الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

دراسات في الرواية العربية لبرادة وفضل ودومة ووائل فاروق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مقالات في الرواية العربية"؛ عنوان كتاب صدر حديثًا عن دار منشورات المتوسط، في مدينة ميلانو الإيطالية، من تأليف محمد برادة وصلاح فضل وخيري دومة ووائل فاروق.
ويمكن القول إن ما يضمه الكتاب هو أعمق من مجرد مقالات، فمحتواه عبارة عن دراسات عميقة، تبدأ بدراسة للناقد والروائي المغربي الدكتور محمد برادة عن رواية الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال".
وجاءت دراسة برادة تحت عنوان موسم الهجرة إلى الشمال: تدشين الرواية الشاملة"، ويذهب في مستهلها إلى أنه قبل أن تنشر تلك الرواية في العام 1966، كان النمط السائد في الكتابة أقرب ما يكون إلى طريقة الصنع "الواقعية" متمثلة في توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيى حقي وآخرين، كانوا منشغلين باستكشاف ورصد الملامح الجديدة لمجتمع يعيش تحولات بنيوية وقيمية، نتيجة الاستعمار وردود الفعل التحررية المتطلعة إلى الاستقلال.
ويخلص برادة إلى أن تلك الرواية استطاعت أن تدشن نموذجًا للرواية الشاملة التي تعطي للشكل والسرد أهمية جوهرية، وتلتقط من خصوصية تجربة الأفراد والمجتمع مشاهد وأحداثا، تجعلها موصولة الأسباب بالأفق الإنساني الذي يتجلى عبر التخييل والأسطورة وصراع العواطف والأهواء والأفكار.
وحملت دراسة الدكتور صلاح فضل عنوان "التمثيل الجمالي للحياة في عشر روايات عربية"، وهي تخص النصف الثاني من القرن العشرين، ويتناول فيها أيضا رواية "موسم الهجرة إلى الشمال بوصفها نموذجا للاغتراب الخارجي، ورواية "بقايا صور" لحنا مينا بوصفها نموذجا للاغتراب الداخلي.
وإضافة إلى هاتين الروايتين تناولت دراسة فضل "الأرض" لعبد الرجمن الشرقاوي والثلاثية لنجيب محفوظ باعتبارهما نموذجين لعوالم القرية والمدينة، و"البحث عن وليد مسعود" لجبرا إبراهيم جبرا، و"شرق المتوسط" لعبدالرحمن منيف، باعتبارهما نموذجين لنقد بنية المجتمع العربي، و"التجليات" لجمال الغيطاني و"صخور السماء" لإدوار الخراط، وهما نموذجان للبحث عن الذات المبدعة.. وحول النفي في الزمان والمكان قدم فضل روايتي "السحرة" لإبراهيم الكوني و"الحب في المنفى" لبهاء طاهر.
أما الدكتور خيري دومة، فحملت دراسته عنوان "هموم المعيشة كما تصورها الرواية التاريخية: العصر المملوكي نموذجا"، وفيها يؤكد أنه ليس من أهداف الرواية التاريخية عموما أن تستعيد الماضي بشخصياته ولغته وأزيائه، وإنما هدفها الأساسي كما يقول لوكاش، أن تنطلق من الحاضر، وأن تصور السياق الكلي للحياة الاجتماعية، سواء كانت حاضرة أم ماضية، في شكل قصصي سردي.
وشغلت دراسة الدكتور وائل فاروق الحيز الأكبر من الكتاب وجاءت تحت عنوان "ما بعد الحداثة: من ضيق الوجود إلى اتساع الكينونة"، وفي أحد مواضعها يذهب إلى الرواية العربية شهدت تحولات كثيرة، على الرغم من عمرها القصير الذي لا يبلغ قرنا من الزمن، ومنذ العقد الأخير على الأقل، وربما للمرة الأولى في تاريخه، بتطور السرد العربي، بشكل مواز للتطورات التي تحكم هذا النوع النثري في أنحاء العالم كلها، فمن الرواية الجديدة، التي تتميز بتدمير الافتراضات السردية التقليدية، إلى آخر تجارب ما بعد الحداثة، استطاع الأدب النثري العربي لا أن يسير جنبا إلى جنب مع تطور الأدب العالمي فحسب، بل أن يقوم بمساهمة مهمة أيضًا.
ومن بين الروايات العربية التي اعتمدت عليها دراسة وائل فاروق: "أبناء الجبلاوي" لإبراهيم فرغلي، "إلياس" و"كتاب النحات" لأحمد عبداللطيف، "هدوء القتلة" و"ضريح أبي" لطارق إمام، "الرجل العاري" لعادل عصمت، "الحالة صفر" لعماد فؤاد، "بيت المرايا" و"قشرة زائلة" لمحمد هاشم، "في مستوى النظر"، "مسألة وقت"، "أن ترى الآن"، و"تصريح بالغياب" لمنتصر القفاش، "جبل الزمرد" لمنصورة عز الدين، "ليلى أنطون" لنائل الطوخي، و"قانون الوراثة" لياسر عبداللطيف.