الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وزيري يكشف "اللعنة الزائفة" لتابوت الإسكندرية

تابوت الإسكندرية
تابوت الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتجهت أنظار العالم اليوم إلى مدينة الإسكندرية، بعد إعلان وزارة الآثار عن عزمها انتشال التابوت الأثري الذي تم اكتشافه مؤخرًا، والذي -منذ الإعلان عن اكتشافه- ثارت حوله العديد من التكهنات، وتجدد الحديث عن مقبرة الإسكندر الأكبر التي لم يتم العثور عليها حتى الآن، وكذلك عادت التحذيرات من مغبة فتحه، لينتشر الحديث حول الموضوع الأكبر الذي أثار خيال العالم منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وهو لعنة الفراعنة.
تعود بداية الجدل والترقب إلى مطلع الشهر الجاري، عندما تم اكتشاف تابوت حجري خلال عملية حفر في قطعة أرض تحت الإنشاء بمنطقة سيدي جابر الواقعة شرقي الاسكندرية، ليتم في البداية اكتشاف رأس مرمرية في رمضان الماضي تعود للعصر البطلمي، ليتم إبلاغ الجهات المعنية لمعاينة الموقع، وهنا ظهر التابوت المصنوع من الجرانيت الأسود، والذي يتراوح وزنه ما بين 20 و40 طنًا من الجرانيت المحلي، ولا توجد عليه أية أختام أو نقوش.
فور الإعلان عن اكتشاف التابوت أثير الجدل من بعض علماء الآثار، وتناولته المواقع الاخبارية في العالم باعتبار أنه قد يحتوي رفات الإسكندر الأكبر مؤسس المدينة والإمبراطور المقدوني الشهير؛ إلا أن تلك الفرضية استبعدها عدد من الاثريين على رأسهم عالم المصريات البارز الدكتور زاهي حوّاس؛ في الوقت نفسه أثار الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الأجنبية الحديث حول عدم فتح الصندوق "لما قد يجلبه من لعنات"، مثلما تحدثت الأسطورة اليونانية الشهيرة عن "صندوق بندورا" الذي يحوي كافة شرور العالم؛ وهي التيمة نفسها التي تناولتها عشرات الأعمال الإبداعية، وجسّدتها السينما العالمية في عدة أفلام أشهرها سلسلة "المومياء"، التي كان بطل أحدث أجزاءها الممثل الأمريكي توم كروز، والتي عُرضت في مطلع العام الجاري، لتربط بين الشكل المهيب لذلك التابوت الأسود الذي ظل محفوظًا تحت الأرض في أمان لألفي عام أو يزيد، وفقًا لتقديرات أوليّة.
التابوت، الذي تم وضعه تحت حراسة مشددة داخل الموقع الذي عُثر عليه فيه من قِبل المنطقة الشمالية العسكرية لحمايته وحراسته؛ أعلن الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، منذ قليل، أن المياه التي وجدت بداخله ليست سوى "مياه صرف صحي" جاءت نتيجة تسربها داخل التابوت من كسر صغير أسفله، وأن اللون الأحمر بالمياه يرجح إلى اختلاط المياه ببقايا الهياكل العظمية حوله؛ وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقد عقب الانتهاء من فتح التابوت اليوم الخميس، أن رجال الآثار وجدوا ثلاث بقايا هياكل عظمية يعتقد أنهم لأسرة واحدة، بعد رفع غطاء التابوت لأكثر من 25 سم بطريقة علمية من قبل المتخصصين المتواجدين في موقع التابوت.
وأوضح وزيري أن عدم وجود نقوش على التابوت يؤكد أنه لا ينتمي إلى أحد الملوك أو الشخصيات التاريخية، بالإضافة إلى فقر موقع الدفن والذي وجد بداخله بقايا هياكل عظمية ليست لملك أو شخصية تاريخية هي الأخرى؛ مؤكدًا أن ما أثير من شائعات حول التابوت عارية من الصحة ومجرد "خزعبلات"، حسب وصفه، والتي منها العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر أو الحديث عن لعنة ما، لافتًا إلى أن الوضع طبيعي عقب فتح التابوت بعد الاستعانة بخبراء من الأقصر، موضحًا أنه كان أول من نزل التابوت ولم يحدث له شيء.