الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"قرية الياسمين" في موسم الحصاد.. "شبرا بلولة" تنتج 10 أطنان صافية من الزهور يوميًا.. وتصدر إنتاجها لدول العالم.. وفرنسا وأمريكا على رأس المستفيدين

«قرية الياسمين»
«قرية الياسمين»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، من أكبر القرى على مستوى الجمهورية في زراعة وصناعة الياسمين، منذ عهد الملك فاروق، ويعمل كل أهل القرية بهذه الزراعة، بدءا من زراعة الياسمين مرورًا بجمع الزهر، وانتهاء بالمصنع الذي يستخلص العجينة ويصدرها إلى فرنسا وأمريكا، حتى أصبحت القرية معروفة في فرنسا، ويصل حصاد القرية من الحقول الطبيعية للزراعة بشكل يومي ما يقرب من ١٠ أطنان صافية من الزهور.

قال أيمن الشبراوي، صاحب أحد مصانع إنتاج العطور: "تشتهر القرية بزراعة الياسمين وتتميز بصناعة عجينة الياسمين والزيوت العطرية الناتجة عن أزهار البنفسج واللارنج واليوسفي والعطر والريحان، وتقوم مصر بتصدير منتجاتها للدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا والمشهورة بالعطور".
وأكد أن السوق المحلية ليس له مكان في هذه الصناعة لكونها يعتمد على العطور المستخدم فيها الكيماويات، موضحًا أن جودة منتج عجينة الياسمين في طريقه للانحدار، وأرجع ذلك إلى أن الفلاح يقوم بخلط الياسمين بالمياه لمضاعفة الوزن، والذي يقوم بتوريده لصاحب المصنع، وبالتالي يتم رفضه من قبل الدول المستوردة، والتي تقوم بأخذ عينة من المنتج وتحليلها كيميائيا قبل استيراده للتأكد من نقائه وخلوه من أي كيماويات.
ولفت إلى أن موسم الياسمين يبدأ من ١ يونيو وحتى ٣٠ ديسمبر، وتليه زهرة القرنفل، والتي يستخرج منها عجينة هي الأخرى، ويبدأ موسمها من ١٥ مايو وحتى ٣٠ يونيو، وكذلك زهرة البنفسج، والتي يستخرج منها عجينة أيضًا ويبدأ موسمها من ١ يونيو وحتى ٣٠ ديسمبر، وكذلك الحال في العطر ولبلوب اليوسفي والتي يستخرج منها زيوت، لافتا إلى أنه بجانب هذه الزهور تأتي ثمرة اللارنج، والتي يقوم صاحب مصنع العطور بزراعة جزء خاص به بعدد من أشجار اللارنج لأخذ الزهرة الخاصة به ويستخلص منها أغلى أنواع الزيوت على الإطلاق، والذي يتم طلبه بكثرة في فرنسا وأمريكا. 

وتابع أحمد محمود، بأن مراحل صناعة عجينة الياسمين واستخلاص الزيت الخاص تكون عند استلام أزهار الياسمين من الفلاحين ووزنها، وبعدها تدخل الأزهار على أواني نحاسية ليوضع عليها غاز الهيكسان، والذي يعمل على فصل الزهرة عن الزيت بمساعدة البخار الذي يضخ عليه هو الآخر، ومنها يتم تحويله لجهازين آخرين يعملان على استخلاص الزيت الناتج من الزهرة وفصله تمامًا عن الهيكسان، وأخيرا يتم دخول الزيت للمعمل لإنتاج العجينة زيت الأبسليوت الخاص بها، وأخيرا تأتي مرحلة المعمل الكيميائي والتي يتم فيها تحليل المنتج للتأكد من جودته.
وأضاف محمد السيد، المسئول عن مجمع الياسمين بالقرية، والذي يقوم بجمع أزهار الياسمين من المزارعين وتوريدها لأصحاب المصانع، أنهم يعانون معاناة شديدة بسبب تقليل أصحاب المصانع من أسعار الياسمين الذي يأخذونه من المزارع، وهو ما يجعله يقوم بغشه وخلطه بالمياه كما حدث في العام الماضي، بعدما قامت المصانع بتحديد سعر الياسمين الناشف بـ٢٠ جنيهًا والمبلول بـ١٠ جنيهات، ومشيرا إلى أن المزارع يقضي الليل من الـ١٢ صباحا حتى الخامسة فجرا في جمع من ٣ إلى ٤ كيلو، لذا يقومون بخلطه بالمياه للحصول على أموال أكثر.

وأشار عمرو سعد إلى أن هناك مشكلة في توفير الأيدي العاملة التي تعمل في زراعة الياسمين وتجميعه، وكذلك عدم وعي الأهالي بالصناعة وأهميتها، وكذلك عدم تسليط الدولة الضوء على هذه الصناعة، رغم أنها مصدر كبير من مصادر الدخل، وتعتبر مصر في المقدمة في التصدير، وذلك بجانب عدم وجود اتفاق وترابط بين أصحاب المصانع ووحدتهم في مواجهة المشاكل التي يتعرضون لها، وكذلك الغش التجاري من أكثر المصاعب، لأنه يدمر الصناعة بشكل كامل، فصناعة العطور تعتمد على السمعة، لذلك فعدد العاملين في المجال محدود.