الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تفاصيل مخطط "داعش" لقطع رأس "تيريزا ماي"

تيريزا ماي
تيريزا ماي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم الإجراءات الأمنية، التي اتخذتها الدول الأوروبية لمواجهة الإرهاب، إلا أنها لا تزال فيما يبدو عاجزة عن التعامل مع "الذئاب المنفردة"، التي تعتنق فكر تنظيم داعش، وتتحرك في معظم الأوقات بشكل مفاجيء وغير منظم، ما يربك أجهزة الشرطة والاستخبارات.
ولعل محاكمة الداعشي البريطاني نعيم الرحمن زكريا "20 عاما"، كشفت مدى المأزق، الذي تواجهه أوروبا، وأن الأسوأ قد يكون بالطريق، في حال لم يتم وضع خطة عاجلة، للتعامل مع "الذئاب المنفردة". 
وكان نعيم الرحمن زكريا "20 عاما"، مثل أمام محكمة في لندن، الأربعاء الموافق 18 يوليو، بتهمة التخطيط لاغتيال رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ومحاولة قطع رأسها.
وذكرت وكالة "فرانس برس"، أن المحكمة أدانت زكريا، بمحاولة تفجير مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، والتخطيط لقتل حراس تيريزا ماي، ثم محاولة مهاجمتها، وقطع رأسها.
وحسب المحكمة، تم الإيقاع بالداعشي زكريا عندما كان يتواصل خلال الإعداد لمخططه مع من يعتقد أنه أحد مسئولي التنظيم الإرهابي على الإنترنت، إلا أنه في الحقيقة كان يتحدث إلى رجال أمن بريطانيين متخفين.
وفي محادثة مع رجل أمن بريطاني متخف على تطبيق "التليجرام"، قال زكريا:"أريد أن أنفذ تفجيرا انتحاريا ضد البرلمان. أريد أن أحاول قتل تيريزا ماي". وأضاف زكريا أنه سيجري سريعا لعشر ثوان، حتى يصل إلى مدخل داونينج ستريت بهدف قطع رأس ماي.
واعتقل زكريا عندما ذهب لتسلم ما كان يعتقد أنها حقيبة مليئة بالمتفجرات في نوفمبر من العام الماضي، وقال المدعي العام البريطاني مارك هايوود:"قبل أن يحول اعتقاله دون تنفيذ مخططه، كان زكريا يعتقد أنه على بعد أيام من هدفه الذي لم يكن أقل من اعتداء إرهابي عبر استخدام سكاكين ومتفجرات ضد دوانينج ستريت، ولو استطاع كان الهجوم سيكون على رئيسة الوزراء البريطانية شخصيا".
وأضاف هايوود أن زكريا اعترف أيضا عبر تسجيل فيديو بمساعدة صديقه عقيب عمران "22 عاما" على الانضمام إلى "داعش" في سوريا.
وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، كشفت في 21 يونيو الماضي، عن إحباط محاولة لاغتيال، تيريزا ماي، على يد انتحاري ينتمي لتنظيم داعش.
وأضافت الصحيفة حينها، أن "نعيم الرحمن زكريا" كان ينوي قطع رأس "ماي" بسكين، في حال تمكنه من الوصول إليها بمقرها بـ"داونينج ستريت" في لندن.
وتابعت الصحيفة أن زكريا أعد عبوة ناسفة لتفجيرها عند مدخل رئاسة الوزراء، وبعد ذلك، كان يعتزم شل حركة الحراس عن طريق استخدام بخاخ رذاذ الفلفل والتسلل إلى داخل المقر لاغتيال "ماي".
وبجانب التخطيط لاغتيال "ماي"، كشفت صحيفة "الميرور" البريطانية أيضا في 29 أكتوبر 2017، أن التنظيم هدد عبر تطبيق " التليجرام" باستهداف العائلة المالكة في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتطرفين يفضلون تطبيق التليجرام لأنه يقوم بتشفير الرسائل ويحافظ على موقع المستخدم محميا ومخفيا.
وأضافت أن التنظيم هدد باستهداف الأمير الصغير جورج، ابن الأمير ويليام دوق كامبريدج، والوصيف الثالث لتولي العرش البريطاني، ونشر على "التليجرام" رسالة كتب فيها "حتى العائلة الملكية لن تترك دون أذى"، ومعها صورة للأمير جورج البالغ من العمر أربع سنوات، وهو يقف بالقرب من مدرسته، كتب عليها "لقد بدأت الدراسة في وقت مبكر هذه المرة".
وفي 8 مايو 2017، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، كذلك، أن "داعش" طلب من أنصاره في بريطانيا استخدام الشاحنات لاستهداف المارة في المناطق المزدحمة بالعاصمة لندن.
وأضافت الصحيفة أن "داعش حث عناصره في بريطانيا عبر مجلته الإلكترونية دابق على استهداف المارة وتقطيعهم وذلك من خلال دهسهم بالشاحنات في الأماكن التي تشهد ازدحاما ".
وأشارت "التايمز" إلى أن التنظيم حدد المناطق المزدحمة في العاصمة البريطانية مثل شارع ريجنت ودوار بيكاديلي، والتي اعتبرها أهدافا نموذجية للعمليات التي قد يقوم بها أنصار التنظيم مستقبلا.
وتابعت الصحيفة أن التنظيم نصح عناصره بأن أفضل الطرق لتنفيذ هذه الهجمات هي الشاحنات الكبيرة والثقيلة، كالشاحنة التي دهست أشخاصا في سوق عيد الميلاد في برلين في ديسمبر 2016، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وإصابة 50 آخرين.
