الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ملازم.. شهيد تحت الطلب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ابتهجت مصر اليوم بتخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة لينضموا لصفوف المقاتلين المرابطين دفاعًا عن الأرض والعِرض، لمست الفرحة في عيون الآباء والأمهات بعد حصول أبنائهم على أول "نجمة"، وها هو الحلم يقترب مع أول خطوة تنفيذية على الأرض لاستلام المهمة وحمل اللواء. 
وشاهدنا جميعًا المستوى الاحترافي الذي حققه الطلاب واللياقة البدنية العالية والسرعة في إنجاز المهام والتي سبقها على مدار 4 سنوات "عرق ودم وكفاح" لإنجاز مواد علمية وتدريبات ميدانية شاقة، تحملها الأبطال في "البرد القارس والحر الشديد"، طمعًا في شرف "البدلة الميري" وحماية الوطن والمواطنين. 
أستطيع الآن سماع تعليقك عزيزي القارئ المتعجل "دي كلية بشوات"، عفوًا لم تعد الأمور كما كانت كلية الشرطة ليست "نزهة" أو "منظرة" كما يدعي البعض، الجميع الآن من "الوزير" لـ"الغفير" يدرك ويرى بعينيه أن زهرة شباب الوطن يتخرجون سنويًا من أكاديمية الشرطة ليصدوا عن الشعب المصري الرصاص والانفجارات والقنابل والعبوات الناسفة في سيناء الغالية وغيرها من مدن المحروسة أثناء التصدي للعناصر الإرهابية والإجرامية، هذا واقع نعيشه يوميًا ودماء الشهداء "أبو شقرة وعمرو صلاح وأحمد شوشة"، وباقي زملائهم من الأبطال شاهدة على ذلك- أبطال رغم صغر سنهم إلا أنهم أعطوا الدرس والعبرة في أرض المعركة ووقت الشدائد، وسطروا بدمائهم بطولات ستخلد أسماءهم في التاريخ. 
واستمعنا في حفل اليوم لكلمة الملازم مصطفى مالك مهران نجل الشهيد العميد مالك مهران مدير إدارة مرور بني سويف، والملازم أحمد محمد سعد مصطفى عياد نجل الشهيد العميد محمد سعد مصطفى عياد، وحديثهما من القلب عن العزم الذي لا يلين في القصاص لشهداء الوطن والفداء تجسيدًا لشعار "الوطن .. الشرف .. الإخلاص" ، وكلماتهما الحاسمة "أنا ابن الشهيد.. ومشروع شهيد . وأصريت إصرارا شديدا عقب استشهاد والدي على دخول كلية الشرطة استكمالاً لمسيرة الشهيد وعزمًا على استعادة حق الشهداء".
الفرحة والسعادة التي لمستها اليوم في أعين الآباء والأمهات بتخرج أبنائهم، رغم المصاعب والعمل الشاق الذي ينتظرهم تعكس شيئًا واحداً لا محالة، أن مصر محفوظة بأمر الله إلى يوم الدين، وأن للوطن رجالاً على أتم الاستعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل الوطن، وأن أكاديمية الشرطة ستظل مصنعاً للرجال والأبطال، يتحملون الصعاب والمشقة أثناء الدراسة سعياً نحو شرف البدلة الميري و"أول نجمة"، وسرعان ما يتحملون المسئولية "الشاقة" في الحياة العملية طمعًا في "الشهادة"، حفظهم الله وأيدهم بنصره.