الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

ميشيل المصري.. عازف "نغمات الأديان"

ميشيل المصري
ميشيل المصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتميز كل فنان بشيء ما فى نفسه، يجعله يخرج للناس تكوينًا إبداعيًا جديدًا، ودائمًا ما تؤثر النشأة فى حياة المبدعين، وهو الأمر الذى حدث مع الملحن والموزع والعازف الموسيقى الراحل «ميشيل المصري». الذى غيبه الموت عن عالمنا مؤخرًا.
فقد ساعدته نشأته ليكون أحد أهم الموسيقيين فى العصر الحديث، حيث كان والده تاجرًا بين التجار المسلمين، يتعايش معهم بشكل كبير، وكان يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء، وهو ما دفعه للمعارضة وبشدة، على دخول ابنه عالم الفن، الذى كان يراه منبوذًا من المجتمع آنذاك، وكان «الشيوخ» يحرمونه.
وكان «ميشيل» محبًا للرسم والموسيقى، وكل أشكال الفنون، مثل والده، فحاول أن يقاوم تلك الضغوط المجتمعية، لدرجة أن مواهبه لقيت تشجيعًا كبيرًا من أساتذته، وبنهاية دراسته الثانوية عام ١٩٤٨ التحق سرًا بمعهد «ليوناردو دافنشي» للفنون الجميلة بالقاهرة، ثم معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية عام ١٩٤٩، وبرغم أنه كان عازفًا على آلة الكمان، فإن مدير المعهد وجهه لدراسة آلة «الكورنيت النحاسية» بعدها كون ميشيل فرقة موسيقية، من خمسة وعشرين عازفًا، كان لها نشاطها فى الحياة الموسيقية المصرية.
لذا أصبح «ميشيل المصري» فنان وملحن برحيق الوحدة الوطنية، حيث عزف على نغمات الأديان، فرغم أنه أحد أبناء الكنيسة المصرية، وكان يعزف الترانيم والأناشيد المسيحية، فإنه لحن وعزف ووزع أيضًا العديد من الابتهالات الدينية الإسلامية، وقام بالتأليف الموسيقى لعدد كبير من الأعمال الدرامية الدينية، بينها «من قصص القرآن الكريم»، «الفتوحات الإسلامية»، «لا إله إلا الله»، وكان يعتبر أن الفن أحد جسور الوصل بين أى اختلاف، فالفن لا يعرف العنصرية أو التعصب، ولا يفرق بين إنسان وآخر إلا بالموهبة والإبداع.
ولم يكتفِ بعزف نغمات الأديان، فحسب بل استطاع أن يكون أحد أهم الموزعين الموسيقيين فى هذه الآونة، فقد وزع للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب ثلاثة أعمال رائعة (بعمرى كله حبيتك، وأنده عليك، وفى يوم وليلة) التى تغنت بهم الفنانة الجزائرية وردة، بخلاف «قارئة الفنجان» القصيدة الرائعة التى وضع «ميشيل» موسيقى المقدمة لها، ليكون المتفرد موزعًا ومؤلفًا موسيقيًا، وضع مئات المؤلفات الموسيقية، ما بين موسيقى التوزيع لألحان الآخرين، وما بين موسيقاه هو البحتة التى من آخرها موسيقى «حليوة»، والتى أنتجتها الإذاعة ولم تذعها. أما عن مشاركته بألحان وموسيقى تصويرية، فكان من أهم الفنانين المشاركين فى أهم الأعمال الدرامية، التى ستظل محفورة فى تاريخ الدراما المصرية، مثل ملحمة «ليالى الحلمية» ومسلسلات «الحاج متولي» و«من الذى لا يحب فاطمة»، وغيرها الكثير من الألحان لأجمل الأغنيات الدرامية، ورحل الموسيقار ميشيل المصرى عن عالمنا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز ٨٥ عامًا.