وفيما تسابق بريطانيا الزمن، لمواجهة خطر الذئاب المنفردة والخلايا النائمة، التي استفحلت منذ 2017، على إثر الهزائم، التي مني بها داعش بسوريا والعراق، فإن الهجمات المتلاحقة، التي شهدتها هذه الدولة، رجحت أنها على قائمة أهداف التنظيم الإرهابي.
وبجانب سعي التنظيم للانتقام منها، لمشاركتها في التحالف الدولي ضده بالعراق وسوريا، يستغل داعش أيضا عدة أمور منها سخط بعض الشباب العربي والمسلم على تهميشهم في المجتمعات الغربية وانتشار الفكر اليميني المتطرف المعادي للمسلمين، الذي يوفر أرضية خصبة للتنظيمات الإرهابية لتجنيد المزيد من المتطرفين.
ولعل إلقاء نظرة على الهجمات التي شهدتها بريطانيا منذ 2005، يرجح أن هذه الدولة لا تزال في مواجهة طويلة الأمد مع الإرهاب، ففي 7 يوليو 2005: شهدت بريطانيا 4 هجمات منسقة في ساعة الذروة، في 3 من قطارات الأنفاق وحافلة، ما أسفر عن سقوط 56 قتيلا و700 جريح، وتبنى تنظيم القاعدة مسئولية الهجمات.
وفي 21 يوليو من العام نفسه، فشلت 4 محاولات جديدة لتنفيذ اعتداءات مماثلة ومنسقة داخل مترو وباص في لندن، إذ إن القنابل التي استخدمت لم تنفجر بسبب خلل في تصنيعها.
وفي 30 يونيو 2007: كان مطار غلاسكو الواقع في جنوب غربي إسكتلندا هدفا لمحاولة اعتداء، عندما صدمت سيارة مشتعلة وممتلئة بالغاز والوقود والمسامير مبنى المطار من دون أن تنفجر، وجاء هذا الهجوم غداة العثور في لندن على سيارتين مفخختين قبل انفجارهما.
وفي 22 مايو 2013: قُتل الجندي لي ريغبي (25 سنة) بسلاح أبيض على يد بريطانيين اثنين من أصل نيجيري بالقرب من ثكنة عسكرية لسلاح المدفعية الملكية في حي وولويتش جنوب شرقي لندن. وفي تسجيل تم تصويره بعد الاعتداء مباشرة، قال أحد الجناة إنه أراد الانتقام "للمسلمين الذين قتلهم جنود بريطانيون".
وفي 5 ديسمبر 2015: أقدم محيي الدين مير المولود في الصومال على طعن شخصين بسكين في مدخل محطة ليتونستون للمترو في شرق لندن، وأصابهما بجروح. وجاء الاعتداء بعد يومين على أولى الضربات الجوية البريطانية التي استهدفت داعش في سوريا، وحكم على محيي الدين مير بالسجن المؤبد.
وفي 2017، حدث تحول خطير شكل كابوسا للبريطانيين، بعدما وسع داعش رقعة عملياته، واستهدف أكثر المناطق تحصينا في لندن، مثل مقر البرلمان البريطاني.
وزاد من صدمة البريطانيين، قدرة التنظيم الإرهابي على المناورة وتنويع أساليبه الهجومية ما بين "الذئاب المنفردة"، و"عمليات الدهس"، ففي 22 مارس 2017: قتل 5 أشخاص بعدما قاد خالد مسعود "52 عاما"، وهو بريطاني مسلم جرى التحقيق مع بالسابق بسبب التطرف العنيف، سيارة مستأجرة وسط مشاة فوق جسر وستمنستر أمام مبنى البرلمان في لندن، ودهس عددا من المارة، ثم نزل من السيارة وطعن شرطيا حتى الموت على جسر ويستمنستر، قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله، فيما قال تنظيم داعش إن مسعود كان أحد "جنوده".
وفي 3 يونيو 2017: قتل 8 أشخاص بعدما قاد 3 رجال سيارة صغيرة "فان" وسط مشاة على جسر لندن وقربه، قبل أن يترجلوا منها ويطعنوا أشخاصا بالقرب من شارع بورو هاي ستريت، وهي منطقة شهيرة بملاهيها الليلية، وأطلقت الشرطة النار على المهاجمين فلقوا حتفهم، فيما أعلن داعش مسئوليته.
وفي 22 مايو، أسفر هجوم على حفل موسيقي في مدينة مانشستر شمال غربي إنجلترا، عن مقتل 22 شخصا على الأقل بينهم أطفال، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح، وقالت الشرطة حينها إنه ناجم عن تفجير انتحاري نفذه بريطاني يدعى سلمان عبيدي 22 عاما، وكان قد أقام صلات بداعش، وكان قد عاد لتوه من رحلة إلى ليبيا موطن أجداده.
وفي 19 يونيو 2017: دهس رجل أبيض يقود حافلة مجموعة من الأشخاص بالقرب من مسجد في فينسبري بارك بشمال لندن، ولقي شخص حتفه وأصيب 10 آخرون، وجرى اتهام المهاجم البريطاني دارين أوزبورن بالإرهاب في سابقة، لأن هذه الجرائم ضد المسلمين، كانت تصنف في إطار جرائم الكراهية.
وفي 15 سبتمبر 2017، وقع انفجار في مترو أنفاق لندن في منطقة بارسنز جرين، وخلف 18 مصابًا، فيما قالت الشرطة البريطانية حينها إنه جرى إحباط 6 مؤامرات أخرى كبيرة.