الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"العجوز والبحر".. مزيج الألم والسخرية في حظ سانتياجو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تأتي رواية "العجوز والبحر" للأمريكي إرنست هيمنجواي، كواحدة من روائع الأدب العالمي واستحقت ان تجعله واحدًا من أعظم أدباء القرن العشرين، بعدما جعلته يحصد جائزة نوبل في الآداب، وكذلك فاز بجائزة بوليتزر الأمريكية في عام 1953 عن الرواية نفسها. 
تناولت الرواية قضية الصراع الدائم بين الإنسان والحياة، ومدى ثبات الإنسان أمام هذا الصراع الذي لا ينقطع، حيث تضربه الحياة بأحداثها فيثبت ويتسلح بما استطاع من قوة ليقاوم ويثبت معنى المقاومة الذي لا بديل عنها. تظهر في الرواية قوة الإنسان وتصميمه وعزمة على نيل أهدافه والوصول إلى ما يصبو إليه، وإمكانية انتصاره على قوى الشر والطبيعة وفقًا لمقولته الشهيرة "الإنسان يُمكن هزيمته، لكن لا يمكن قهره".
تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي عام1958 وتم إنتاجه في الولايات المتحدة، وقام بإخراجه المخرج الأمريكي الشهير جون شتراوس، وقام بتمثل دور العجوز الممثل الأمريكي سبنسر تريسي، وكانت قد بلغت تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 5 مليون دولار، كما فاز بجائزة الأوسكار كأفضل موسيقية تصويرية، وقُدم بعدها كمسلسل تلفزيوني أوروبي لصالح التلفزيون البريطاني، مقتبس عنها عام 1989.
لقيت الرواية آراء نقدية وتحليلية متباينة، باحثة في منبع تميزها؛ وكان اللافت اتفاق معظمها على أن سر ومكمن فرادتها يقبعان في ماهية شخصية بطلها "سانتياجو"، الذي يبدو في بادئ الأمر بائسًا لا يستحق سوى الرثاء، وبعد أن مضت ثلاثة شهور تقريبا، أشاع الصيادون في تلك القرية أنه منحوس ويجب عليه أن يرحل قبل أن تصيبهم عدواه؛ وعندما انتقل كان قد قرر أن يخاطر ويبحر أعمق بحثًا عن نهاية لذلك النحس.
تتبين عبرة تلك الحكاية عبر كم هائل من مزيج الألم والسخرية، اللذين يثيرهما حظ العجوز، ولكن أيضًا، نجد أنه يبعث بمواقفه وإصراره على الإعجاب والتقدير؛ إذ استمر ليلا ونهارا، متحديا قوة سمكة المارلين وضعفه كرجل عجوز،متغلبا على انهاكه وتعبه، من دون أن يفقد الأمل.