علينا الوقوف إلى جانب التحالف. 
استغرت 26 يومًا من صنعاء إلى مأرب مع زوجتي وأولادي نزلت النظارة وكانت لحيتي قد طالت وفي 19 ديسمبر في ذروة البرد كنت أرتدي "جاكت" من الجلد ولم أحمل معي أي أمتعة أو ملابس حتى لا نلفت إلينا الأنظار، تظاهرنا بالتوجه إلى أحد الأفراح حتى نستطيع أن نصل إلى مأرب وأنا أخترت وقتًا أثناء خروجي من صنعاء الناس منشغلون قبل الظهر بالغداء وكنت أحمل بطاقة هوية باسم آخر وبعد وصولي مأرب الأخوة في السعودية تواصلوا معي ودخلت السعودية ثم تحركت على مصر والأردن وبدأت أقوم بتحركات لأني أعمل على ملف حقوقي كبير جدًا حول جرائم وانتهاكات الحوثيين.

هل تعتقد أن هناك تقاعسًا دوليًا تجاه تجاوزات الحوثيين في اليمن؟
للأسف لا أحد يسلط الضوء على جرائم الحوثيين وقمنا بعمل تقرير بعنوان "الجمهورية اليمنية والقضايا المنسية" سلطت الضوء خلاله على انتهاك حق الحياة وكيف يرتكب الحوثيون جرائم الاغتيال وكيف يستغلون المدنيين كدروع بشرية وكيف يحولون المساجد والمدارس والجامعات إلى مخازن أسلحة بعد نقلها من المعسكرات مما جعل من هذه المنشآت المدنية هدفًا للطيران كما تقوم بإطلاق الصواريخ الباليستية من داخل المدن.
فضلا عن جرائم الحوثيين بحق الإعلاميين الذين تم اغتيال عدد كبير منهم وإيداع عدد آخر المعتقلات منهم من تم حرق جسده، بالإضافة إلى ملف تجنيد الأطفال والنساء والاعتداء عليهن وانتهاك المواقع الآثرية.
هل تقدمت بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة عبدالملك الحوثي وقياداته أم لا؟ وهل تحتاج إلى مستندات أو أدلة معينة؟
أنا في تواصل شبه يومي مع السفير علي عبدالله صالح أكبر أبناء الرئيس السابق والتقيت بفريق الخبراء التابع لمجلس الأمن ولجنة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان وذهبت للقائهم في الأردن حيث يقطن مكتب فريق الخبراء وتحركت من خلال فريق اليمن الدولي للسلام.
وطلبت مننا هذه الجهات أوراق مثل شهادة وفاة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في وقت يسيطر فيه الحوثيون على جميع المؤسسات الحكومية وقيادات المؤتمر مقسمة لثلاثة أنواع، وفقا لرؤيتي الخاصة، قسم خائن وقسم خائف وقسم صامت ونحن نتحرك في المحافل الدولية بملفي اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح ورئيس حزب المؤتمر عارف الزوكه.
ونحن لدينا خطة عمل محددة لا أريد أن أفصح عنها الآن ومنسقين لكيفية إدارة هذا الملف وسيتم تحريكه بقوة ولكن هناك بعض الأشياء تتطلب السرية لأن الحوثي له لوبي في كل مكان وحتى في مصر يوجد عناصر حوثية وسأبلغ الجهات المعنية للتحقيق معهم ولدى الحوثي أيادٍ متغلغلة في كل مكان وحتى في الملف الحقوقي والإعلامي بتدريب إيراني وقطري. 
وانتهاكات الحوثي تفوق "داعش" و"القاعدة" فالحوثي يقاتل باستماته للبقاء في السلطة والتميز العنصري يسير بوتيرة متصاعدة بين اليمني والهاشمي وبدأوا بتقسيم المجتمع اليمني في المناهج الدراسية وبدأوا بالهاشمين ونحن اليمنيون الأصل أصبحنا مواطنين درجة ثانية منتهكين في حقوقنا الفكرية والدينية ولدينا قائمة بجميع الانتهاكات الحوثية نتحرك بها في جميع المحافل الدولية وهدفنا أن تدرج هذه الجماعة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية وبالتالي تكون قياداتها عرضة للمساءلة والعقوبات على الساحة الدولية.
