الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل يهدد "تجنيس اللاعبين" مستقبل الرياضة في مصر.. قطر رائدة في استقطابهم وإسرائيل لم تغب عن المشهد.. خبراء: أصبحت ظاهرة عالمية ويجب تنحيتها عن السياسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت حادثة لاعب الكرة بنادي غزل المحلة الهارب محمد مصطفى شارو، لتفتح الباب أمام مشكلة تحولت لـ "ظاهرة" باتت تُطارد اللاعبين المصريين في الآونة الفائتة، وهي "تجنيس اللاعبين" المصريين بجنسيات دول أخرى. 
لاعب نادي غزل المحلة الذي كان ضمن صفوف منتخب مصر للشباب، ترك فريقه إلى نادي المحرق البحريني، فضلًا عن لعبه لمنتخب الشباب البحريني بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم للشباب.
بعض الدول بدأت في مطاردة الموهوبين من الرياضيين المصريين فى محاولة لجعلهم يتخلون عن الجنسية المصرية، في مقابل منحهم جنسية بلدانهم، مستغلين قدراتهم المالية الضخمة، وتواضع اهتمام الدولة المصرية بأبنائها من الموهوبين في الرياضات المختلفة، وبخاصة الألعاب الفردية، وهي درة الألعاب وحاضنة الميدليات العالمية. 

وبدأت محاولات تجنيس اللاعبين المصريين، منذ سنوات عندما قامت دولة قطر بتجنيس عدد من اللاعبين المصريين في كرة اليد وفى رفع الأثقال، فقد استطاعت قطر تجنيس اللاعب أحمد عبد المقصود وهو لاعب مصري، احترف فى نادى بدولة الكويت، ثم لعب للنادى الأهلي المصري، ثم انتقل للأهلي القطري، ومن ثم حصل على الجنسية القطرية وللعب للمنتخب القطري، ثم نجحت قطر خلال العامين الماضيين في تجنيس أكثر من لاعب مصري خاصة في كرة اليد من الناشئين للعب باسم منتخب قطر في السنوات المقبلة، وكذلك منحت الجنسية لخمسة لاعبين من فرق الشباب بكرة السلة بالقلعة بالإسكندرية وهم محمد السيد نادي سموحة وشوقي عبد الحميد فريق الأوليمبي تحت 17 عامًا ومصطفى عصام ومحمد أسامة وأحمد عباس من الإتحاد السكندري 16 عامًا، كما جنست من قبل أكثر من لاعب في كرة اليد أبرزهم بلال عواض الذي لعب لمنتخب قطر في بطولات دولية، ومحمود ذكي، وحسن يسري، وكريم الطيفي، ولعل ذلك هو سبب وصولها لنهائي بطولة العالم فى يناير الماضي، كما حاولت قطر تجنيس الموهوب "أحمد الأحمر" ولكنه رفض. 

وانضم لاعب الإسماعيلي السابق حازم خالد للمنتخب القطري العسكري لكرة القدم، بعد هروبه من منتخب الناشئين، ومحمد علاء لاعب فريق الشباب بنادي الريان الذى انضم لصفوف المنتخب القطري للناشئين، كما تم تجنيس البطل المصري سيد باروكي سباح المسافات الطويلة، وصاحب رقم قياسي فى موسوعة جينس، وأيضا بطل المصارعة المصري مصطفى النمر الذي منحته أستراليا جنسيتها، والبطل المصري محمد عبدالفتاح الشهر بـ "بوجي" والذي منحته دولة البحرين جنسيتها.
كما استطاعت إسرائيل منح جنسيتها لعدد من اللاعبين، يأتى على رأسهم الـ 7 رياضيين الذين احترفوا كرة القدم في أندية إسرائيلية، وهم صفوت حليم وميخائيل يونان وجرجس فوزى بنادى سخنير، ومحمود عباس بنادى هابويل، وحسن توفيق بنادى إيلات وجورج أمسيس بنادى بنى يهوذا، فضلا عن عدد آخر من بعض الألعاب منهم الملاكم محمد صبحى وهو من أب فلسطيني وأم مصرية، ولجأ لإسرائيل بعد رفض المنتخب المصري ضمه، وبطل كمال الأجسام حسام الدريني، الذى فاز بأكثر من بطولة فى إسرائيل، ومدرب كرة القدم مصطفى الكنج. 
ويرى ممدوح الساعاتي "وكيل أعمال لعدد من اللاعبين، أن قطر تحديدًا تستغل بند فى قانون كرة اليد، ينص على أن أى لاعب لم يلعب لمنتخب بلاده لمدة عام، فمن حقه أن يلعب لأى منتخب آخر، ولكن فى كرة القدم، لم تستطع قطر أن تمارس تلك الألاعيب بسبب نص لائحة كرة القدم على أن أي رياضي لعب لمنتخب بلاده مباراة واحدة ليس من حقه الانضمام لأي منتخب آخر، ولكن إذا لعب للمنتخب الأولمبي "تحت سن 23 سنة، فمن حقه أن يلعب لمنتخب آخر ولكن بعد فترة معينة. 
ويُضيف، أن ضعف المردود الاقتصادي وانخفاض عقود الرعاية من قبِل الدولة لأصحاب الألعاب الفردية مثل كرة اليد والسلة، أكبر الأسباب التى تقتل مبدأ "الانتماء" لدى أي لاعب، وتجعله يبحث عن مصلحته وعن مستقبله فى أي دولة آخرى، تقدر مجهوده وموهبته، كما أن الإعلام مقصر فى حق اللاعبين والرياضيين لأنه لا يهتم سوي بكرة القدم، مع أنها لعبة تحتاج لموارد مالية ضخمة، لا تستطيع مصر توفيرها، ولكن فى الألعاب الفردية من الممكن أن تنجح مصر فيها لأنها تحتاج لموارد مالية كبيرة. 
من جانبه، يقول الكابتن طه إسماعيل النجم الأسبق بالنادي الأهلي وخبير كرة القدم، إنه يجب تنحية هذه القضية عن الجانب السياسي، فقضية التجنيس باتت مُنتشرة بالعالم كله، ولا تقتصر على اللاعبين المصريين. 
ويُضيف، أن أي محترف رياضي في أي لعبة من حقه أن يفكر في مستقبله وفي الطريقة التي يؤّمن بها حياته بعيدًا عن "التعصب"، لافتًا إلى وجود عدد من الأمثلة في رياضة كرة القدم التي قام لاعبين باللعب باسم بلد آخر مثل دييجو كوستا البرازيلي الجنسية والذي يلعب لمنتخب إسبانيا حاليًا. 
ويُشير إلى أن الإمكانيات المحدودة لبعض الفرق المصرية وبعض الألعاب الفردية قد تكون هي السبب وراء سفر اللاعبين للعب باسم منتخبات أو فرق أخرى.