الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف ليوم الأحد 15 يوليو 2018

الصحف المصرية- صورة
الصحف المصرية- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنوعت اهتمامات كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأحد ما بين عدد من القضايا منها السياسة المصرية الخارجية إزاء قارة إفريقيا في عهد الرئيس السيسي، وقضية الحريات والتعبير عن الرأي وتأثير إساءة استخدام الديمقراطية والحرية بغرض نشر الفوضي والإثارة على مناخ الاستثمار والصناعة والتنمية.
ففي صحيفة "الأهرام"، كتب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة - تحت عنوان "مصر ليست بعيدة عن القرن الإفريقي"- "لقد عادت مصر - وبقوة - إلى المجال الإفريقي وفور استقرار الأوضاع بها، وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم بعد أن ضعف الدور المصري وتراجع في إفريقيا منذ أكثر من خمسة عقود منذ أن اتجهت مصر غربا وأهملت مجالها الإفريقي بحجة زيادة أعبائه وانخفاض عوائده، إلا أن الأحداث والأيام أثبتت قصور هذه الرؤية، فالفراغ دائما يبحث عمن يشغله".
وأضاف الكاتب الصحفي أن مصر كانت حاضرة وبقوة هناك، وحينما انسحبت تركت فراغا هائلا شغلته قوى إفريقية وليدة، وقوى أجنبية عديدة، ودخلت إسرائيل وإيران وتركيا إلى المسرح بقوة مستغلين في ذلك الفراغ الناتج عن تراجع الدور المصري خلال تلك الفترة.
واستعرض الكاتب الصحفي أبعاد الاهتمام المصري بإفريقيا، وقال إن هذا الاهتمام له مبرراته العديدة أهمها وأخطرها على الإطلاق ما يتعلق بنهر النيل شريان الحياة في مصر، وهو ما تنبه إليه منذ القدم حكام مصر وأبرزهم في هذا الإطار محمد علي باشا الذي أدرك أهمية السودان والبعد الإفريقي لمصر، فقام بضم السودان إلى مصر في عام 1822 لتصبح مصر والسودان أرضا واحدة وشعبا واحدا، وامتد النشاط المصري إلى عمق إفريقيا ووصل إلى الصومال وإثيوبيا، وحاول الاحتلال الإنجليزي تفتيت وحدة مصر والسودان.
وفي قراءة لتحركات رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد من أجل دعم السلام مع الجيران، قال الكاتب الصحفي "جاءت زيارة آبي أحمد خلال شهر رمضان الماضي لتفتح باب الأمل حول حل مشكلة سد النهضة بما يضمن حق مصر في حصتها من المياه، ويؤكد حق إثيوبيا في التنمية، وقد أكد رئيس الوزراء الإثيوبي على ذلك خلال الزيارة، بل إنه لأول مرة أكد بشكل قاطع أن إثيوبيا سوف تحافظ على حصة مصر من المياه، ليس هذا فقط ولكن سوف تعمل على زيادتها".
ورأى الكاتب أن تطورا إيجابيا ملحوظا بدا في الموقف الإثيوبي ..وقال: "الآن نحن أمام رئيس وزراء يسعى إلى السلام مع جيرانه، ويرفض لغة الصراع والتضارب بين الشعوب، وهو ما يزيد من لغة التفاهم والتقارب مع مصر، لأن الرئيس السيسي ومنذ توليه مسئولية السلطة في مصر، وهو يسعى جاهدا لفتح الجسور مع إثيوبيا، وإيجاد لغة حوار مشتركة مع رؤساء الوزراء السابقين، وقام بتوقيع اتفاق "إعلان المبادئ" بالخرطوم في 23 مارس 2015 ليؤكد حق الإثيوبيين في التنمية والرخاء، ويقطع خطوط الشك وعدم الثقة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، وفي الوقت نفسه يضمن حق مصر والسودان في حصيلتهما من المياه، وضرورة الاتفاق بين الدول الثلاث علي الخطوط الإرشادية الرئيسية، وقواعد الملء الأول للسد، وقواعد التشغيل، وضرورة التزام الجانب الإثيوبي بإخطار دولتي المصب بالإطار الزمني للتنفيذ، وأي ظروف غير منظورة أو طارئة تستدعي إعادة الضبط لعملية تشغيل السد".
واستطرد: هذه الروح الإيجابية التي ظهرت في اجتماع القاهرة الأخير بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يجب ترجمتها إلى واقع على الأرض في ملف سد النهضة، والانتهاء من النقاط العالقة في هذا الإطار، سواء من حيث قواعد التشغيل، أو مدة الملء، أو الدراسات الفنية الخاصة بالسد، أو غيرها من تلك النقاط الخلافية التي تحتاج إلى حسم، وأخذت من المناقشات والمفاوضات ما يكفي، وأصبحت واضحة لدى الطرفين.
واختتم الكاتب مقاله قائلا "المهم الآن الحفاظ على قوة الدفع الموجودة في العلاقات بين الدول الثلاث والروح الإيجابية السائدة فيما بينهم، من خلال خطوات على الأرض تؤدي إلى مزيد من الثقة والتقارب بين الدول الثلاث خلال المرحلة المقبلة؛ بما يعود بالنفع على شعوب مصر وإثيوبيا والسودان ودول حوض النيل ليكون نهر النيل مصدرا للخير للجميع وليس مصدرا للصراع".