فالحوثيون دخلوا بقوة في مجالات التجارة النفطية والمواد الغذائية وغيرها وتأتي سفن إيرانية نفطية إلي اليمن للتعامل معهم وبالتالي فأن فرض عقوبات عليهم سيحجم نشاطهم التجاري.

كيف ترى المستقبل السياسي لليمن؟
نحن نسعى إلى السلام ونريد حل سياسي ولا نسعى إلى الحرب ولكن في بعض الأوقات تكون الحرب هي السبيل الوحيدة والحل العسكري هو الأنسب مع هذه الميليشات بالذات وأعتبر أن جميع الحلول السياسية فاشلة معهم وشهدت بنفسي تعثر المفاوضات في "جنيف 2" وكان الرئيس يطلعني على بعض الأشياء. 
هذه الجماعة تعشق الحرب ولا يريدون السلام على الإطلاق فهم متعطشون للدماء وموقف الحوثيين سيكون أضعف عند تحرير الحديدة بالكامل، ولا أعتقد أن هناك أملًا في الشراكة معهم في الحكم بأي شكل من الأشكال وأي مفاوضات معهم لن تجدي على الإطلاق، وإذا أراد المبعوث الأممي أن ندخل في مفاوضات معهم فلابد أولا أن يسلموا السلاح الكامل وأن تنسحب من مؤسسات الدولة ومن المحافظات المسيطرة عليها أما التفاوض مع شخص يحمل السلاح فهذه جريمة.
وهناك إصرار شعبي على التخلص من هذه العصابة والحوثي أصبح يذهب إلى كل قبيلة يستجدي ويشتري المقاتلين، وهناك رفض كبير من القبائل إرسال رجال للقتال مع الحوثيين حتى وصلوا إلى مرحلة الإجبار والتهديد بينما في الساحل الغربي وصعدة والجبهات الأخرى نرى المواطن اليمني يسعى جاهدًا لقتالهم مما يؤكد على الغضب الشعبي تجاه الحوثيين. 
إلا أن التدخلات الأممية والدولية لا تزال تنقذ الحوثيين من هذه المعارك، فأي هدنة أو توقيف لضربات قوات التحالف تعطي فرصة للحوثيين لإعادة ترتيب صفوفهم وأن يدربوا مقاتلين وأن يهربوا سلاحًا جديدًا بعد أن نشرت قوات مراقبة الحدود على عمان تأثروا والضغط على الساحل الغربي خفف عمليات التهريب، وهناك طيران يهرب إليهم سلاح وخبراء من إيران أنا كنت شاهدًا عليه، فأثناء سفري على الطيران العماني كانت حقائب السفر توضع على الطائرة مما يؤكد أن الطائرة من الأسفل تحمل أسلحة مهربة.
كما لا يمكننا أن ننسى الدعم القطري، فالدوحة وصل بها الحقد على الوطن العربي أنها أصبحت تدمره من خلال دعم الإخوان والحوثيين على الرغم من أن كلاهما ضد الآخر إلا أن قطر جمعتهما معا.
وكنت قد نشرت وثيقة منذ ستة أشهر مؤرخة في يناير 2018 تؤكد أنه يتم صرف 30 ألف ريال مكافأة للمقاتلين الحوثيين في الجبهات من المنحة القطرية المقدمة لوزارة الدفاع، فقطر تمول الحوثيين وتدعمهم بصورة غير عادية وهذه مشكلة وتحاول الآن قطر التقريب بين الحوثيين والإخوان المسلمين وجمعهما معا في تركيا ومحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين ذهب إلى إسطنبول.