حذرت دراسة طبية من تناول الهرمونات التعويضية لتأثيرها السلبي في
تغيير التركيبة والتعبير الجيني للحمض النووي ليظل تأثيرها على أجيال قادمة.
وفي تجربة مع الخنازير، أظهر الباحثون أن إعطاء جرعات منخفضة للغاية
من مادة كيميائية مسببة لاختلال الغدد الصماء (EDC) - وهي مادة خارجية لها نفس
التأثيرات أو ما شابهها مثل الهرمون الداخلي المنشأ - يؤدي إلى تغيرات متوارثة في
الحمض النووي، ولوحظت هذه التغيرات أيضا في أجنة صغيرة، وكانت التغييرات المماثلة
واضحة حتى بعد أن بلغ النسل سن البلوغ، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة ساينس
ريبورتس.
وقالت سوزان أولبريتش أستاذة بالمعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا
في زيورخ (ETH Zurich)، سويسرا: "إن المواد الهرمونية
التعويضية، خاصة هرمون الأستروجين، فعالة للغاية حتى في الجرعات المنخفضة
للغاية"، مضيفة أن التغيرات الهرمونية للخنازير خلال فترة الحمل تشبه
التغيرات التي تحدث عند البشر، لذا فإن نتائج الدراسة قابلة للتطبيق بدرجة عالية
على البشر.
وقام الباحثون بتعريض الحوامل لجرعات متفاوتة من الاستراديول -17
بيتا، وهو هرمون الأستروجين الطبيعي، عن طريق التغذية اليومية، إما على مدار فترة
الحمل بكاملها أو فقط خلال العشرة أيام الأولى بعد التخصيب، أقل جرعة تتوافق مع
الاستهلاك اليومي المقبول للبشر - 0.05 ميكروغرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
وكشف البحث أن هرمون أستراديول يؤثر على التعبير الخاص بالنسيج
الجينى لما يقرب من عشرين من الجينات ذات الصلة بأستروجين 57، وفقا للجرعة، وتقوم
معظم هذه الجينات بتنظيم دورة الخلية أو قمع نمو الأورام، كما ظهرت تغييرات مشابهة
في هذه الجينات في الأجنة وفي النسل البالغ.
وبناءً على هذه النتائج، دعا الباحثون إلى إعادة تقييم قيمة الجرعة اليومية المقبولة للجرعة الهرمونية.