بدوره، تناول الكاتب الصحفي جلال دويدار - في عموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار"- أبعاد قضية التعبير عن الرأي في ضوء الالتزام بمبادئ وقيم مهنة الصحافة، مستعرضا مقال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة - نشر في "الأخبار" - عن الانحراف في السلوك الصحفي الذي يتناقض مع المبادئ والقيم المهنية والأخلاقية، وقال دويدار إن جبر "لجأ بحسه المهني إلى ضرب الأمثال ببعض النماذج التي كانت حديث الشارع عن هذا الانحطاط والإسفاف الذي أصبح يوصم بعض جوانب الأداء الصحفي".
ودعا دويدار، الهيئة الوطنية والمؤسسات الصحفية العامة والخاصة إلى إعداد برامج ميدانية للارتقاء بمستوى الأداء المهني لصحفييها، مشددا على أهمية "اللجوء إلى الحزم والحسم في مواجهة أي إهدار لقيم هذه المهنة"، وقال "هذه السلوكيات غير السوية في معظم الحالات.. ليست وليدة حسن النية ونقص التدريب.. ولكنها - للأسف - دائما ما يكون دافعها فساد الذمم الذي يعد أخطر ما يهدد المهنة".
وحيا الكاتب الصحفي، مجلس النواب على القانون الجديد لتنظيم الصحافة، وقال "أرفض المزايدة على بنوده فيما يتعلق بحرية التعيير التي لم يتم المساس بها من قريب أو بعيد باعتبارها من نصوص الدستور".
وأردف دويدار "إن ما يجب أن يعلمه الصحفيون خاصة الذين هم على أول الطريق.. إن التمتع بحرية النشر والتعبير مرهون أولا وأخيرا بمدى الالتزام بالمبادئ والقيم الصحفية الصحيحة.. هذا الالتزام يحتم وفي إطار تقديس هذه الحرية.. الإحساس بأهمية النقد البناء الذي يراعي مصلحة الوطن والمواطن".
ورأى الكاتب أن الحرية الواجب المطالبة بها تنبع أساسا من احترام حرية الآخرين،وأن المساءلة والاعتراض على ما ينشر "يجب أن يستند إلى ضرورة أن يكون الهدف من النشر هو الإصلاح والبناء".
واختتم بالقول "إن حرية التعبير، التي يجب الدفاع عنها بشجاعة والأخذ بها هي التي تستهدف الصالح العام وليس حماية أي فساد أو انحراف.. ممارسة هذا الحق يتطلب أن يكون المسئول على علم بما تقضي به..هذه الحرية.. إنها يجب أن تقوم على احترام النقد البناء الشفاف الذي لا يستهدف أية مصلحة خاصة أو شخصية".
في السياق ذاته، قال محمد العزاوي في عموده "وقائع وحقائق" - في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "الطابور الخامس" - :"إن إغراق الرأي العام بأوهام التشكيك هي إحدى الوسائل التي يتبعها الطابور الخامس سواء في وسائل الإعلام أو غيرها والذي يسعى دائماً إلى خلط الأوراق وطمس الحقائق من أجل حفنة من الفلوس.. فالحوار عندما يتحول إلى استخدام لغة التشويه والتشكيك للإساءة للآخرين وإحداث نوع من البلبلة لتشويه المشهد لتضليل الرأي العام بأن الوضع للأسوأ لإتاحة الفرصة لأطراف أخرى عملاء ليس لديهم انتماء لهذا الوطن الذي كان سيتعرض للضياع لولا ثورة 30 يونيو".
وأضاف "أن علامات التحضر والنضج التي يحظى المجتمع المصري بها - حالياً - كفيلة بأن تفرق بين الحقيقة والوهم لأن لديه قناعة ويقينا في أن ما تحقق على أرض الواقع يمثل نقلة غير مسبوقة في النهضة والنمو والتطوير، وهو ما أنقذ مصر من مخاطر عديدة كانت ستؤدي به إلى الهاوية؛ لذلك يجب ألا نخرج عن قواعد الممارسة الديمقراطية وإساءة استخدام مناخ الحرية لهدم الوطن بافتعال المعارك والإثارة والتشكيك في الوقت الحالي لأن مصر في مرحلة بناء من جديد يتطلب فيها الترابط والتلاحم بين فئات المجتمع لنكون على قلب رجل واحد ".
وتابع: "بناء مصر من جديد يحتاج إلى تضحيات كبيرة من الصبر والتكاتف حتى نعبر إلى بر الأمان، خاصة بعد أن تخطينا أصعب سنوات في المرحلة الأولى وحققنا نتائج أشادت بها المؤسسات المالية العالمية"، مشيرا إلى أن "إساءة استخدام الديمقراطية والحرية بغرض نشر الفوضى والإثارة سيكون لها آثار سلبية علي مناخ الاستثمار والصناعة والتنمية ويهدم ما تم تحقيقه على أرض الواقع تحت شعارات ومبررات وهمية وأكاذيب لتشكيك الرأي العام في كل نجاح بهدف زعزعة الاستقرار وهذا مرفوض وغير مقبول ويحتاج إلى وقفة وإعادة نظر لتصحيح الأوضاع والمفاهيم الخاطئة والهدامة.
واستطرد بالقول إن "استقرار مصر ونجاحها في الحفاظ على كيان الدولة وهيبتها قوية ثابتة شامخة لتواصل الانطلاق والتحدي والبناء أمر مهم يتطلب أن نحافظ عليه جميعاً لتحقيق النجاح المطلوب لنعيش في أمن وأمان ونهضة وتنمية".