الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور|"الزبالة".. ملجأ الأطفال لمواجهة الفقر.. "جمال": نواجه الأمراض ولا نرتدي قفازًا.. و"ياسين": أنفق على تعليم أشقائي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الزبالة».. ملجأ الأطفال لمواجهة الفقر
«جمال»: نواجه الأمراض ولا نرتدى قفازا.. و«ياسين»: أنفق على تعليم أشقائى
كتبت - إيمان العمارى
فى ظل الظروف المعيشية الصعبة، انتشرت ظاهرة الأطفال الذين يبحثون عن قوت يومهم، وسط أكوام القمامة، وضاعت براءتهم بين تلك المخلفات فى المناطق العشوائية ومحارق الزبالة طمعا فى كسب الرزق والحصول على الخردة لإعادة تدويرها وبيعها من جديد.

فى الأقصر، لا تختلف الأمور كثيرا فهناك فى المحرقة العامة بالوحدة المحلية بتوماس فى مدينة إسنا جنوب الأقصر، تجد أطفالا فى عمر الزهور يتنقلون بين مقالب القمامة يظهر على وجوههم الغبار والأوساخ، وتتراوح أعمارهم بين ٨ و١٨ سنة، ينتظرون شاحنات القمامة المقبلة إلى المكان، ليظفر كل منهم بغنيمته، يجمعون النفايات والخردة الصالحة للبيع، بعضهم ترك المدارس والملاعب والملاهى وخلعوا ثوب البراءة ولهو الطفولة وقرروا دخول عالم الأعمال للحصول على الرزق والتقليب فى محارق القمامة وسط الروائح الكريهة‏،‏ يبحثون فيها عن لقمة عيش تسد رمقهم‏،‏ وتحفظ عليهم حياتهم‏ ومنها تحولوا إلى قنابل موقوتة بالمجتمع‏.‏
«البوابة» رصدت عمل بعض الأطفال فى مقالب القمامة بمحافظة الأقصر، حيث ينتظرون سيارات مجلس المدينة التى تقوم بتفريغ حمولتها وتخرج مرة أخرى ثم يهرولون نحوها ويقومون بجمع الأدوات المعدنية مثل الحديد والنحاس والبلاستيك وعلب الكانز والمخلفات الصلبة ويفرزون المخلفات ويستخرجون المفيد منها بالنسبة لهم ويستمرون هكذا لمدة ٨ ساعات منذ العاشرة صباحا إلى الخامسة عصرا.

وعن طبيعة عملهم، قال «جمال. ع» ١٨ سنة: «أنا اشتغلت فى تدوير القمامة من سنتين، لأنى كل ما أروح شغلانة مكانتش بتنفع معايا، فى الآخر قمت طلعت على المقلب أدور على لقمة العيش، عشان أمى وأبويا واخواتى البنات لأن والدى مريض، وأنا أعتبر كبير العيلة بعد ما أبويا تعب وبقيت أنا اللى بصرف على البيت».
والتقط طرف الحديث «محمد. ج»، ١٢ سنة، مقيم فى إسنا قائلا: «والدى أحضرنى إلى هنا للعمل فى المقلب، حيث أجمع القمامة وأصنفها كل نوع على حدة، ثم أبيع القمامة الخارجة من التصنيف حسب سعر كل منها».
وأضاف: «إحنا عارفين إن ممكن يجيلنا أمراض مثل فيروس سى وغيره وإن الشغلانة بتاعتنا خطر وتعرضنا للموت، ولكن أنا سايبها على الله، أهى مرة كدا ومرة كدا وأهى ماشية، وكمان ربنا عالم بينا وبيسترها، وعلى فكرة إحنا مش بنلبس جوانتيات فى اليد لما بندور فى المخلفات، يعنى إحنا على قدنا مش معانا تمن الجوانتى أصلا يعنى مرة تطلع فى إيدينا إبره أو سرنجة ومرة زجاجة مكسورة وأحيانا عقرب يلسعنا أو فحمة والعة كل دا بنلاقيه فى طريقنا، إحنا وبندور فى الزبالة بس سايبينها على ربنا وهو بيدبرها ويحمينا».

وأضاف «عبدالرحمن. م» ٤٥ سنة، مقيم دويح، «لقمة العيش بتخلينا ممكن نعمل أى حاجة وإحنا أسرة فقيرة عبارة عن أب وأم وزوجة و٤ أولاد والمعايش واقفة، أنا كل يوم بطلع المقلب وليه ٥ سنين فى الشغلانة دى منين هناكل منين لو سيبناها».
وقال «ياسين. أ» ١٥ سنة، «أنا خرجت من المدرسة وأنا فى سنة خامسة ابتدائى بس عندى اخواتى كلهم فى التعليم وبتمنى ألاقى شغلانة أنضف بس دا المتاح بالنسبة لى حاليًا».
فيما أكدت فاطمة الزهراء أحمد، أستاذ علم النفس، أن الدافع وراء عمالة هؤلاء الأطفال فى هذه المهنة هو الفقر والتفكك الأسرى وعدم وجود رقابة من المجتمع، كما أن الأطفال الذين يعملون فى هذه البيئة والظروف دائمًا ما يكونون عرضة للتشرد والعنف والانحراف الجسدى والأخلاقي، وغالبا ما يصبحون بمثابة نواة لمجتمع إجرامى مطالبة الدولة والمجلس القومى لرعاية الطفولة بالنظر إلى هؤلاء الأطفال وتوفير حياة كريمة لهم.
وطالب عبدالراضى عبده، محقق قانوني، الأجهزة الأمنية بتنفيذ حملات بصفة دائمة على مقالب القمامة تحسبا لتلك الفئات التى تقوم باستغلال الأطفال فى العمالة الخطرة، لافتا إلى أن ظروفهم السيئة وظروف ذويهم المتدنية هى السبب الرئيسى لهم للاتجاه للعمل فى هذا المجال للإنفاق على أسرهم، خصوصًا أنهم يعانون معاناة شديدة من الفقر دفعت أهاليهم إلى أن يخرجوهم من المدارس من أجل العمل.