الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الثورة.. إرادة شعب وشجاعة قائد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الشعب المصرى فى ثورته الثانية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ غير المسبوقة، أن يعدل مسار ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ التى سرقها الإخوان واحتلوا مصر لمدة ١٢ شهراً، كانت أسوأ فترة فى تاريخ مصر، واستطاع الشعب أن يسترد الوطن الذى كان قاب قوسين أو أدنى من الضياع، وحقق الشعب فى ثورته الثانية أعظم إنجازاته فى تاريخ مصر، الأول عندما خرج أكثر من ٣٥ مليون مواطن فى ثورة غير مسبوقة، ويهتفون بصوت واحد: «يسقط.. يسقط حكم المرشد»، والثانى عندما أفشل الشعب المؤامرة الصهيو أمريكية بإشاعة الفوضى والفتنة تمهيداً لتقسيم الدولة الوطنية.
ساند الشعب فى ثورته ضد التنظيم الإرهابى للإخوان المدعوم من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وإيران وتركيا وقطر، الجيش والشرطة بقيادة وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذى وضع حياته بين كفيه وأعلنها صراحة فى بيان القوات المسلحة قبل الثورة بأيام: «القوات المسلحة لن تسمح بانهيار الدولة، وانحيازها دوما لإرادة الشعب وسوف تسانده فى ثورته».
تعرضت مصر خلال عام الرمادة لحكم الإخوان للعديد من المؤامرات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومحاولة استهداف رجال الجيش والشرطة والقضاء، ومحاولة إشعال فتنة بهدم المساجد والكنائس وقتل الأبرياء من المسلمين والأقباط، وعندما شعر الشعب العظيم أن مصر على وشك الانهيار والضياع، قام بثورته وسانده فيها أبناء مصر من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام الوطني.
لولا إرادة الشعب المصرى بإسقاط الحكم الفاشى الديني، ولولا تحرك السيسى ومساندته مع الجيش والشرطة لثورة الشعب، لانهارت مصر بسبب التحديات والمؤامرات من الخارج والداخل، ولم يعبأ قائد جيش مصر بذلك، لأنه كان لديه إيمان ويقين بأن الله سوف ينصر جنده ضد أهل الشر.
واستطاع السيسى قبل الثورة أن يحقق المعادلة الصعبة بين عناصر الأمة الثلاثة: الشعب والجيش والشرطة، وتمت ترجمة هذه المعادلة الصعبة فى هتاف الملايين فى ميادين الثورة: «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة».
وقد وثق الشعب واطمأن إلى قائد الجيش السيسى، الذى وضع حياته بين كفيه نظير الحفاظ على الوطن والشعب، وواجه التحديات ولم يخش التهديدات من الخارج أو الداخل، وطالب الشعب قائد الجيش بأن يخلع زيه العسكرى من أجل الترشح للرئاسة، وهتفت الملايين باسمه يوم الثورة: «انزل يا سيسي.. مرسى مش رئيسي»، واستجاب القائد لإرادة الشعب، وأصبح السيسى رئيساً لمصر بأصوات أكثر من ٢٧ مليون مصرى ومصرية.
بدأت مر بقيادة السيسى مرحلة جديدة بعد الثورة، واتخذت مصر من شعار القوات المسلحة منهجاً لها «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، ومع ممارسة أهل الشر لأدبيات الجماعة الإرهابية فى محاولة النيل من مصر وشعبها وجيشها وشرطتها بعد أن أسقط الشعب حكمهم الفاشى وشرعيتهم الإرهابية، وبدأوا فى تدمير محطات الكهرباء والغاز وحرق وتدمير الكنائس والمساجد وقتل الأبرياء من المسلمين والأقباط، وبدأت مصر مواجهة الإرهاب من خلال رجال الجيش والشرطة، بدءاً بعمليات «حق الشهيد» وانتهاء بـ«العملية العسكرية الشاملة- سيناء ٢٠١٨»، وبفضل شجاعة وتضحيات خير أجناد الأرض استطعنا القضاء على أكثر من ٩٥٪ من التنظيمات الإرهابية فى سيناء والوادى، وفى غضون أسابيع أو أشهر سوف يعلن إن شاء الله «سيناء بلا إرهاب»، وفى نفس التوقيت بدأت مصر البناء من أجل البقاء، وشيدت المشاريع القومية العملاقة فى البترول والغاز وقناة السويس والصناعة والزراعة، ومع الإصلاح الاقتصادى الذى تحمله المصريون بنزاهة وإخلاص وتجرد، تمضى مصر فى التقدم فى التنمية والاستثمار والسياحة، وقد أعلن د. مصطفى مدبولى أن ٨٥٪ من برنامج الإصلاح الاقتصادى قد تم تنفيذه بنجاح بفضل صلابة ووعى الشعب المصري، وأن الفترة القادمة سوف تعود بالخير على الشعب المصري.
إن أعظم الدروس المستفادة من ثورة ٣٠ يونيو، فى ذكراها الخامسة أن الشعب المصرى هو البطل وصاحب الإرادة، وأن مصر لديها قائد شجاع وجيش مغوار وشرطة وطنية وقضاء عادل ونزيه، ونرى ما قال الرئيس السيسى فى الذكرى الخامسة لثورة ٣٠ يونيو: «إن العالم انحنى احتراماً لإرادة الشعب المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو، وأن المنطقة تغيرت من مسار الشر لرحاب الأمن والتنمية والسلام، وأن المصريين لا يرتضون إلا الولاء للوطن».