الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العنف ضد الأطفال واقع سلبي في مصر.. "اليونيسيف": 75% يتعرضون للعنف الجسدي.. وخبراء: الحل بتفعيل دور الأسرة والتوعية.. والآثار النفسية للعنف تؤثر على الشخصية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزامنا مع واقعة ذبح وحرق 3 أطفال بالمريوطية تصبح هناك ضرورة ملحة إلى إلقاء الضوء على ظاهرة العنف ضد الأطفال مع تنامي الظاهرة داخل مصر خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة وفق الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي ترقب أرقام وقوع الحوادث اللإنسانية التي ترتكب تجاه هؤلاء الأطفال إما بالقتل أو بالتعذيب الوحشي الذي يفضي إلى موت أو إلى حياة مليئة بالاضطرابات النفسية والمشاكل الجسدية.
وذكر تقرير صادر عن المجلس القومي للأمومة والطفولة، أن عدد البلاغات التي تلقاها المجلس، خلال النصف الأول لعام 2016 بلغت 2284 حالة عنف ضد الأطفال وتصدر الذكور النسبة الكبرى من بلاغات العنف بحوالي 69% في مقابل 31% للإناث وتعرضت 155 حالة منها للعنف المدرسي، كالاعتداء بالضرب أو التوبيخ.
وفي 2016 بلغت نسبة العنف الجسدى للأطفال فى مصر إلى 75% من أطفال مصر يعرضون للتعنيف الجسدى سواء عن طريق الأسر أو حتى دور الرعاية، وذلك وفق آخر إحصائية لليونيسيف، أما العنف النفسي في مصر فتتراوح هذه النسبة ما بين 40 و50% من الأطفال فى مصر معرضين لهذا النوع من العنف، أما فيما يخص العنف الجنسى للأطفال نتيجة للختان أو غيرها من العادات فبلغت النسبة 55% من الأطفال تعرضوا للعنف الجنسى نتيجة للممارسات المختلفة. 

وأكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الأسرة أساس الوعي وأساس بناء الفرد في المجتمع، حيث إن حوادث العنف الأسري في المجتمع المصري ضد الأطفال داخل الأسرة أمر يرجع إلى الثقافة العامة الخاصة بكل أسرة فإذا كان هناك مستوى تعليمي واع بطريقة التعامل مع الأطفال فإن هذا يمنع من الانزلاق في ارتكاب العنف ضدهم لأن الأهل هنا يدركون عواقب تلك التصرفات وتأثيرها على شخصيتهم خلال الفترة المقبلة.
وأضافت أنه داخل الأسرة يرجع إلى غياب الثقافة والوعي بطبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل والتي تتطلب رعاية خاصة من الأسرة ومن المجتمع الذي يعيش فيه لأن تلك المرحلة مرحلة تعلم وهي تؤثر على الطفل فيما بعد.
ولفتت إلى أن غياب ثقافة التعامل مع الأسرة من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار العنف في المجتمع ضد الأطفال، مؤكدة ضرورة وجود دورات توعية للأسرة والعمل على تحقيق الوعي تجاه المعاملات الإنسانية والاجتماعية في المجتمع وهو ما يتحقق من خلال تثقيف وتوعية الأسرة المصرية مستنكرة تدني دور الإعلام والتليفزيون المصري حول طرح القضايا المهمة في حين يتم التركيز على عرض مواد أخرى تافهة وتؤدي لانتشار العنف في المجتمع كأفلام ومسلسلات العنف الذي ظهر على الشاشات المصرية خلال الفترة الماضية.

واستنكر الدكتور عبدالحميد زيد رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم، إهمال الأهالي لأبنائهم بفعل الظروف الاجتماعية السيئة التي تتسبب في إهمالهم بفعل الطلاق داخل المجتمع والذي ترتفع نسبته في مصر بصورة كبيرة، مشيرا إلى وجود آثار سلبية للطلاق في ظل التفكك الأسري وغياب الاحتواء حيث يؤدي هذا إلى هروب الأطفال من منازلهم إذا لم يصل أي طرف من الوالدين إلى الابن أو البنت بعيدًا عن الآخر.
ولفت إلى أهمية وجود بيانات كاملة وصحيحة عن نسب اختفاء الأطفال وأعدادهم داخل المحافظات حتى يتسنى تحليل مدى وجود ظاهرة بالفعل أم أنها مجرد حوادث ووقائع فردية تحدث بصورة طبيعية كأي دولة في العالم لأن اختفاء الأطفال قد يشكل بداية استخدامهم من قبل عصابات بيع الأعضاء البشرية أو من خلال عصابات خطف الأطفال.

وأكد هاني هلال، رئيس ائتلاف حقوق الطفل، أن المشكلة خطيرة خاصة أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة تشير إلى إجمالي عدد الأطفال المتغيبين عن المنزل وحول نسبة وجودهم على مستوى الجمهورية، مؤكدًا ارتفاع معدلات الهروب والنفور من دور الرعاية الاجتماعية المخصصة للأطفال وهو ما عزاه لتدني مستوى الخدمات المقدمة بسبب الأوضاع الاقتصادية السلبية ولسوء المعاملة هناك، مضيفًا أن هؤلاء الأطفال يتجهون إلى أماكن التجمعات والميادين مما يجعل ظاهرة الأطفال المشردة قنبلة موقوتة انفجرت بالفعل داخل المجتمع المصري بسبب ما يتعرضون له من مشاكل ومن سوء استغلالهم من المتسولين أو من خلال عصابات الاتجار في البشر.

وأوضحت الدكتورة إيمان دويدار، استشاري طب نفسي الأطفال، أنه إذا ما كان العقاب والعنف تجاه الطفل بصورة أكبر من الخطأ الذي قام به الطفل كلما كان ذلك أدعى لتحوله إلى شخص عنيف وكان أكثر لامبالاة وعدوانية.
وأضافت أن التربية الصحيحة تقوم على إعلاء سقف الحافز بإثابة الطفل وتشجيعه على فعل الصواب من خلال تحفيزه على ذلك وتقليل سقف العقاب إلى أن يختفي ذلك السقف، وفي مقابل ذلك نجد أن التوازن ما بين الثواب والعقاب ووجود الحافز والسلوك السوي يؤدي إلى حدوث الاستواء النفسي للطفل، لافتة إلى أن الطفل من سن 5:7 سنين يجب التعامل معه على أساس الحافز المادي الذي يشعر به حينما يقوم بفعل الصواب أو الخطأ، على أساس عدم استيعابه للحافز المعنوي، مؤكدة أن الحافز المعنوي موجه للمرحلة السنية الأكبر ويتيح شعور الطفل بالقبول والتحفيز والتشجيع على فعل الصواب دائما.